إعلان

تسجيلات تكشف: ميليشيات شيعية إيرانية وأفغانية تقاتل مع الأسد في إدلب

04:28 م الإثنين 27 يناير 2020

ميليشيات شيعية إيرانية

كتبت- هدى الشيمي:

حصلت صحيفة تليجراف البريطانية على تسجيلات مُسربة تكشف عن مشاركة مليشيات شيعية إيرانية وأفغانية تابعة لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد في المعارك في مدينة إدلب السورية، آخر معاقل الجهاديين هناك.

وذكرت تقارير، اليوم الاثنين، أن قوات النظام أوشكت على السيطرة على معرة النعمان ثاني أكبر مدن محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، والتي باتت شبه خالية من السكان بعد أسابيع من الاشتباكات والقصف العنيف بدعم جوي روسي.

وكشفت التسجيلات التي وصفتها الصحيفة البريطانية بـ"النادرة" كيف يوجه الجنود الإيرانيون والمرتزقة الأفغان العمليات العسكرية في إدلب، شمال غرب سوريا، وكيف يلعبون دورًا فعالاً في معركة وعدوا بعدم المشاركة فيها خلال محادثات السلام.

لفتت تليجراف إلى أن قوات فيلق القدس لعبت دورًا فعالاً في مساعدة الأسد على تغيير دفة الحرب، وقلب الموازين لصالحه، مع ذلك قدمت طهران عدة ضمانات لأنقرة التي تدعم المعارضة في سوريا، بعدم إرسال قوات إلى إدلب، القريبة من الحدود التركية.

وفقًا لقائد فرقة فاطميون، مليشيا شيعية أفغانية تقاتل تحت مظلة فيلق القدس، فإن سليماني أصدر، قبل مقتله إثر غارة استهدفت موكبه في بغداد، تعليمات للمجموعة شبه العسكرية تضمنت استراتيجية القتال في سوريا على مدار السنوات الخمس المقبلة، وأكدت "أن اغياله لن يتسبب في حدوث أي اضطرابات".

حسب التسريبات، فإنه من الواضح أن المليشيات الموجودة في إدلب في الوقت الحالي، تعمل وفقًا لتعليمات سليماني، وتنفيذ خططه وتطبق استراتيجياته.

وحصلت تليجراف على التسريبات من مجموعة ناشطة مستقلة "ماركو ميديا سنتر" والتي حصلت عليها من قبل مجموعة من المراقبين المحليين، تمكنوا من الوصول إلى تردد البث الإذاعي الخاص بالمليشيات.

لا تعد هذه المرة الأولى التي تعاونت فيها المجموعة المستقلة مع صحيفة إخبارية، إذ قدمت أواخر العام الماضي تسريبات لطيارين روس لصحيفة نيويورك تايمز، كشفت فيها كيف تعمدت القوات الموالية للحكومة استهداف المستشفيات في معاقل المعارضة في إدلب.

يعيش حوالي 3.5 مليون شخص في إدلب تحت سيطرة جماعة تحرير الشام وغيرها من الجماعات الأخرى، وتتعرض المدينة للهجوم والقصف بصورة يومية من قبل الطيران الروسي والسوري، ما أسفر عن نزوح أكثر من نصف مليون شخص، ويهدد بحدوث أسوأ أزمة انسانية في الحرب.

أوضحت تليجراف أن الجزء الأكبر من التسجيلات جرى بين شهري سبتمبر ونوفمبر، فيما كان بعضها في أواخر الأسبوع الماضي. ويُسمع صوت مقاتل في أحد التسجيلات وهو يتحدث بالفارسية ويقول لآخر "دعنا نذهب معًا نحو موقعهم الليلة، لنرى ما إذا كان هناك طائرًا أو ثعلبًا"، ما يوضح أنهم يستخدمون الحيوانات كرموز للأهداف.

وفي تسجيل آخر يُسمع مقاتل وهو يقول "لا يمكنهم الدفاع عنها، حتى مع ومجود الكتيبة بأكملها"، فيما يقول آخر: "سنذهب سرًا، ونهاجمهم ونسيطر عليها، لن يكون حدثًا جللاً".

حسب تليجراف فإن التسريبات مليئة باللغة الطائفية، وهو طبيعي بالنظر إلى أن المليشيات الإيرانية والأفغانية مكونة من مقاتلين شيعة، ويُسمع في أحد التسجيلات المقاتلين الشيعة وهم يستغيثون بالإمام علي بن أبي طالب قائلين "يا علي، يا علي"، ويؤكدون لبعضهم البعض أنهم سوف ينتصرون.

يشعر سكان إدلب بالفزع، بررت إليزابيث سوركوف، الزميلة في برنامج الشرق الأوسط بمعهد أبحاث السياسة الخارجية الأمر بأن التسجيلات المُسربة توضح أن المعارك لا تشكل تهديدًا على حياة المواطنين وحسب، ولكنها تهديدًا لمعتقداتهم الدينية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان