إعلان

كيف يضمن رئيس وزراء روسيا الجديد استمرار بوتين في السلطة؟

08:18 م الجمعة 17 يناير 2020

الرئيس فلاديمير بوتين

كتب - محمد عطايا:

استيقظ الشعب الروسي الأربعاء الماضي، على خبر استقالة الحكومة الروسية، وتنحي دميتري ميدفيديف، صديق الرئيس فلاديمير بوتين عن منصبه.

لم تمر سوى بضع ساعات، حتى أعلن الكرملين، تعيين ميخائيل ميشوستن، رئيس دائرة الضرائب، في منصب رئيس الوزراء، الذي باشر مهامه بالفعل لاختيار حكومته، فماذا حدث؟

صورة 1

قدمت الحكومة الروسية استقالتها، بعد ساعات من إعلان بوتين عن خطط في البرلمان لتعديل الدستور.

واقترح بوتين إجراء استفتاء على التعديلات التي يُعتقد أن من شأنها إفساح المجال أمام الرئيس الحالي للبقاء في السلطة، وتحويل السلطة من الرئاسة إلى البرلمان.

وطلب من رئيس الوزراء المستقيل، تولي منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي في البلاد.

وقال ميدفيدف إن اقتراحات الرئيس سوف تغير توازن السلطات في روسيا.

وأضاف: "ستقدم هذه التعديلات، عند تبنيها، تغييرات جوهرية، ليس فقط لنطاق واسع من مواد الدستور، بل أيضا لتوازن السلطات، السلطة التنفيذية، والسلطة التشريعية، والسلطة القضائية".

من المفترض أن تنتهي مدة الرئيس الروسي القانونية في 2024، وهو ما جعل مراقبون يوجهون تهمًا لبوتين بمحاولة تمديد حكمه في البلاد، بتغيير نظام الحكم.

تقول مجلة "فورين بوليسي"، إن الشعب الروسي يجهل من هو ميشوستن، رئيس الحكومة الجديدة، ما جعل بعض الأصوات ترجح أنه سيكون وسيلة بوتين لتحقيق مسعاه في السيطرة على الحكم حتى بعد عام 2024.

وذكرت المجلة في تقرير، أن تعيين ميشوستن هو "أول عملية حقيقية لنقل السلطة إلى بوتين".

صورة 2

من هو ميشوستين؟

ليس من الواضح ما إذا كان رئيس الوزراء الجديد عنصرًا مؤقتًا أو يمكن إعداده كخليفة محتمل ولاعبًا أساسيًا ينوب بوتين.

يتمتع ميشوستن، الذي لا يزال مجهول الهوية إلى حد كبير، بسمعة طيبة في الأوساط التجارية في روسيا كواحد من أكثر التكنوقراطيين فاعلية في البلاد وحصل على تقييمات حماسية بصفته رئيس دائرة الضرائب الفيدرالية في روسيا، وذبك بحسب "فورين بوليسي".

ومثل بوتين، فإن رئيس الوزراء الجديد من مشجعي الهوكي وشوهد في المباريات مع مسؤولي الأجهزة الأمنية في موسكو.

وتشير التقارير إلى أن ميشوستن ملحن متحمس كتب عددًا من الأغاني لمطربين روس مشهورين ، وفقًا لصحيفة فيدوموستي المالية الروسية.

لماذا تم اختياره؟

في حين أن اختيار بوتين لشخص غير معروف نسبيًا وليس له قاعدة سياسية، أثار غضب العديد من المراقبين، إلا أنه -بحسب فورين بوليسي- فإن بوتين لن يختار من لديه شعبية تؤدي إلى تآكل شعبية الرئيس نفسه، فهو لا يبحث عن منافسين.

من جهة أخرى، ترى المجلة الأمريكية، أنه من الممكن أن يأتي اختيار رجل اقتصادي مثل ميشوستن لتولي منصب رئيس الوزراء، خليفة لمدفيديف الذي فشل في تنفيذ "المشروعات الوطنية للكرملين"، والتي كانت تهدف إلى القضاء على الفقر ووضع إصلاحات سياسية.

أين يتناسب مع خطة بوتين؟

قالت المجلة الأمريكية، أن بوتين ركز في خطاب حالة الأمة الذي طرحه يوم الأربعاء، على الوعود والإجراءات الرامية إلى تحسين حياة الروس، لافتة إلى أن اختيار ميشوستين كرئيس للوزراء يعكس مخاوف الكرملين من تدهور مستويات المعيشة ومن زيادة الاستياء الشعبي ضد الحكومة.

ارتفعت شعبية بوتين إلى حد كبير في الأيام الأولى من حكمه بسبب ارتفاع الدخل والتحسن الاقتصادي التدريجي بسبب النفط، والإجراءات العاجلة التي قام بها.

العقوبات الغربية ضد روسيا وانخفاض أسعار النفط أدى إلى ضعف الاقتصاد الروسي إلى حد، ما أدى إلى خروج احتجاجات واسعة العام الماضي أكثر من أي وقت مضى ضد الرئيس بوتين.

وأظهرت استطلاعات الرأي أيضًا أن الشعب الروسي أصبح لا يثق في القنوات التلفزيونية الحكومية. وانخفضت شعبية بوتين إلى 68 في المئة من 82 في المئة في أبريل 2018.

من خلال قلة خبرته وتجربته مع البيروقراطية الشاسعة والمرهقة في البلاد، أصبح ميشوستن -بحسب فورين بوليسي- الآن في وضع يسمح له بسن سياسات حكومية لم يتم الوفاء بها والمساعدة في تهدئة السخط الاجتماعي والاقتصادي.

وأضافت أنه سيعمل على تنفيذ بعض الإجراءات التي تضمن لبوتين انتقال سلس للسلطة حتى بعد 2024.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان