إعلان

3 هجمات في 48 ساعة.. هل تصبح الدرونز سلاح "حرب إيران" الرئيسي؟

04:31 م الأحد 25 أغسطس 2019

طائرات بدون طيّار

كتبت- رنا أسامة:

شهدت الـ48 ساعة الماضية 3 هجمات عسكرية باستخدام الطائرات بدون طيّار (الدرونز)، استهدفت اثنتان منها مواقع تابعة لعناصر إيرانية أو مدعومة من إيران في سوريا ولبنان، فيما شن الهجمة الثالثة الحوثيون المدعومون من طهران وأجهضتها دفاعات التحالف العربي بالسعودية.

والدرونز مركبات جوية بدون طيار تتم قيادتها عن بُعد، تُعرف بالطائرات المسيرة أو الزنّانة- وتعني باللغة الإنجليزية الصوت الذي يصدره ذكر النحل أثناء الطيران.

وفي أغسطس من العام الماضي، نشر مركز "المستقبل للدراسات والأبحاث المتقدمة" تحليلًا بعنوان (السلاح القاتل: اتجاهات ردع تهديدات الدرونز لأمن الدول). وقال المركز إنه في عام 2017، أُعلِن عن إسقاط حوالي 15 درونز من جانب الدول، كان أبرزها في مناطق العمليات العسكرية في الشرق الأوسط.

"القاتل" في سوريا

ففي سوريا، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي عناصر تابعة لفيلق القدس الإيراني وميليشيات شيعية، في سلسلة من الغارات التي نفّذها على قرية عقربا في ريف العاصمة السورية دمشق، مساء السبت، من أجل إحباط ما وصفه بـ"هجوم كبير ووشيك" على شمال إسرائيل.

وأقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بمسؤوليته عن الغارات الجوية على سوريا، مُشيرًا إلى استخدامه طائرات بدون طيار "من نوع لم تستخدمه القوات الإيرانية ضد إسرائيل من قبل"، ويُعرف باسم "القاتل".

وأوضح أن هذا النوع من الدرونز يختلف عن الطائرات الهجومية الاعتيادية، التي تطلق الصواريخ باتجاه أهدافها، إذ يعمل "كقذيفة" عن طريق الطيران والاصطدام بالهدف نفسه.

وأسفرت الغارات، التي استهدفت مواقع للإيرانيين وحزب الله في المنطقة الواقعة بين مطار دمشق الدولي والسيدة زينب في جنوب شرق دمشق، عن وقوع ما لا يقل عن 3 قتلى؛ اثنان من حزب الله وثالث إيراني، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن "قوات الدفاع الجوي السوري تصدت قبيل منتصف الليلة لعدوان إسرائيلي بالصواريخ على محيط دمشق وأسقطت أغلبيتها قبل بلوغ أهدافها".

وذكرت سانا أنه "في تمام الحادية عشرة والنصف (مساء السبت) أن وسائط دفاعنا الجوي رصدت أهدافا معادية قادمة من فوق الجولان باتجاه محيط دمشق، وعلى الفور تم التعامل مع العدوان بكل كفاءة وتم تدمير أغلبية الصواريخ الإسرائيلية المعادية قبل الوصول إلى أهدافها".

فيما نفى مسؤول إيراني وقوع غارات إسرائيلية على أهداف تابعة للجمهورية الإسلامية في سوريا، مُهدّدًا تل أبيب وواشنطن بالرد على تصرفاتهما في سوريا والعراق. ووصف أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائي، مزاعم تل أبيب بشأن غاراتها الأخيرة على إيران بأنها " كاذبة ولا صحة لها".

" كوادكوبتر" في لبنان

ومن دمشق إلى العاصمة اللبنانية بيروت، أعلن الجيش اللبناني وجماعة حزب الله سقوط طائرة بدون طيار وانفجار أخرى في الأجواء في الضاحية الجنوبية، عند الثانية والنصف فجر اليوم الأحد (23:00 بتوقيت جرينتش). وقالا إن الطائرتين تابعتان لإسرائيل، بينما رفض جيش الاحتلال الإسرائيلي التعليق على الحادث.

وأفاد المتحدث باسم حزب الله محمد عفيف بأن "الطائرة الأولى سقطت دون أن تحدث أضرارًا، في حين كانت الطائرة الثانية مفخخة وانفجرت وتسببت بأضرار جسيمة في مبنى المركز الإعلامي"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

ووصف ما حدث بـ"الانفجار الحقيقي"، مؤكدا أن "الحزب لم يُسقِط أي طائرة".

ولم يحدد المسؤول الإعلامي بحزب الله اللبناني ما إذا كانت الطائرتان إسرائيليتين. وأوضح أن "طائرة الاستطلاع الأولى التي لم تنفجر هي الآن في عهدة الحزب الذي يعمل على تحليل خلفيات تسييرها والمهمات التي حاولت تنفيذها".

وفيما لم يُعلن رسميًا نوع طائرتيّ الدرونز، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أنهما من طراز " كوادكوبتر"- على ما يبدو- وهو نوع من طائرات الدرونز بمراوح أربع يتم رفعها ودفعها بواسطة أربع مراوح أفقية، واستخدمها الاحتلال الإسرائيلي للتجسس على قادة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وذكرت الصحيفة في تقرير نشر على موقعها الالكتروني، الأحد، أن هذا النوع يختلف عن الطائرات ذات الأجنحة الثابتة، حيث ترتفع وتطير في الهواء بواسطة أربع مراوح أفقية عليها (أو 6 مراوح في بعض الأحيان).

وتُستخدم عادة لتصوير حفلات الزفاف إلى جانب أغراض المراقبة والاستطلاع من جانب الأجهزة العسكرية والسلطات التنفيذية، فضلاً عن بعثات البحث والإنقاذ في البيئات الحضرية، بحسب الصحيفة.

وندّد لبنان بالحادث الذي اعتبره "عدوانًا على سيادة البلاد وتهديدًا لاستقرار المنطقة. إذ قال الرئيس اللبناني ميشيل عون، الأحد، إن "العدوان الإسرائيلي السافر على الضاحية الجنوبية فصل من فصول الانتهاكات المستمرة ودليل إضافي على نيات إسرائيل العدوانية".

واتفق معه رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، الذي قال إن "العدوان الجديد يشكل تهديدا للاستقرار الإقليمي ومحاولة لدفع الأوضاع نحو مزيد من التوتر"، مؤكدا أنه "خرق صريح للقرار 1701" الذي أرسى وقفا للأعمال الحربية بين لبنان وإسرائيل إثر حرب يوليو 2006".

"درونز حوثية" في السعودية

بالتزامن، أعلن المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، أن "قوات التحالف تمكنت، صباح الأحد، من اعتراض وإسقاط طائرة بدون طيار (مسيّرة) أطلقتها الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران من صنعاء باتجاه الأعيان المدنية بخميس مشيط".

وأضاف المالكي "أن جميع محاولات الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران بإطلاق الطائرات بدون طيار مصيرها الفشل، والتحالف يتخذ كافة الإجراءات العملياتية وأفضل ممارسات قواعد الاشتباك للتعامل مع هذه الطائرات لحماية المدنيين"، حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

وتابع المالكي بالقول إن "المحاولات الإرهابية المتكررة تعبر عن حالة اليأس لدى الميليشيا الإرهابية، وتؤكد إجرام وكلاء إيران بالمنطقة ومن يقف وراءها، كما أن استمرار تبنيها للنجاحات الوهمية عبر إعلامها المضلل يؤكد حجم الخسائر التي تتلقاها وحالة السخط الشعبي تجاهها".

ولا تُعد هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها ميليشيا الحوثي الإرهابية مواقع داخل المملكة باستخدام الدرونز؛ ففي الشهر الماضي شنّوا ما لا يقل عن 3 هجمات إرهابية خلال 20 يومًا ضد مطار أبها السعودي باستخدام صواريخ وطائرات درونز مُفخّخة، من طراز "قاصف كا-2"، وأسفرت عن سقوط قتيل وأكثر من 50 جريحًا.

ما هي "الدرونز"؟

تُصنع طائرات الدرونز من مواد مُركّبة خفيفة تُزيد قدرتها على المناورة، وتُمكّنها من التحليق على ارتفاعات شاهقة للغاية.

وتحتاج إلى موجه يجلس في محطة التوجيه على الأرض، ويتحكم بها عن بُعد بطريقة لا سلكية، كما يقول ديرك شميت، من معهد الرحلات الجوية في المركز الألماني لأبحاث الطيران والفضاء، لصحيفة "دويتش فيللا" الألمانية.

يتحمّل هذا (الطيار الأرضي) مسؤولية قيادتها، ويضمن عدم وقوعها في أية حوادث، ويتدخل في حالات الطوارئ. ولا يفعل ذلك من خلال عصا تحكّم بل بتحديد نقاط مسار الطائرة، لتوّجه الطائرة بعدها نفسها بنفسها وفق هذه الإحداثيات بواسطة نظامها الأوتوماتيكي، أي بتوجيه من نظام طيرانها الآلي.

1

وبحسب موقع "درون زون"، المعني بشؤون الطائرات بدون طيار، يتم تزويد هذه الطائرات بأحدث التقنيات الحديثة، مثل كاميرات الأشعة تحت الحمراء ونظام تحديد الموقع الجغرافي وأجهزة الليزر، ويتم التحكّم بها عبر نظام إلكتروني عن بُعد، يُعرف أحيانًا بـ"قُمرة القيادة الأرضية".

وتختلف عادة أحجام هذه الطائرات باختلاف استخداماتها، كالتصوير وحمل القذائف وأغراض المراقبة والهجوم، إضافة إلى استخداماتها في مكافحة الحريق ومراقبة خطوط الأنابيب، لتُصبح أهم الأسلحة المُستخدمة في حروب الجيل الثالث، وفق تقرير سابق نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية.

ما سبب ظهورها؟

ظهرت تكنولوجيا الطائرات بدون طيار؛ خلال الحرب العالمية الثانية رغبة من الولايات المتحدة في تطوير قاذفات قنابل بدون طيّار لمهاجمة ألمانيا، أي أن الغرض الأساسي الذي وُجدت من أجله هو غرض عسكري ودفاعي بالأساس، بحسب تقرير سابق لمركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" بأبوظبي.

تاريخيًا، أُجريت أولى التجارب العملية لهذه الطائرات في إنجلترا عام 1917، وتم تطويرها عام 1924. وكان أول استخدام لها عمليًا في حرب فيتنام، واستخدمتها إسرائيل في حرب أكتوبر 1973. ولكن لم تحقق النتيجة المطلوبة فيها لضعف الإمكانات في ذلك الوقت، لتُسجّل أول مشاركة فعالة لها في معركة سهل البقاع بين سوريا وإسرائيل في 9 يونيو 1982.

2

وامتد استخدامها إلى العديد من التطبيقات المدنية والتجارية: البنية التحتية والحماية المدنية، وإنفاذ القانون والمراقبة، والصحافة، والأنشطة التجارية والترفيهية، ومجالات الزراعة والطاقة، ونقل السلع والبضائع، وتوصيل الطلبات للمنازل؛ نظرًا لانخفاض تكاليفها، وسهولة تشغيلها، وخفة وزنها، وصعوبة تعقّبها.

وبمرور الوقت، توسّعت استخدامات الدرونز بفضل التطورات التكنولوجية التي أُدخِلت عليها، لتهريب مواد محظورة، أو لأغراض تجسّس، أو لاغتيال شخصيات سياسية، أو لإعاقة عمل أجهزة الطوارئ، أو التعرّض لطائرات الركاب، أو الاعتداء على مُنشآت حسّاسة، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان