"كورونا" يجتاح العالم في 24 ساعة.. وصل أوروبا وحصد أرواح 41 شخصا

كتبت- رنا أسامة:

يتسارع مُعدل انتقال العدوى بفيروس "كورونا" الجديد على نطاق واسع بشكل مُثير للقلق؛ حيث انطلق في أقل من شهر إلى عدة دول خارج حدود الصين التي انطلق منها ووصل إلى دول اليابان، وكوريا الجنوبية، وتايلاند، وهونج كونج، وماكاو، والولايات المتحدة، وفيتنام، وسنغافورة، وماليزيا، وفرنسا، وأستراليا، ونيبال.

يأتي ذلك فيما تتضارب التقارير بشأن تسجيل أول إصابة بالفيروس في العالم العربي داخل السعودية لممرضة هندية تعمل بإحدى مستشفياتها، فيما أعلنت دول عدة منها مصر والإمارات والكويت وتركيا إخضاع جميع المسافرين القادمين على متن رحلات مباشرة من الصين للفحص الحراري.

41 وفاة وأكثر من1200 إصابة

وفي أقل من 24 ساعة، ارتفعت حصيلة الوفيات والإصابات المؤكّدة إلى 41 حالة و1297 إصابة على مستوى العالم، بينها 237 في حالة حرجة، نتيجة الالتهاب الرئوي الناجم عن السلالة الجديدة من فيروس كورونا القاتل، حسبما أعلنت اللجنة الوطنية الصحية بالصين في بيان، السبت.

وذكرت اللجنة أن الوفيات تركزت في مقاطعة هوبي بوسط البلاد، ومقاطعة خبي في الشمال، ومقاطعة هيلونجيانج في شمال شرقي الصين.

وخلال الساعات الـ24 الماضية، تم تسجيل 444 حالة إصابة جديدة مؤكدة، و1118 حالة جديدة يُشتبه بإصابتها، بينما توفي 16 شخصا جراء الإصابة بالفيروس.تم تعقب 15197 من المخالطين عن قرب للمصابين بالفيروس، بينهم 13967 يخضعون للملاحظة الطبية، فيما غادر 1230 آخرين المستشفيات، وفق اللجنة.

وتفشي الوباء امتد إلى مقاطعة تشينجهاي، ليرتفع عدد المناطق المتأثرة على مستوى المقاطعات بالصين إلى 30. وتم تسجيل 10 إصابات مؤكدة في منطقتي هونج كونج وماكاو الإداريتين الخاصتين وتايوان، بينها 5 حالات في الأولى وحالتين في الثانية كونغ وثلاث حالات في الأخيرة، وفق وكالة أنباء "شينخوا".

وصل إلى القارة العجوز

كما وصل الفيروس القاتل إلى القارة العجوز للمرة الأولى، بتسجيل 3 إصابات في فرنسا لأشخاص أقاموا في الصين، ونُقِلوا إلى مستشفيات في بوردو (جنوب غربي فرنسا) وفي باريس، واتُخِذت إجراءات لعزلهم.

وأعلنت وزيرة الصحة الفرنسية آنيز بوزين، في مؤتمر صحفي مساء أمس الجمعة، إن هذه الحالات المُصابة بالفيروس الأولى في أوروبا، مُرجّحة ظهور مزيد من الحالات.

الأولى في ماليزيا وأستراليا ونيبال

سجّلت ماليزيا 3 إصابات بالفيروس للمرة الأولى، لامرأة صينية وحفيديها من إقليم ووهان كانوا وصلوا إلى ماليزيا قادمين من سنغافورة، حسبما أعلن وزير الصحة الماليزي ذو الكفلي أحمد في مؤتمر صحفي بالعاصمة كوالالمبور، السبت.

وقال الوزير الماليزي إن المرأة وحفيديها أقارب لرجل يبلغ من العمر 66 عامًا، كشفت الاختبارات الطبية إصابته ونجله بالفيروس في سنغافورة في وقت سابق.

وأوضح أن الحالات الثلاث المُكتشف إصابتهم بالفيروس في ماليزيا "أوضاعهم مستقرة"، ولديهم أعراض السعال، وتم عزلهم، مُشيرًا إلى إخضاع 5 آخرين كانوا مسافرين مع الحالات المُصابة للفحص الطبية، لكن نتائج فحوصاتهم جاءت سلبية.

بالتوازي، أكّدت أستراليا تسجيل4 إصابات مؤكدة بعد ساعات قليلة أول حالة مُكتشفة على أراضيها لرجل صيني في الخمسينات من عمره بولاية فيكتوريا، وصل من الصين يوم 19 يناير الجاري على متن طائرة قادمة من كوانزو، عاصمة مقاطعة جوانجدونج. وتم وحالته مستقرة في مستشفى بمدينة ملبورن.

وأعلنت السلطات الصحية في ولاية نيوساوث ويلز أن الإصابات الجديدة لثلاثة رجال أعمارهم 53 و 43 و 35 عاما على التوالي، عادوا مؤخرا إلى سيدني من مدينة ووهان الصينية، وتم تطبيق الحجر الصحي عليهم.

وفي نيبال، أعلنت وزارة الصحة أول حالة إصابة بالفيروس لشاب نيبالي يبلغ من العمر 31 عاما كان يدرس فى مدينة ووهان الصينية، عاد في وقت سابق من هذا الشهر ودخل إحدى المستشفيات في العاصمة كاتماندو في 13 يناير الجاري إثر إصابته بحُمى، كما أعلن المتحدث باسم الوزارة ماهيندرا كومار شريستا، السبت.

وبعد تحسن حالته، غادر المستشفى في 17 يناير الجارى، إلا أن العينات التى أُخذت منه وتم إرسالها إلى المعمل التابع لمنظمة الصحة العالمية في هونج كونج، أثبتت إصابته بالفيروس، ليوضع تحت المراقبة مع تحديد جميع الأشخاص الذين تواصلوا معه عن قرب منذ عودته إلى نيبال وإخضاعهم للفحوصات اللازمة.

الثانية في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية

وبعد نحو 3 أيام من اكتشاف أول إصابة على أراضيها، سجّلت الولايات المتحدة ثاني حالة إصابة بالفيروس القاتل، لامرأة في الستينات من عمرها تعيش في ولاية شيكاجو، وأُصيبت بعد عودتها من الصين.

ومع وصول الفيروس إلى أراضي الولايات المتحدة، سحبت واشنطن موظفي قنصليتها وأفراد أسرهم من مدينة ووهان الصينية، حسبما أعلنت السفارة الأمريكية فى بكين.

وفي كوريا الجنوبية، أكّدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، أمس الجمعة، تسجيل ثاني حالة إصابة بالسلالة الجديدة لفيروس كورونا على أراضيها، وذلك بالتزامن مع احتفال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة الذي يستمر لمدة 4 أيام.

الثالثة في اليابان

وفي الوقت ذاته، أكّدت اليابان إصابة ثالثة بالفيروس لامرأة في الثلاثينات من العمر، تعيش في مدينة ووهان الصينية التي ظهر فيها الفيروس، ووصلت إلى اليابان يوم 18 يناير الجاري، حسبما أعلنت وزارة الصحة اليابانية، السبت.

وأمس الجمعة، سجّلت وزارة الصحة اليابانية ثاني حالة إصابة بالفيروس لرجل في الأربعينات وصل إلى اليابان 19 يناير الجاري، قادما من مدينة ووهان، وذلك بعد نحو 3 أيام من اكتشاف أول إصابة لرجل في الثلاثينات من عمره من محافظة كاناجاوا بجوار طوكيو.

ومع ذلك، اعتبرت منظمة الصحة العالمية أنه "من المبكر جدا" إعلان حالة طوارئ دولية بسبب تفشي الفيروس، ولم تفرض أية قيود على التجارة أو السفر، لكنها أوصت بفحص الخروج من المطارات كجزء من مجموعة شاملة من التدابير الاحترازية.

والسلالة الجديدة من فيروس كورونا أو "الفيروس التاجي" تنتمي إلى مجموعة فيروسات يمكن أن تسبب التهابات تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى متلازمة الجهاز التنفسي الحاد المعروف باسم "سارس" الذي قتل ما لايقل عن800 شخص على مستوى العالمبين عاميّ 2002 و2003.

وحتى الآن لا يوجد علاج معروف لفيروس كورونا الجديد الذي ينتقل عن طريق الهواء، وتشمل أعراضه ارتفاع درجة الحرارة وصعوبة التنفس وقد يسبب الالتهاب الرئوي. ويُعتقد أنه ظهر في أواخر العام الماضي بمدينة"ووهان" الصينية، نتيجة تجارة غير مشروعة في الحيوانات البرية في سوق "هونان" للمأكولات البحرية بالجملة.

وتُشير الأبحاث الأولية إلى أن الفيروس انتقل للإنسان عن طريق الثعابين، لكن المستشار الطبي للحكومة الصينية تشونج نانشان رجّح أن يكون انتقل من خلال حيوانات الغرير والفئران أيضًا، وفق فرانس برس.