إعلان

قادة العالم يجتمعون في أمريكا.. ولكن واشنطن غائبة

01:33 م السبت 21 سبتمبر 2019

علم امريكا

كتبت- هدى الشيمي:

يجتمع الرؤساء ورؤساء الوزراء وغيرهم من مندوبي أكثر من 190 دولة عربية وأجنبية هذا الأسبوع في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة لحضور فعاليات دورتها الـ74 في نيويورك، ومن المُقرر أن تُعقد ست قمم، وتُلقى الخطب، بالإضافة إلى إقامة حوالي 360 حدث جانبي، وحوالي 50 اجتماعًا بشأن تغير المناخ.

قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن انعقاد فعاليات الدورة المُقبلة للجمعية العامة يأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف من تنامي النفوذ الصيني في الأمم المتحدة، وتصاعد حدة القلق من احتمالية حدوث مواجهة عسكرية في الشرق الأوسط، وانهيار المحادثات مع حركة طالبان، وتجدد التوتر بين الهند وباكستان بشأن كشمير.

ولفتت فورين بوليسي أن هذه المرة الأولى التي لا تكون فيها الولايات المتحدة المسؤولة المباشرة والرئيسية عن أعمال الجمعية. قد صاغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جويتريش المواضيع الهامة التي من المقرر التطرق إليها هذا العام كالآتي "تغير المناخ، الرعاية الصحية الشاملة، منع انتشار الأسلحة النووية، التنمية المستدامة"، وهي كلها أمور لا يهتم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

خلال حديثه مع الصحفيين، قال جويتريش إن التحدي الأكبر الذي يواجه القادة والمؤسسات هذا العام هو التأكيد للأشخاص أنهم يهتمون، وأنهم يعملون على التوصل إلى حلول تستجيب لمخاوف وقلق المواطنين في جميع أنحاء العالم.

قمم خاصة بالمناخ

دعت الأمم المتحدة إلى عقد قمتين لتسريع العملية التي أطلقها اتفاق باريس الذي وقعت عليه 195 دولة عام 2015، ومن المقرر عقد قمة خاصة حول المناخ، الاثنين، بمشاركة نحو ستين رئيس دولة وحكومة، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ومن المتوقع أن يلقوا كلمات لعرض خططهم من أجل خفض الغازات ذات مفعول الدفيئة.

ودعت الأمم المتحدة إلى هذه القمة نحو 500 من الناشطين الشباب من مختلف انحاء الارض.

وقال جوتيريش أمام صحفيين في مقر الأمم المتحدة الجمعة "من الواضح أننا متأخرون" مضيفا "التحديات كثيرة وما زلنا نواجه مشكلة كبيرة مع الكربون في آسيا".

وأضاف "لكن تحقق تسارع مثير للاهتمام في الأشهر الماضية"، قائلا "نرى الآن أن المناخ أصبح مسألة انتخابية".

إلا أن ترامب سيتغيب عن قمة المناخ، حسب فورين بوليسي فإن جدول أعمال الرئيس الأمريكي يتضمن عقد اجتماع سوف يتناول الاضطهاد للأقليات الديني، وهي قضية مهمة بالنسبة لقاعدة ترامب المسيحية.

واستبعدت المجلة الأمريكية أن يحدث أي تفاعل بين ترامب ونظيره الإيراني حسن روحاني، لاسيما بعد إعلان الإدارة الأمريكية، أمس الجمعة، عن فرضها لحزمة جديدة من العقوبات على البنك الدولي الإيراني.

وجوه غائبة

وألغى رئيس حكومة الاحتلال المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو مشاركته في أعمال الجمعية العامة لهذا العام، بعد أن كشفت نتيجة الانتخابات الإسرائيلية، التي اُجريت الثلاثاء الماضي، عن تعادل حزب الليكود بقيادة نتنياهو مع منافسه حزب "أزرق أبيض" الوسطي بزعامة بيني جانتس.

ومن المتوقع أن يتغيب عن الحضور الرئيس الصيني تشي جينبينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسيرأس وفد بلاده وزير الخارجية سيرجي لافروف الذي سيقدم، بحسب ما أعلنه السفير الروسي فاسيلي نيبيزيا، اقتراحًا لخطة أمنية إقليمية لتخفيف حدة المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج.

ذكرت فورين بوليسي أن الهدف الرئيسي من تواجد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هو حضور القمم الخاصة بتغيرات المناخ والتنمية المُستدامة. وأوضحت المجلة أنها ستكون متواجدة في افتتاح أعمال الجمعية، إلا أن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس سوف يُلقي الخطاب الخاص ببرلين أمام القادة.

أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أنه لن يشارك في أعمال الدورة المُقبلة هذا العام، وحتى الآن لم يحسم المعارض الفنزويلي خوان جوايدو ما إذا كان سوف يتواجد في نيويورك أم لا.

من جانبه، استبعد الأمين العام للأمم المتحدة عقد اجتماع مع جوايدو، لاسيما وأن الأمم المتحدة لم تعترف به رئيسًا لفنزويلا على عكس الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.

تخفيض التمثيل الكوري الشمالي

وخفضت كوريا الشمالية مستوى تمثيلها هذا العام إلى السفراء، بعد أن شارك في فعاليات الدورة الماضية من الأمم المتحدة وزير الخارجية الكوري الشمالي ري يونج هو.

ترى فورين بوليسي أن إرسال كوريا الشمالية سفرائها للمشاركة في فعاليات الجمعية العامة مؤشرًا على عدم اهتمام بيونجيانج بمتابعة المحادثات مع الجانب الأمريكي.

وفي علامة أخرى على اتساع الفجوة بين إدارة ترامب وحلفاء أمريكا الرئيسين، من المُقرر أن تعقد ألمانيا وفرنسا اجتماعًا لـ"تحالف أنصار التعددية" الذي يسعى إلى تعزيز التعاون الدولي، والحفاظ على سيادة القانون الدولي، والدفاع عن المعاهدات الدولية، وتعزيز القيم الليبرالية مثل حرية الصحافة.

وجرى دعوة معظم الدول، ومن المتوقع حضور الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية، وحتى الآن لم ترد الصين وروسيا على الدعوات الموجهة لهما.

وحسب دبلوماسيين، فإن اليابان ودول أخرى كانوا مترددين في البداية قليلاً من الانضمام إلى التحالف، خوفاً من أن تتعامل الولايات المتحدة مع الأمر باعتباره محاولة لمواجهتها، إلا أن ألمانيا وفرنسا حاولا تهدئة مخاوف اليابان من خلال اقناع واشنطن بالمشاركة في التحالف من خلال تسليط الضوء على خططها لمناقشة مبادرة الأمن السيبراني.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان