"رفضوا استقالته".. قصة تسجيل صوتي هزّ عرش أصغر رئيس وزراء في تاريخ أوكرانيا
كتبت - إيمان محمود
قبل بضعة أيام، انتشر تسجيل صوتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي لرئيس وزراء أوكرانيا أليكسي هونشاروك، خلال اجتماعه مع الوزراء، يتحدث من خلاله عن فولوديمير زيلينسكي الرئيس الأوكراني ويصفه بأنه "جاهلاً بالاقتصاد".
وطلب هونشاروك نصائح من نائبة رئيس البنك الوطني إيكاترينا روجكوفا، ووزيرة المالية أوكسانا ماركاروفا ليتمكن من شرح الوضع الاقتصادي للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، مُتهمه بـ"الجهل" بالاقتصاد.
التسجيل الذي تم تسريبه هذا الأسبوع، تم خلال اجتماع غير رسمي عُقد خلال شهر ديسمبر الماضي، بين وزراء وكبار المسؤولين من المصرف الوطني.
وأشارت مواقع إعلامية أوكرانية إلى أن المشاركين ناقشوا كيفية شرح التطورات الاقتصادية الأخيرة لـ زيلينسكي، وسُمع من خلال التسجيل المُسرّب صوت هونشاروك وهو يقول إنه "يجب شرحها بشكل مبسّط نظرًا إلى أن فهمه للاقتصاد بدائي للغاية ولديه قُدرة محدودة على التعلّم".
من جانبه، أصدر رئيس أوكرانيا، أمراً لمسؤولي إنفاذ القانون لمعرفة صاحب التسجيل المُسرّب، قائلاً: "أطلب خلال أسبوعين وبأسرع وقت ممكن أن نحصل على معلومات عن من قام بهذا التسجيل ونتعامل معه".
استقالة "لإزالة الشكوك"
صباح اليوم الجمعة، أعلن رئيس الوزراء - الأصغر سنًا في تاريخ أوكرانيا - استقالته، قائلاً عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: "من أجل إزالة كل الشكوك بشأن احترامنا وثقتنا تجاه الرئيس، كتبت رسالة استقالة وسلمتها للرئيس".
وتعليقاً على تصريحاته الذي تم تسريبها، كتب أن "مضمونها خلق بشكل مصطنع فكرة أنني وفريقي لا نحترم الرئيس.. هذا الأمر غير صحيح.. أنا وصلت إلى هذا المنصب لتنفيذ برنامج الرئيس".
وأكّد مكتب الرئيس الأوكراني تلقيه لطلب الإستقالة.
وبعد ساعات، وصل رئيس الوزراء الأوكراني إلى البرلمان الذي عقد جلسة طارئة لمناقشة استقالة الأول.
ووجّه هونشاروك كلمة إلى النواب بشأن قراره، قائلاً إن طلبه يتوافق مع الدستور الأوكراني، والذي يجب على رئيس البلاد وفقاً له، أن يقرر مصير رئيس الوزراء، بحسب ما نقله موقع "أوكرانيا بالعربية".
وقال هونشاروك للنواب:" نحن جميعًا نحترم الرئيس، ومن المهم بالنسبة لنا الحفاظ على ثقة تامة داخل فريق الرئيس. لقد شهدت الحكومة مؤخرًا قدراً هائلاً من الهجمات والتلاعب بالمعلومات التي تضُر الوضع الحالي في البلاد. ومن الواضح أن الهدف هو زرع الشقاق داخل الفريق، الذي صوت غالبية الأوكرانيين لصالحه في الانتخابات".
وأضاف أن الجميع في الفريق هم من المُختصين، وبالتالي فإن الحكومة ستواصل العمل كالمعتاد حتى يقرر الرئيس بنفسه من سيبقى في المستقبل وفي أي منصب.
وفي نهاية كلمته، شكر رئيس الوزراء زملائه في الحزب وقال إنهم تمكنوا من تحقيق العديد من التغييرات الإيجابية في حياة أوكرانيا بعملهم معا. وقال إن الحكومة مستعدة لمواصلة العمل والقيام بمزيد من العمل المفيد، ولكن من أجل ذلك، يجب أن يبقى الفريق موحدًا وأن يعمل بتضامن.
بعد ذلك، غادر رئيس الوزراء المنصة، وسط تصفيق بعض النواب، فيما هتف البعض الآخر "العار".
جدل سياسي
تسبب المقطع في إحداث حالة من الجدل في الأوساط السياسية الأوكرانية، إذ طالب مشرعون من حزب "المنصة المعارضة من أجل الحياة"، باستقالة هونشاروك، قائلين إنه وحكومته يشوهون رئيس أوكرانيا ويزيدون من تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.
لكن أعضاء حزب "خادم الشعب" الحاكم، قالوا أمس الخميس، إنه "لا يوجد سبب يدعو إلى استقالة هونشاروك".
الدعم الوزاري
من جانبه، قال وزير ثقافة الشباب والرياضة في أوكرانيا فلاديمير بوروديانسكي: "نحن فريق واحد لذلك ندعم موقف رئيس الوزراء وننتظر قرار الرئيس، ونواصل العمل بشكل طبيعي".
كما أعربت كل من وزيرة التعليم آنا نوفوساد، ووزيرة السياسة الاجتماعية يوليا سوكولوفسكايا، عن دعمها لقرار رئيس الوزراء.
بدوره قال نائب رئيس الوزراء لشؤون التحول الرقمي ميخائيل فيدوروف "حكومتنا هي الأولى في تاريخ أوكرانيا التي لا تسرق، ولا تتوصل إلى حصص، وليس لها أهداف شخصية". وأضاف بقوله: "لقد جئنا مع الرئيس لإجراء تغييرات حقيقية، أنا أؤيد جونشاروك... فريقنا بأكمله... أنا شخصياً لا أتمسك بهذا المنصب".
ودعم وزير التنمية الاقتصادية والتجارة والزراعة في أوكرانيا تيموفي ميلوفانوف قرار رئيس الوزراء وكتب ميلوفانوف على فيسبوك "نواصل العمل بشكل طبيعي وننتظر قرار فلاديمير زيلينسكي".
رفض الاستقالة
وذكرت قناة "يورونيوز" الأوروبية -اليوم الجمعة- في نبأ عاجل لها أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، رفض استقالة رئيس وزرائه "أوليكسي هونشاروك" التي قدمها في وقت سابق اليوم بعد مرور 4 أشهر على توليه رئاسة وزراء البلاد.
من هو أليكسي هونشاروك؟
أصبح هونشاروك البالغ من العُمر 35 عامًا، رئيس الوزراء الأصغر سنًا في تاريخ أوكرانيا بعدما عيّنه زيلينسكي بالمنصب في أغسطس 2018، في ظل اقتصاد يعاني من الجمود والحرب مع الانفصاليين في شرق البلاد.
لم يكن رئيس الوزراء، المحامي الشاب الذي لم يملك أي خبرة فعلية في الحكومة، معروفًا وقتذاك على المستوى السياسي، لكن تعيينه توافق مع وعود الرئيس الجديد بـ"ضخّ دماء جديد في الساحة السياسية الأوكرانية".
ويُعد هونشاروك الذي درس القانون والإدارة العامة قبل المشاركة في تأسيس شركة محاماة عندما كان في سن الرابعة والعشرين من أنصار إدخال إصلاحات اقتصادية ليبرالية.
وقبل تعيينه في منصب نائب مدير مكتب الرئيس لدى وصول زيلينسكي إلى السلطة، كان يدير على مدى عدّة سنوات منظمة غير حكومية يموّلها الاتحاد الأوروبي، تعمل على تحسين البيئة التجارية في أوكرانيا.
فيديو قد يعجبك: