"جحيم على الأرض".. كيف ستبدو الحرب بين أمريكا وإيران؟
كتبت - هدى الشيمي:
ألقى موقع فوكس الأمريكي الضوء على احتمالية حدوث مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران، بالنظر إلى القرار الذي اتخذته الأخيرة وأعلنت عنه، اليوم الاثنين، بتقليص التزاماتها النووية، وزيادة مستوى التخصيب إلى نسبة 20 في المئة، و يتوقع أن تشمل الحرب بين البلدين سلسلة من التحركات والردود المضادة، كما أنها ستكون حرباً فوضوية ومربكة للغاية.
قال الموقع، في تحليل نشره اليوم الاثنين، إنه من المتوقع أن تكون المواجهة العسكرية بين البلدين فتاكة وقاتلة، سيتورط فيها الكثير من الوكلاء ما ينشر الفوضى في مناطق متفرقة، كما أنها ستكون مكلفة، وقد تؤدي إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص، خلاصة القول ستكون أسوأ كثيرًا من الغزو الأمريكي للعراق، لأنها ستغدو أسوأ صراع في التاريخ.
بدأت المواجهة بين إيران والولايات المتحدة منذ أشهر دون نهاية تلوح في الأفق. قال الموقع إن واشنطن فرضت عقوبات طاحنة ألحقت الكثير من الأضرار بالاقتصاد الإيراني، وأرجعت ذلك إلى دعمها إلى الإرهاب، وعملها على تطوير برنامجها النووي وامتلاك أسلحة، وردًا عليها انتهكت طهران الاتفاق النووي الموقع مع دول العالم عام 2015، وأسقطت طائرة أمريكية دون طيار.
قال ترامب، في تغريدات على حسابه بموقع تويتر، أنه أصدر أمراً بشن ضربة عسكرية على إيران عقب اسقاطها للطائرة المُسيرة، إلا أنه تراجع عن الأمر قبل 10 دقائق من التنفيذ، مُبررًا الأمر بأنه سيؤدي إلى تورط البلدين في صراعًا أكثر عنفًا ودموية.
الأهم من ذلك، حسب الموقع، هو أن قادة البلدين يؤكدون أنهم لا يريدون اندلاع حرب، مع ذلك لا ينبغي استبعاد هذا الاحتمال، بالنظر إلى الإهانات الإيراني التي وجهها قادة الجمهورية الإسلامية إلى ترامب الشهر الماضي. علاوة على ذلك، فإن إيران لا تُظهر أي نية للجلوس على طاولة المفاوضات إلى جانب الولايات المتحدة.
حسب الموقع، فإن كل هذه المؤشرات تدل على أن المواجهة بين إيران وأمريكا باتت وشيكة. ولفهم مدى سوء الوضع، أجرى الموقع مجموعة من المقابلات مع المسؤولين الحاليين والسابقين في البيت الأبيض ووزارة الدفاع (البنتاجون) والمخابرات، فضلاً عن خبراء في الشرق الأوسط، تحدثوا عن كيفية نشوب الحرب بين الولايات المتحدة وإيران، وخلصوا جميعاً بأنها ستكون "جحيما على الأرض"
توقع إيلان جولدنبرغ، أحد المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية في الفترة من 2009 إلى 2012، إلى أن الفوضى ستجتاح المنطقة حال نشوب حرب بين طهران وواشنطن، وربما ستستمر لسنوات طويلة.
كيف تبدأ الحرب بين الولايات المتحدة وإيران؟
أثرت العقوبات الأمريكية على إيران سلباً على اقتصادها، وتعمل الجمهورية الإسلامية على التخلص منها. لكن رغم الخيارات المتاحة لاجبار إدارة ترامب على تغيير نهجها المُتبع مع طهران، أشار الموقع إلى أن القادة الإيرانيين سيختارون الخيار الأكثر عنفاً لتوضيح وجهة نظرهم.
يمكن للقوات الإيرانية قصف ناقلة نفط أمريكية تمر عبر مضيق هرمز، أو تقوم بدوريات مستمرة ما يتسبب في وقوع خسائر في الأرواح أو تسرب نفطي كارثي. ويتوقع الموقع أن يقوم المخترقون الإيرانيون البارزون بهجوم إلكتروني على حلفاء أمريكا الإقليميين مثل السعودية أو الإمارات.
قد يدفع الغضب إسرائيل إلى قتل عالمًا نوويًا إيرانيًا، ما يدفع طهران إلى استخدام العنف، وقد تُقحم الولايات المتحدة في هذه المسألة. ومن بين السيناريوهات الأخرى المتوقعة، أن يستهدف أحد وكلاء إيران في المنطقة جنود أو دبلوماسيين أمريكيين في العراق.
حال حدوث أي من السيناريوهات السابقة، يقول الخبراء إنه من المستحيل ألا تستجيب إدارة ترامب بالمثل. إذا دمرت إيران ناقلة نفط وقتلت أشخاص أو تسببت في تسرب نفطي، فإنه من المحتمل أن تدمر الولايات المتحدة بعض السفن الإيرانية.
وإذا اسقطت إيران طائرة عسكرية أمريكية أخرى، فإنه من المحتمل أن تستهدف القوات الأمريكية منظومات الدفاع الجوية الإيرانية. وإذا قتل وكلاء طهران مواطنين أمريكيين في العراق، فإن القوات الأمريكية المتمركزة هناك ستنتقم لهم أشد انتقام. ويتوقع الخبراء أن تقوم الولايات المتحدة بقصف مناطق تدريب داخل إيران.
ما هي الاستراتيجية الأمريكية المتوقعة للفوز بالحرب؟
يتوقع الخبراء أن تتضمن الاستراتيجية الأمريكية استخدام القوة الجوية والبحرية لهزيمة إيران، وإجبارها على الاستسلام في وقت مُبكر. سيقصف الجيش الأمريكي السفن الإيرانية والطائرات البحرية ومواقع الصواريخ والمنشآت النووية وأماكن التدريب. كذلك من المُحتمل أن يبدأ المخترقون الأمريكيون الماهرون في شن هجمات إلكترونية للتوصل إلى معلومات حساسة عن البنية التحتية العسكرية للبلاد.
ما هي استراتيجية إيران للفوز بالحرب؟
يتوقع خبراء عسكريون أن تتجنب إيران شن هجمات قوية على المواقع الأمريكية، عوضًا عن ذلك ستحاول الإضرار بالمصالح الأمريكية من خلال عمليات القرصنة والإرهاب، وتشجيع المجتمع الدولي على كبح جماح واشنطن والسيطرة عليها.
أرجع الخبراء ذلك إلى أن إيران لن تستطيع أن تضاهي قوة واشنطن العسكرية، لكنها قادرة على نشر الفوضى في الشرق الأوسط وحول العالم، وإشعال فتيل الغضب في نفوس قادة الدول إزاء ترامب.
كما أن إيران، وفقًا للموقع، قادرة على استخدام وكلائها في الشرق الأوسط، لبنان وسوريا والعراق وغيرها من المناطق في الشرق الأوسط، من أجل نشر الفساد، وبث الرعب والهلع في نفوس إسرائيل.
أسوأ السيناريوهات وأكثرها خطورة
في حال تطور المواجهة العسكرية وتحولها إلى حرب كبرى، فإن الأمور ستسوء أكثر. إلا أن الأوضاع ستتفاقم، حسب الموقع، إذا تمكنت الولايات المتحدة من غزو إيران والإطاحة بنظامها، وهو ما يدعو إليه مستشار الأمن القومي جون بولتون.
إذا حدث ذلك، يقول الخبراء أنه بالوصول إلى هذه المرحلة فإنه من المحتمل أن يموت أكثر من مليون شخص، مقاتلين من كلا الجانبين، ونساء وأطفال ورجال إيرانيين ودبلوماسيين. وستحترق الكثير من المدن، وأولئك الذين ينجون من الصراع، سيعشون في حالة من الدمار الاقتصادي يستمر لسنوات، وربما سيحمل البعض السلاح ويشكلون جماعات متمردة للانتقام من القوات الأمريكية.
مع فراغ السلطة، أشار الموقع إلى أن القوى الدينية والعسكرية في إيران ستتنافس من أجل الوصول إلى سدة الحكم، وقد تتحول المنافسة إلى صراع عنيف يشعل حرباً أهلية تجلب المزيد من الكوارث.
فوق كل ذلك، سيشهد العالم موجة لجوء ونزوح جديدة، ربما أسوأ من تلك التي عاشها بسبب الحروب في سوريا والعراق.
فيديو قد يعجبك: