إعلان

لماذا قتلت أمريكا قاسم سليماني؟

04:39 م الجمعة 03 يناير 2020

قاسم سليماني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

شهدت العراق أحداث دموية منذ بداية الأسبوع وصلت إلى ذروتها فجر الجمعة بالإعلان عن مقتل القيادي العسكري اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وأبو مهدي المهندس، الرجل الثاني في مليشيات الحشد الشعبي العراقي.

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في بيان رسمي، الجمعة، أن القصف جاء بناءً على أوامر من الرئيس دونالد ترامب.

وجد محللون سياسيون أنه هناك الكثير من الأسباب التي تفسر اقدام واشنطن على هذه الخطوة رغم تبعاتها الخطيرة بالنظر إلى تعهد إيران بالانتقام من الولايات المتحدة، والرد بقسوة على ما اعتبرته "جريمة بشعة".

الدفاع عن النفس

1

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل قليل، إنه كان يجب أن يُقتل اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، منذ سنوات.

برر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عملية اغتيال سليماني بـ"الدفاع عن النفس"، وأوضح في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، أنها كانت قانونية.

أوضح بومبيو أنه لم يكن من الممكن تأجيل هذا القرار أكثر من ذلك، لأن "خطر عدم التحرك إزاء إيران كان هائلاً" على حد قوله.

وأكد بومبيو أن بلاده لا تسعى إلى التورط في حرب مع إيران، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى الأرواح الأمريكية مُعرضة للخطر.

ذكر بيان البنتاجون أن سليماني كان "يخطط لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين وأفراد الخدمة العسكرية في العراق وفي أنحاء المنطقة".

وتابع: "سليماني وافق على الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في العراق هذا الأسبوع، موضحًا أن الضربة تهدف لردع أي خطط هجوم مستقبلية لإيران، وأن الولايات المتحدة الأمريكية ستستمر باتخاذ كل الخطوات الضرورية لحماية مواطنيها ومصالحها أينما كانت حول العالم.

تدمير حلقة الوصل

2

أعلنت الولايات المتحدة بمقتل سليماني تدميرها لحلقة الوصل بين الجمهورية الإسلامية ووكلائها وحلفائها في المنطقة، لاسيما وأن القيادي العسكري كان المسؤول عن عمليات جمع المعلومات والعمليات العسكرية السرية والتي نفذها فيلق القدس.

نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مُحللين أن سليماني كان شخصية فريدة ولن يكون من السهل العثور على نظير له بالنسبة للنظام الإيراني.

على مدار الأعوام التي تولى فيها قيادة فيلق القدس استطاع سليماني انقاذ حلفاء إيران ومساعدتهم على الحفاظ على مناصبهم، ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية إنه من وضع الاستراتيجية التي ساعدت الرئيس السوري بشار الأسد على تحويل دفة المعركة، وإلحاق هزائم كبيرة بالقوات المعارضة واستعادة المدن والبلدات الرئيسية في سوريا.

كما قال مسؤول عراقي سابق إنه لولا سليماني لكانت حكومة حيدر العبادي في المنفى، ولما كان هناك وجود للعراق.

حظى سليماني بأهمية تفوق الرئيس حسن روحاني حسب دينا اصفندياري، المُحللة في مؤسسة سنشري للأبحاث في نيويورك. قالت المُحللة الإيرانية لصحيفة الجارديان إن سليماني امتلك خطا مباشرًا للمرشد الأعلى، وكان هو المسؤول عن السياسة الإقليمية لطهران، وكان من أكثر الأشخاص أهمية وتأثيرا في إيران.

تجاوزت قدرات سليماني على إقامة علاقات مع الأطراف الخارجية قدرات أي شخصية سياسية في إيران، حتى أنها فاقت قدرات وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف حسبما ذكرت الجارديان.

عملية انتقالية

3

فيما وجدت أجنيس كالمارد، أن بيان البنتاجون بشأن عملية مقتل سليماني غامضًا، وقالت، في تغريدات عبر تويتر، أن البيان يركز بشكل أكبر على الأنشطة السابقة والانتهاكات التي تتهم واشنطن سليماني بارتكابها، ما يجعل عملية الاغتيال تبدو انتقامية أكثر من كونها محاولة للدفاع عن النفس.

اعتبرت المسؤولة الأممية اتهامات البنتاجون لسليماني كان يعمل على تطوير نشاطاً للهجوم على الدبلوماسيين الأمريكيين في العراق وجميع أنحاء المنطقة فكرة غريبة من وجهة النظر العسكرية والسياسية.

ولفتت كالمارد إلى أن البيان لم يذكر أسباب قتل القادة الآخرين ومن بينهم أبو مهدي المهندس، القيادي في الحشد الشعبي العراقي، وأرجعته إلى أنه قد يكون لأسباب أمنية.

إبعاد الأنظار

4

نقلت سي إن إن الأمريكية عن بعض محللين سياسيين ومسؤولين بارزين في واشنطن أن ترامب أصدر الأوامر بالتخلص من سيلماني والقادة الآخرين في محاولة لإبعاد الأنظار وتشتيت الانتباه عن إجراءات المحاسبة التي تهدف إلى إقالته قبل انتهاء فترته الرئاسية الأولى.

قال المخرج الأمريكي والناشط البيئي والسياسي مايكل مور إن ما قام به ترامب لا يختلف شيئاً عن قرار الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون عام 1998 بقصف العراق وهي العملية المعروفة باسم "ثعلب الصحراء"، والتي بررتها الإدارة الأمريكية بعدم امتثال العراق لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتدخله في عمل مفتشي اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة، وكان الهدف المعلن لهجمات القذائف الانسيابية والقصف هو ضرب أهداف عسكرية وأمنية في العراق أسهمت في قدرة العراق على إنتاج أسلحة الدمار الشامل وتخزينها وصيانتها وإيصالها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان