لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل حان الوقت لطرد تركيا من حلف الناتو؟

07:48 م الأربعاء 07 أغسطس 2019

بوتين واردوغان وروحاني

كتبت – إيمان محمود:

طرحت إذاعة "فويس أوف أميركا" تساؤلا حول إمكانية عودة تركيا كشريك موثوق به في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، قائلة إن هناك مجموعة كبيرة من صنّاع السياسة ومحللين السياسة الخارجية يرون أن أنقرة لم تعد كذلك.

أضافت الإذاعة الأمريكية الامريكية، أن تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هذا الأسبوع بشن هجوم عسكري على المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا يمهد الطريق لنزاع حاد آخر بين أنقرة وبقية أعضاء حلف الناتو - بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تشاركت مع الأكراد السوريين في هزيمة تنظيم داعش الإرهابي.

العلاقات الدافئة بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد شراء الأول نظام الدفاع الجوي الروسي المتطور S-400، إضافة إلى سعيه لاستراتيجيات في سوريا تتعارض مع تلك الخاصة بالشركاء الآخرين في الناتو ودعمه للقضايا الإسلامية، كل ذلك يعمل على تصاعد التوتر في علاقات تركيا مع الغرب إلى حد الانقسام، كما نقلت الإذاعة عن محللين سياسيين.

كما أشارت الإذاعة إلى تعبير مسؤولو البنتاجون عن إحباطهم من علامات التقارب بين أردوغان وإيران.

وأوضحت الإذاعة أن الأزمة بين العلاقات التركية والناتو في الوقت الحالي، خطيرة كما كانت في عام 1974، حينما غزت تركيا جزيرة قبرص الواقعة على البحر المتوسط.

واستطردت "لا توجد آلية رسمية لطرد عضو في الناتو، ومع ذلك، في واشنطن والعواصم الأوروبية، يتصاعد الحديث بين صانعو السياسة ومحلليها المؤثرين، حول ما إذا كان لتركيا أي مستقبل في الناتو وأنه حان الوقت لمغادرتها أو تعليق عضويتها".

"حان الوقت لطرد تركيا من حلف شمال الأطلسي".. هذا ما قاله كاتب العمود في الصحيفة البريطانية كون كوجلين، وهو معلق غالبًا ما يعكس آراء مؤسسة الاستخبارات البريطانية.

في الشهر الماضي، أوقف وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حوالي 164 مليون دولار كمساعدات إلى تركيا وأرجأوا المحادثات حول اتفاق الطيران ردًا على عمليات الحفر والتنقيب عن الغاز التركية في المياه قبالة قبرص، الجزيرة التي تم تقسيمها منذ عام 1974 بين الجنوب اليوناني والشمال التركي.

إدارة شمال قبرص معترف بها فقط من أنقرة، كما طلب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي من بنك الاستثمار الأوروبي مراجعة الإقراض للبلد، والذي بلغ حوالي 434 مليون دولار في عام 2018.

وجاءت تدابير الاتحاد الأوروبي بعد أيام قليلة من وصول أول شحنات إلى تركيا من نظام صواريخ أرض جو روسي الصنع إلى تركيا.

وتجاهل أردوغان تجاهل تحذيرات واشنطن بأنها ستعاقب تركيا على شراء منظومة الصواريخ S-400، ومضى قدمًا في الصفقة.

يقول رؤساء الدفاع الأمريكيون إن نظام S-400 الذي اشتراه الأتراك غير متوافق مع دفاعات الناتو ويشكل تهديدًا محتملاً للمقاتلات الأمريكية F-35.

ردًا على تسليم النظام الروسي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه لن يبيع طائرات F-35 إلى تركيا، لكنه امتنع عن فرض مزيد من العقوبات.

فيما قال أردوغان يوم الثلاثاء الماضي، إنه واثق من أن ترامب لن يسمح للعلاقات بين حليفي الناتو بأن يكون أسير النزاع حول شراء أنقرة لنظام الدفاع S-400 وفي حديثه إلى السفراء الأتراك الذين تجمعوا في أنقرة.

وأضاف أردوغان "لا يوجد دليل ملموس على أن منظومة S-400 ستؤذي طائرات F-35 أو الناتو.. لقد اشترت العديد من الدول الأعضاء في الناتو من روسيا.. لا نرى أن هذا تحول إلى أزمة"، مضيفًا: "تركيا اتخذت قرارًا تجاريًا يخص أمنها".

يرى المحللون أن أردوغان يعتمد على الزعماء الغربيين الذين يوازنون استنكارهم لسياسته الخارجية، وكذلك ازدراءهم لأفعاله الاستبدادية المتزايدة على الصعيد المحلي، مع حاجتهم إلى المساعدة التركية للحد من الهجرة وللمساعدة في مكافحة الإرهاب.

كما يعتقد المحللون أن أردوغان يخاطر بسوء التقدير وأن مجموعة القضايا الخطيرة التي تجهد الآن علاقات تركيا مع الغرب تقترب من نقطة الانقسام، بحسب ما نقلته الإذاعة.

وشددت الإذاعة على أن توغل أردوغان في المناطق الكردية في شمال سوريا من شأنه أن يزيد التوتر.

يقول محللون ودبلوماسيون غربيون إن أردوغان أثبت في الماضي أنه مناور للغرب، وهو يعرف تمامًا متى يتراجع ويتجاهل التحذيرات الغربية، وأن القاعدة الجوية في إنجرليك بجنوب البلاد ستقنع الولايات المتحدة والأوروبيين بالتغاضي عن علاقاته الدافئة مع روسيا.

وأشار دوج باندو، المحلل في معهد كاتو البحثي في واشنطن، إلى أن "التهديد الأمني المحتمل الوحيد الخطير على أوروبا اليوم هو، روسيا. ومع ذلك، لا يمكن الوثوق بتركيا لتأخذ جانب حلف الناتو في الصراع".

وأكد "حلف الناتو ليس لديه خيار سوى تعليق عضوية تركيا، لأن السياسة الخارجية لأنقرة تتباعد الآن بشكل كبير عن سياسة الدول الغربية.. لقد ضاعت تركيا بالفعل من الناتو".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان