إعلان

"بداية الثورة الحقيقية أم كلام معسول؟".. انقسام سوداني حول الاتفاق السياسي

02:20 م الأربعاء 17 يوليو 2019

احتجاجات السودان

كتبت- رنا أسامة:

انقسم مُغرّدون سودانيون حول اتفاق تقاسُم السلطة الذي تم توقيعه، الأربعاء، بين المجلس العسكري الانتقالي الحاكِم وتحالف إعلان قِوى الحرية والتغيير المُعارض؛ ففي حين عدّه بعضهم أنه "خطوة في مشوار الألف ميل" و"بداية الثورة الحقيقة"، نظر إليه آخرون بأنه لا يتعدّى كونه "توقيعًا على كلام معسول".

ووقّع الجانبان وثيقة الاتفاق السياسي برعاية الاتحاد الأفريقي وإثيوبي، صباح اليوم الأربعاء، بعد أشهر طويلة من المحادثات المُتقطعة والمفاوضات التي تعثّرت أكثر من مرة بسبب خلافات بشأن الفترة الانتقالية وتشكيل الهيئة الحاكِمة.

وينُص الاتفاق، المُكوّن من 21 بندًا، على تنصيب هيئة حكم انتقالية جديدة من أجل إنهاء الأزمة السياسية في البلاد تُعرف باسم "مجلس السيادة". ويتشكّل من من 11 عضوًا، 5 عسكريين يختارهم المجلس العسكري الانتقالي، و5 يختارهم إعلان الحرية والتغيير، على أن يتم اختيار العضو الـ11 بالتوافق بين الطرفين.

ويرأس عميد في الجيش الهيئة الحاكمة خلال 21 شهرًا من الفترة الانتقالية، ثم تنتقل الرئاسة إلى مدني خلال الـ18 شهرًا المُتبقية. وتشرف الهيئة على تنصيب سلطة انتقالية مدنية تحكم البلاد لمدة ثلاثة أعوام، تجري بعدها انتخابات، بحسب بنود الاتفاق.

"خطوة في مشوار الألف ميل"

وتصدّر هاشتاجا "#اتفاق_السودان"، و"#السودان_الاتفاق_السياسي" قائمة الهاشتاجات الأكثر تداولًا في السودان عبر تويتر. وغرّد مواطن سوداني: "الشعب السوداني العظيم.. شعب صعب المراس لن يستطيع أحد أن يديره رغما عن أنفه وليس أمامنا إلا الاتفاق وأن نعمل معًا كسودانيين .. والتمسك بطريق الثورة الطويل والانتباه لكل الحفر والعقبات".

ووصف الاتفاق بأنه "خطو في مشوار الألف ميل".

واعتبر مواطن سوداني آخر أن "الاتفاق هو بداية الثورة الحقيقية".

ووجّه ثالث التحية للإخوة الإثيوبيين والاتحاد الأفريقي، الذين وصفهم بأنهم "إخواتنا بالدم (أبناء كوش)". وغرّد "مستقبلنا بسلام بدون عنصرية وخيانة مع إخوة الدم".

وأعرب آخر عن أمله في تأسيس "مجلس وزراء قوي ووزير خارجية يُعيد للسودان اعتباره ويؤسس لعلاقات دولية متزنة غير مرتهنة".

"ترحيب حِذَر"

في المقابل، أبدى البعض ترحيبهم "الحَذِر" من الاتفاق الذين رأوا أنه "لا يُرضي" مطالب السودانيين لأنه لم يحسم بعض النقاط الجدلية؛ إذ لم يتفق الجانبان بعد على التفاصيل الدقيقة للاتفاق وعناصره الدستورية. ومازال هناك "مجلس سيادة" سيتم تعيينه لقيادة البلاد خلال المرحلة الانتقالية.

وقال أحد السودانيين إن "الفرح الحقيقي يكمن في محاسبة كل من ارتكب جُرم في حق الشعب السوداني والانتهاكات اللي حصلت في مجزرة ٣ يونيو. غير كدا ما بنفرح".

كان قد بلغ التوتر مداه في البلاد يوم 3 يونيو الماضي، بعد أن اقتحم أفراد يرتدون زيًا عسكريًا مقر اعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم، وقاموا بفضّه بالقوة وقتلوا ما لا يقل عن 118 شخصًا. فيما نفى الجيش السوداني أن يكون قد أصدر تعليمات لجنوده باستعمال العنف مع المتظاهرين.

وغرّد مواطن سوداني بالإنجليزي: "تم الاتفاق اليوم بين المجلس العسكري الثوري والمجلس الانتقالي، لكن ليس كما نتمنى، ويظل غير مُرضي. لذلك سننتظر حتى التوقيع الأخير لنرى ما إذا كانوا يوفون بوعودهم أو سيضطرونا إلى مواصلة الاحتجاج"، وذلك في إشارة إلى الوثيقة الدستورية المُنتظر التوقيع عليها يوم الجمعة.

واتفقت معه مواطنة سودانية أخرى: "الناس مبسوطة بالتوقيع وما عارفين المضمون شنو، على العموم لسه في باقي جزو من الاتفاقية وهي الأهم واللي بتحدد مصير البلد، الجمعة قريبة ده لو ماحصلت مماطلة وحرجرة".

وغرّد ثالث: "سننتظر يوم الجمعة... ففي توقيع الجمعة الخبر اليقين ومربط الجمل".

"كلام معسول"

كما شكّك بعض السودانيين في دوافع المجلس العسكري الحاكم لتوقيع الاتفاق. وكتب أحدهم: "أعتقد أن الاتفاق فيه نوع من الاستدراج لقوى إعلان الحرية و التغيير.. اتمنى أن يكون توقعي كاذبًا".

ورأى مُغرّد سوداني آخر أنه تم التوقيع على "كلام معسول وعبارات ظل الشعب يسمعها من كل الأنظمة التي تعاقبت على حكم البلاد منذ أن خرج المستعمر البريطانية والى الآن، الخلاصة كانت دمار شامل لكل شيء ".

وتابع: "ليس هنالك تقدم بالمفاوضات فالنقاط المفصلية لم يتم حسمها بعد".

وطالب آخر "أتمنى يكون فيه توثيق كتابي للثورة عشان مايتم طمسها وتحوير تفاصيلها.. لازم يكون في توثيق حقيقي يظهر أن الشعب هو البطل ودي ثورة شعبيه رسمها الشعب وآمن بيها الشعب وضحى بيها الشعب ومرت بفترات يأس وإحباط وفرح وأمل... وليست ثورة قيادات تفاوض".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان