"خدعة للقضاء على العرب" و"نبوءة قرآنية".. شائعات عن هجمات 11 سبتمبر
كتب – محمد عطايا:
في السابعة صباحًا بتوقيت نيويورك، يوم الحادي عشر من سبتمبر، تستعد المقاتلات الأمريكية بقاعدة جريفيث العسكرية للحرب، فالقوات الجوية تقوم بتدريباتها الدورية، لصد أي محاولة هجوم على أمريكا.
على بعد 400 كيلومترا، يستعد 5 مسافرين عرب لصعود الطائرة في مطار بوستون لوجان، إلا أن رجال الأمن أوقفوا ثلاثة منهم، لإجراء تفتيش آخر على عينة عشوائية، إلا أنهم خرجوا من التفتيش بدون أي مشكلة.
الساعة السابعة وتسعة وخمسون دقيقة صباحًا، حلقت رحلة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 11، في سماء الولايات المتحدة، في طريقها لمدينة لوس أنجلوس، وعلى متنها بعض المسافرين العرب.
بعد الإقلاع بـ15 دقيقة، فقد مركز الاتصال بمطار بوسطن، اتصاله بالطائرة الأمريكية، التي كانت حينئذ تعرضت للاختطاف من قبل بعض المسافرين العرب، مستخدمين شيفرات حادة، لم يكن القانون الأمريكي يحرم الصعود بها على رحلات الطائرات.
لم تمر سوى دقائق حتى انحرفت الطائرة عن مسارها، واتجهت نحو ولاية نيويورك.
في الثامنة ستة وأربعين دقيقة، تصطدم الطائرة من طراز بيونج 767 بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي بسرعة 700 كم في الساعة.
وفي حدود الساعة التاسعة و3 دقائق، اصطدمت طائرة أخرى بالبرج الجنوبي للمركز ذاته، بسرعة 870 كم في الساعة، وفيما بدأ المبنيان الضخمان في الانهيار.
أصدرت قاعدة بوسطن العسكرية أوامرها لمقاتلات "إف 15"، للبحث عن طائرتين أخرى أعلنت مراكز المراقبة أنها تعرضت للاختطاف.
لم تنجح مقاتلات "إف 15"، في إيقاف ما كان محتومًا، لتصطدم طائرة ثالثة لشركة طائرة "يونايتد إيرلاينز"، الرحلة 77، بمبنى البنتاجون بسرعة 530 كم في الساعة، في حدود الساعة التاسعة و37 دقيقة.
فيما تحطمت رابعة في حدود الساعة العاشرة و3 دقائق في منطقة أحراش في شانكسفيل بولاية بنسلفانيا.
في أقل من 3 ساعات، قتل قرابة الثلاثة آلاف شخص في الولايات المتحدة، في حادث هو الأخطر في تاريخ أمريكا.
مثل أي حدث ضخم، ظهرت العديد من الشائعات وروايات المؤامرة، التي قالت بعضها إن أجهزة استخبارات الولايات المتحدة هي من تقف وراء الحادث.
خدعة للقضاء على العرب
من بين أكثر الشائعات ونظريات المؤامرات السائدة بين المجتمعات العربية، هو أن الاستخبارات الأمريكية نفسها تقف وراء الحادث، لتصبح فرصتها مواتية لاحتلال الدول العربية بحجة محاربة الإرهاب.
يبدو أن هناك بعض الأمريكيين يؤيدون تلك النظرية أيضًا، حيث صدر كتاب "الحادي عشر من سبتمبر والإمبراطورية الأمريكية"، للكاتب ديفيد راي جريفين، وبيتر ديل سكوت، جاء فيه أن الولايات المتحدة خدعت الشعب الأمريكية، وأصدرت روايات رسمية مغلوطة ومكذوبة عن المسؤولين عن حادث الحادي عشر من سبتمبر.
اعتمد الكتاب على أن لجنة تحقيقات 11 سبتمبر، لم يكن بين أعضائها أي شخص قادر على تقييم الأدلة عمليا، وإن أحدا لم يرَ حطام الطائرة التي قيل إنها ضربت مقر وزارة الدفاع ولا الدمار الذي يتوقع أن يحدثه هجوم جوي.
ويرى الكاتبان أن الشعب الأمريكي هو ضحية عملية تضليل قادتها الاستخبارات الأمريكية، متهمين القادة العسكريين في بلاده بالوقوف وراء الحادث مباشرة.
إسرائيل دبرت الحادث
تلك المرة، اعتمد ترويج شائعة أن الحادث من ترتيب الموساد الإسرائيلي، على أساس ما وصفه بعض الكتاب على أنه "من المستحيل سقوط البرجين بهذه الطريقة، وبتلك السرعة".
قال الكاتب الألماني، أندرياس فون بولوف، في كتابه "ٍي آي إيه و11 سبتمبر والإرهاب العالمي"، إن الخصائص الصلبة المجهز بها برجي التجارة العالمي، تجعله من غير الممكن أن ينشب به الحريق لفترة طويلة.
وذهب البعض إلى أن الموساد الإسرائيلي عمل على تفخيخ البرجين حتى يسقط بتلك الطريقة بعد ارتطام الطائرتين.
واستندت أيضًا تلك الشائعة إلى غياب اليهود في ذلك اليوم عن التوجه إلى برجي التجارة العالمي، وهو ما نشرته بعض الصحف الأمريكية، التي أشارت إلى أنه لم يقتل أي يهودي في الحادث.
تلك الشائعات كذبتها خارجية الاحتلال الإسرائيلي لاحقًا، بدعوى أن هناك ما بين 10 إلى 15% من ضحايا الهجوم يهود.
نبوءة قرآنية
بعد الحادث ببضعة شهور، تم الترويج لرواية أن الحادث يحقق نبوءة في القرآن الكريم، ذكرت في سورة التوبة، إلا أن مجلة روز اليوسف نشرت دراسةً بعنوان "حول أفكار الخرافة والعبث بآيات القرآن الكريم"، للكاتب والمفكر المستشار محمد سعيد العشماوي، أفرد فيها مقالًا للرد على الشائعات المتداولة أن ذاك.
أمريكا عملت مع القاعدة
روجت بعض الشائعات عن المستفيدين من الأحداث ومخططيها ومنفّذيها، حيث كتب الصحفي الفرنسي تييري ميسان، في كتابه "11-9 الكذبة الكبرى"، "إن الأحداث برمتها مفبركة بالتعاون بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) وعميلها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، منكرا أن يكون الاعتداء على مبنى البنتاغون بالطائرة المخطوفة، بل بصاروخ تسبب بأضرار بالغة في الأرواح وفي المبنى"، وقال "لم تصطدم أي طائرة بالبنتاجون عام 2001".
فيديو قد يعجبك: