إعلان

انطلقت من قطر.. كيف مزّقت الدرون الأمريكية جسد قاسم سليماني؟

03:35 م السبت 04 يناير 2020

جنازة سليماني والمهندس

كتبت- رنا أسامة:

كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الطائرة الأمريكية المُسيّرة التي استهدفت قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني تم توجيهها من قاعدة "العُديد" الجوية في قطر، والتي تبعُد نحو 1100 كيلومترًا جوًا عن مطار بغداد الدولي، حيث تفحّمت جثته وتحوّلت إلى أشلاء خلال الغارة التي نفذتها واشنطن فجر الجمعة.

وفي حين نجا سليماني (62 عامًا) من عدة محاولات اغتيال على مدى العقدين الماضيين، قالت الصحيفة إن حدسه لم يُنبّهه هذه المرة من الصواريخ القاتلة التي كانت بانتظاره أثناء مُغادرته مطار بغداد الدولي لتُقطّعه إربًا.

فبعد أن وصل والوفد المرافق له إلى المطار في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، على متن طائرة قادمة من سوريا، في سيارتين من طراز "تويوتا إس يو في"، وكان في استقباله نائب قائد قوات مليشيا الحشد الشعبي المدعومة من إيران في العراق أبومهدي المهندس (66 عامًا).

واستقل الرجلان إلى جانب كبار مُساعديهما إحدى السيارتين، وتحرك الحُراس الشخصيين في سيارة أخرى. وبعد لحظات، أثناء مرور السيارتين عبر منطقة شحن على طريق وصولهم خارج المطار، أُصيبت القافلة بـ4 صواريخ للتحول المركبتين إلى معادن ملتوية، بحسب تقرير الصحيفة المنشور على موقعه الإلكتروني، السبت.

ونقلت الصحيفة عن قائد الميليشيا المحلية أبو منتظر الحسيني، قوله إن صاروخين تم إطلاقهما من طائرة بدون طيار من طراز "إم كيو- 9" تُعرف باسم "قاتل الصياد"، تم توجيهها من مقر القيادة المركزية الأمريكية في قطر، حيث تقع قاعدة العُديد التي تضم نحو 10 آلاف جندي أمريكي، وفق الصحيفة.

وأضاف أن الصاروخين أصابا السيارة التي كانت تقِل سليماني والمهندس، فيما أُصيبت السيارة الأخرى بصاروخ واحد فقط.

1

وأفادت "ديلي ميل" بأن الطائرة المُسيّرة الأمريكية تم تشغيلها على بُعد بضعة أميال من قِبل طاقم مكوّن من رجلين وحلّقت لـ230 ميلًا، موضحة أن بإمكانها تنفيذ ضربات دقيقة ونقل صور الهجوم إلى القادة في أي مكان في العالم.

وذكرت أن الطائرة المُسيّرة- التي تبلغ إجمالي كُلفتها 64 مليون دولار (بما يُعادل 49 مليون جنيه إسترليني)- تحمل 4 صواريخ "هيلفاير" موّجهة بالليزة تُعرف باسم "النينجا، مزوّدة برؤوس حربية تزِن 38 رطلًا قادرة على تدمير دبابة، إضافة إلى قنابل بافواي الموجّهة عالية الدقة.

وقال خبراء الطيران إن رحلة الطائرة المُسيّرة كانت "شبه صامتة"، بما يعني أنها استهدفت ضحاياها على حين غِرة دون أن يتلقوا أي تحذير مُسبق.

وكان الصاروخ "النينجا" مُسلحًا بـ6 شفرات دوّارة طويلة حادة مُصممة لتقليل الأضرار الجانبية، حيث تبرز في جميع الاتجاهات قبل لحظات من بدء الضربة، وعند إصابة الهدف تُمزقه بسرعة وتصيبه بجراح عميقة قاتلة.

وتُعد هذه هي المرة التاسعة الذي تستخدم القوات الأمريكية هذا الطراز من الصواريخ بواسطة الدرونز، منذ أن بدأ استخدامها في عملية تصفية للإرهابي جمال البدوي، العقل المدبر المتهم بتفجير المدمرة "يو إس إس كول" في اليمن عام 2000، وفق تقرير سابق لمجلة "ديفينيس" الأمريكية.

وأظهرت لقطات مُسجلة من مطار بغداد دولي أن الضربة أحدثت انفجارًا كبيرًا، وأشار حُطام قافلة سليماني المتفحّمة إلى أنه تمزّق إربًا من شدة الانفجار. ولم يُتعرف على رفاته تحت الأنقاض إلا من خلال خاتم ممُيز كان يرتديه.

ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الإدلاء بتفاصيل عن الضربة، فيما ادعى المسؤولون الإيرانيون أنها نُفذت بطائرة هليكوبتر. وقالت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية إن 10 قتلوا في العملية، بينهم 4 مساعدين عسكريين إيرانيين بارزين و4 من قادة الميليشيات العراقية، إلى جانب المهندس.

وفي هذا الصدد، أشارت "ديلي ميل" إلى أن الضربات الجوية الدقيقة التي يتم تنفيذها بواسطة الطائرات بدون طيّار تعتمد على معلومات استخباراتية مُفصّلة، في الوقت الذي ظل فيه سليماني تحت المراقبة شبه الدائمة من قِبل قوات الأمن الأمريكية والسعودية والإسرائيلية.

وأعلن البيت الأبيض أن الضربة الجوية تم تنفيذها "بتوجيه" من الرئيس دونالد ترامب، الذي غرّد بعد ساعات من العملية بصورة العلم الأمريكي. وكتب عبر تويتر أن " إيران لم تفز يوما بحرب، لكنّها لم تخسر مفاوضات". فيما توعّد مسؤلون إيرانيون بـ"ردٍ قاسٍ".

وحذرت قطر من توالي مظاهر التصعيد بالعراق، في بيان نشرته في وقت لاحق أمس الجمعة وكالة الأنباء القطرية (قنا)، مُطالبة جميع الأطراف بضبط النفس وتجنيب العراق وشعبه وشعوب المنطقة الدخول في حلقة العنف المفرغة ومغبات التصعيد.

ويصل اليوم السبت وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثانٍ، إلى طهران لإجراء محادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان