"نيويورك تايمز": الناتو يبحث تطوير أنظمته الدفاعية لمواجهة الصواريخ الروسية المطوَّرة
نيويورك (أ ش أ)
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلا عن ثلاثة مسئولين أوروبيين - لم تسمِّهم- أن المسئولين العسكريين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) يبحثون إمكانية تطوير أنظمة الدفاع الخاصة بالحلف بما يمكّنها من إسقاط الصواريخ النووية الروسية متوسطة المدى المطورة حديثا، بعدما ينتهي العمل بمعاهدة القوى النووية متوسطة وقصيرة المدى، الشهر المقبل .
ورأت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة، أن أي تغيير في المهمة المحددة لنظام الدفاع الصاروخي الخاص بالناتو -والذي يستهدف التهديدات القادمة من دول خارج المنطقة كإيران- قد يُحدث انقساما بين الدول أعضاء الحلف ويتسبب في إغضاب روسيا، والتي طالما أعلنت أنها تعتبر موقع الدفاع الصاروخي الخاص بالحلف في رومانيا، وآخر تحت الإنشاء في بولندا تهديدا لترسانتها النووية ومصدر لعدم الاستقرار في أوروبا.
ونقلت عن جيم تاونسند، المسئول السابق بالبنتاجون والخبير في شئون الناتو، قوله، إن تطوير نظام الدفاع الصاروخي للحلف "سيكون نقطة لا عودة مع الروس"، معتبرا أن تلك الخطوة "ستكون بمثابة تصعيد حقيقي".
وأعلنت الولايات المتحدة، فبراير الماضي، وقف التزاماتها المفروضة بموجب معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، الموقعة بينها وبين الاتحاد السوفييتي عام 1987 بزعم انتهاك موسكو للمعاهدة، مهددة بالانسحاب منها نهائيا خلال 6 أشهر إذا لم تمتثل موسكو لشروط معينة يرتبها الاتفاق، وهي الخطوة التي أبدى الناتو موافقته عليها. وردّ الروس، في المقابل، بتعليق مشاركتهم في المعاهدة والتهديد بالانسحاب منها خلال 6 أشهر أيضا.
ووقعت الولايات المتحدة وروسيا، عام 1987، معاهدة القوى النووية متوسطة المدى (آي.إن.إف) للحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.
وتعهد بموجبها الطرفان الرئيس الأمريكي رونالد ريجان والزعيم السوفييتي ميخائيل جورباتشوف، بعدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وتدمير كافة منظومات الصواريخ، التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000-5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500─1000 كيلومتر .
وبحلول مايو 1991، تم تنفيذ المعاهدة بشكل كامل ، حيث دمر الاتحاد السوفياتي 1792 صاروخا باليستيا ومجنحا تطلق من الأرض، ودمرت الولايات المتحدة الأمريكية 859 صاروخا، بحسب وكالة أنباء /سبوتنيك/ الروسية.
ومن المفترض أن تنتهي المعاهدة - التي تحظر نشر الصواريخ التي يتراوح مداها بين 310 و3420 ميلا- بشكل تلقائي يوم 2 أغسطس المقبل، إلا إذا توصلت واشنطن وموسكو لاتفاق من أجل إحياء المعاهدة خلال الأسابيع القلية المقبلة .
وبدأ سفراء الناتو، اليوم في بروكسل، محاولة أخيرة لدفع روسيا للتخلي عن صواريخها الانسيابية الجديدة وإنقاذ معاهدة القوى النووية، وذلك خلال اجتماع مجلس الناتو-روسيا، والذي انتهى دون تطورات مهمة في الأفق، بحسب تصريحات الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج للصحفيين عقب انتهاء الاجتماع.
وجدّد ستولتنبرج مطالبته لموسكو بالالتزام بمعاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى، محذرا من الرد بأساليب دفاعية حال لم يتحقق ذلك، بحسب /سبوتنيك/.
وقال: "إذا لم تَعُد روسيا للالتزام بالمعاهدة سيستجيب (الناتو) بطريقة دفاعية ومنظمة وموحدة"، مضيفا: "تركيزنا يبقى منصبا على إنقاذ المعاهدة حتى الثاني من أغسطس، وأن ندعو روسيا للالتزام بالمعاهدة".
وتابع: "ناقشنا اتخاذ إجراءات مختلفة إذا لم تلتزم موسكو بالمعاهدة، بعضها سيكون تطبيقه سريعا وآخر سيأخذ وقتا لتطبيقه".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: