أزمات في كل مكان.. كيف أثر ترامب على العالم؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت شبكة "سي إن إن"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُظهر ما يحدث في العالم عندما تتخلى الولايات المتحدة عن الدور الذي لعبته على مدار سنوات طويلة كـ"ضامن للاستقرار"، لتستبدل هذا الدور وتصبح "أحد عوامل الاضطراب العالمي".
وأضافت الشبكة الأمريكية، في تحليل نشرته اليوم الخميس، أن غياب واشنطن عن الساحة العالمية وانحسار دورها تسبب في حدوث سلسلة من الصدمات الاقتصادية والسياسية، التي أحدثت العديد من الاضطرابات في النظام العالمي.
وأشارت إلى تراجع أسواق الأسهم واعتبرته مؤشرًا خطيرًا على احتمالية حدوث أزمة اقتصادية كبيرة، وأرجعته إلى الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وأكدت الشبكة الأمريكية أنه لا يمكن إغفال الصراع الذي يمكن أن يتحول إلى حرب مُسلحة بين الهند وباكستان، والمشاكل المتفاقمة بين كوريا الجنوبية واليابان. علاوة على ذلك، فإن القلق يتزايد بشأن احتمالية حدوث حملة قمع تشنها بكين على المتظاهرين في هونج كونج، والتي من المتوقع أن تُشبه مجزرة مذبحة ميدان تيانانمين، التي أدان الجميع طريقة بكين الوحشية في التعامل معها.
حتى هذه اللحظة تحاول كل من الولايات المتحدة وإيران تجنب التورط في حرب من شأنها إلحاق أضرار جسيمة بالعالم، إذ أشارت "سي إن إن" إلى أن كلا البلدين يحاولان ضبط النفس بالرغم من سياسة الضغط القصوى التي يتبعها ترامب لإجبار الإيرانيين على الجلوس معه على طاولة المفاوضات.
على مدار السنوات الماضية وقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب الولايات المتحدة وحاولا معًا الحفاظ على استقرار العالم، لكن الأمور لم تعد كما كانت بالنظر إلى عمل بريطانيا، كإحدى أكثر الدول نفوذاً في العالم، على مغادرة الاتحاد وهو الأمر المعروف بـ"بريكسيت"، ويأتي ذلك وسط ترحيب وتشجيع البيت الأبيض.
تعميق الخلافات
قالت "سي إن إن" إن ترامب لم يتسبب في حدوث كل الأزمات السالف ذكرها، ولكن تصرفاته وتجنبه لتهدئة الأوضاع أدى إلى تعميق الخلاف في كثير من الحالات.
وترى "سي إن إن" أن رفض ترامب للعب دور القائد المسؤول عن استقرار العالم الذي قام به أسلافه خلق فراغًا كبيرًا في ميزان القوى، وسمح لبعض الديكتاتوريين بالقيام بما يحلو لهم دون التفكير في العقاب.
لم تؤثر سياسات دونالد ترامب الخارجية على العالم وحسب، ولكنها -حسب سي إن إن- تُلقي بظلالها على الأوضاع الاقتصادية والسياسية في بلاد كثيرة، وكما أشار كيفين ليبتاك، الكاتب الأمريكي، فإن الحرب الأمريكية الصينية قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد الأمريكي، وهو الأمر المحوري الذي يعتمد عليه ترامب من أجل البقاء في منصبه لأربع سنوات أخريات.
التخلي عن المبادئ الأمريكية
كذلك يتهم صنّاع القرار والمشرعون الديمقراطيون الرئيس الأمريكي بتجاهل سجلات حقوق الإنسان في العديد من بلاد العالم من أجل تحقيقه أهدافه الاقتصادية، ولفتت الشبكة الأمريكية إلى أن ترامب يُتهم بشكل مُنتظم بالتخلي عن المبادئ والقيم الأمريكية التي قامت عليها دولتهم.
وفي الأيام الأخيرة أدانت بعض الجمعيات الحقوقية موقف ترامب مما يحدث في هونج كونج، لا سيما بعد إعلان احتمالية تدخل الصين للسيطرة على الموقف.
يتجلى التناقض في أسلوب إدارة ترامب في التعامل مع الأزمات -حسب سي إن إن-، ففي حوار خلال إذاعة صوت أمريكا، أمس الأربعاء، حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون من تكرار ارتكاب الصين مذبحة جديدة في هونج كونج مثل مذبحة ميدان تيانانمين عام 1989.
في المقابل، قال وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس، لشبكة "سي إن بي سي"، إن التطورات في هونج كونج مسألة داخلية خاصة بالصين.
فيديو قد يعجبك: