"من العزلة للنور الجديد".. كيف غيّر السلطان قابوس وجه عمان؟
كتب- محمود علي:
"عمان اليوم غيرها بالأمس فقد تبدل وجهها الشاحب ونفضت عنها غبار العزلة والجمود وانطلقت تفتح أبوابها ونوافذها للنور الجديد"، واحدة من أشهر جمل السلطان قابوس بن سعيد في الاحتفال بالعيد الوطني الخامس عام 1975، ويعد الخطاب دستور عمله وسياسته طوال فترة حكمه.
نقل السلطان قابوس البلاد من المعاناة تحت حكم والده، وفتح عمان للعالم الخارجي وأطلق عملية إصلاح اقتصادي وزاد الانفاق في مجالات الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية.
استلم قابوس الحكم ولم يكن في عمان سوى مدرسة واحدة، وفي خلال خمس سنوات، نفذ استراتيجية طموحة في مجال التعليم، وأرسل البعثات التعليمية للخارج، واتاح التعليم للكبار للقضاء على الأمية، وأطلق مشاريع لتحسين مستوي المعلمين، حتى تقلصت معدلات الأمية في عمان إلى 6% فقط، وفق المركز الوطني للإحصاء والمعلومات العماني.
وبعد أن خلف السلطان قابوس والده في عام 1970، فتح عمان للعالم الخارجي وأطلق عملية إصلاح اقتصادي وزاد الانفاق في مجالات الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية.
واهتم السلطان قابوس بالعمل على تحسين المواصلات "لما لها من اثر كبير على تقدم الشعوب ورقيها" وفق خطابه في العيد الوطني الخامس، بالإضافة إلى تحسين قطاعات الكهرباء.
"إن توزيع الأراضي على المواطنين يتم عبر ستة أقسام رئيسية وكلها تهدف إلي تنظيم التوزيع وصيانة ملكية المواطن"، هو النظام الجديد الذي أرساه قابوس، وفق خطابه في ذات الخطاب، بعد أن أنهى النظام الإقطاعي الذي كان في عهد والده.
وبالتوازي مع دول الخليج الأخرى، يعد النفط عماد الاقتصاد العماني، ولكن الإنتاج العماني يعد متواضعا مقارنة بإنتاج جاراتها الخليجيات. ويعد صيد الأسماك والزراعة مصدرين مهمين للدخل أيضا.
كما يشهد قطاع السياحة، وهو مصدر مهم آخر للدخل، انتعاشا في السنوات الأخيرة إذ يقبل السائحون على شواطئ عمان البكر وجبالها وصحاريها وعلى العاصمة مسقط بقلاعها ومدينتها القديمة المسورة.
وفي القرن الثامن عشر وتحديدا عام 1737، غزا الفرس عمان ولكنهم طردوا بحلول عام 1749 بمجئ أسرة آل بو سعيد إلى الحكم وهي الأسرة التي ما زالت تحكم البلاد إلى اليوم. وكان اكتشاف النفط في عام 1964 وبدء الإنتاج عام 1967، منحنا تاريخيا للبلد الصغيرة.
وفي عام 2002، أعلن السلطان قابوس منح حق التصويت لكل المواطنين الذين تتجاوز أعمارهم 21 عاما.
كان السلطان قابوس يلقب بحكيم العرب، وتعامل مع احتجاجات 2011 شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة وطالت بلاده بذكاء، حيث لم تكن عمان في منأى، رغم أن سياسته كان تحظى بشعبية كبيرة، ووعد بزيادة فرص العمل ورفع الرواتب.
فيديو قد يعجبك: