"جريتا تورنبرج".. من هي الفتاة السويدية التي تواجه قادة العالم في قمة المناخ؟
كتبت- هدى الشيمي:
باتت الناشطة السويدية جريتا تورنبرج، وجه الشباب الثائر المُطالب بحماية البيئة، ورغم صغر سنها فهي لا تخشى الوقوف وجهًا لوجه أمام زعماء وقادة العالم، تُندد بسياستهم التي تسببت في تفاقم أزمة المناخ وألحق الكثير من الأضرار بالبيئة.
تشارك تورنبرج، 16 عامًا، في قمة المناخ التي تُعقد اليوم لمواجهة التحدي المناخي، ومن المُقرر أن تُلقي كلمة أمام قادة وزعماء وممثلي دول العالم، ومن بينهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الهندي الهندي ناريندرا مودي، ووزير الخارجية الصيني وانج يي، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وغيرهم.
خطفت جرأة تونبرج الأضواء بعد وصولها إلى واشنطن نهاية أغسطس الماضي، بعد إلقائها كلمة في الكونجرس الأمريكي نددت فيها بتقاعس قادة العالم عن التصدي لأزمة المناخ. والتقت الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما وبرلمانيين أمريكيين في واشنطن.
وتُقام قمة المناخ، اليوم الاثنين، بناءً على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جويتريش بهدف تسريع العملية التي أطلقها اتفاق باريس الذي وقعت عليه 195 دولة عام 2015، ومن المقرر أن يُشارك فيها نحو ستين رئيس دولة وحكومة، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ومن المتوقع أن يلقوا كلمات لعرض خططهم من أجل خفض الغازات ذات مفعول الدفيئة.
بينما تتغيب الولايات المتحدة عن القمة، إذ أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يهتم بقضية تغير المناخ، كذلك أعلنت حكومات كل من اليابان وكوريا الجنوبية عدم حضورهم للقمة، لاسيما وأنهم يعتزمون فتح مصانع فحم جديدة.
ودعت الأمم المتحدة إلى هذه القمة نحو 500 من الناشطين الشباب من مختلف أنحاء الأرض.
من هي تونبرج؟
لفتت جرأة تونبرج العالم وألهمت خطبها العديد من الشباب، وحمستهم على المشاركة في الحركات الاحتجاجية التي يشهدها العالم مؤخرًا. فمن هي الناشطة البيئية السويدية؟
ولدت تونبرج في 3 يناير عام 2003 في العاصمة السويدية ستوكهولم، تنحدر من عائلية فنية فوالدتها مُغنية الأوبرا مالينا إرمان ووالدها الممثل سفانتي تونبرج، وجدها لأبيها المُخرج والممثل أولوف تونبرج.
قالت المراهقة السويدية إن اهتمامها بالمناخ بدأ منذ عامها الثامن، عندما سمعت عن عبارة "تغير المناخ" لأول مرة، وأصابتها الحيرة لقلة الجهود المبذولة للتصدي لهذا الأمر. وبعد ثلاثة أعوام سيطر عليها شعور بالاكتئاب، وتوقفت عن الكلام والأكل، حتى شخص الأطباء حالتها الصحية بالإصابة بمتلازمة أسبرجر.
وعلى مدار عامين تقريبًا، طلب تونبرج من والديها المساعدة في الحفاظ على البيئة، والمشاركة في تقليل انبعاثات الكربون، فأصبحت نباتية وتوقفت عن ركوب الطائرات.
خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس، منذ أيام، قالت تونبرغ: "يقولون اننا كسولون ولا نريد القيام بشيء ولا نريد التحرك. لكن حين نحاول التعبير عن قلقنا يستهزئون بنا أيضا ويقولون انه يجب عدم الاستماع لنا لأننا لا نعرف شيئا، بالتالي التوازن صعب جدا".
أكثر المراهقين نفوذًا
بدأت المُراهقة السويدية عملها كناشطة بيئية العام الماضي، عندما شاركت في إضراب رفقة زملائها في المدرسة من أجل أزمة المناخ، خارج البرلمان السويدي، ومن ثم اجتاحت حمى الاحتجاجات بشأن المناخ والبيئة جميع أنحاء العالم، وضمت أكثر من 100 ألف طالب مدرسي من ألمانيا وأستراليا واليابان. وأُطلق على هذه الحركة الآن اسم "يوم جمعة للمستقبل" أو (فرايدايز فور فيوتشر).
وبالنظر إلى جهودها الدؤوبة في مجال البيئة صنفت مجلة التايم الأمريكي تونبرج كواحدة من أكثر المراهقين نفوذًا في العالم.
وحصلت تونبرج وحركة "فرايدايز فور فيوتشر" على جائزة "سفراء الضمير" التي تمنحها منظمة العفو الدولية من قمة الأمم المتحدة للمناخ في نيويورك.
وقالت إن التغيرات والسياسات اللازمة لمواجهة هذه الأزمة غير متوافرة. لذا يجب على كل واحد منا التقدم من أي زاوية كانت، لمساءلة الذين هم في السلطة ومطالبتهم بالتحرك.
وأشارت إلى أن الجائزة تعود لملايين الشباب الذين شاركوا العام الماضي في تظاهرات من خلال عدم التوجه إلى المدرسة أيام الجمعة في إطار حركة "فرايدايز فور فيوتشر".
فيديو قد يعجبك: