إعلان

"الموتى الأحياء".. كيف يعيش المهاجرون غير الشرعيين داخل السجون الليبية؟

10:51 م الأحد 09 يونيو 2019

المهاجرون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

يعيش "كيدانا" في سجن الزنتان سيء السمعة بليبيا، بعد إلقاء القبض عليه هاربًا من أفريقيا إلى "جنة أوروبا"، بينما يشاركه محبسه 744 مهاجرًا آخر، يحاول أغلبهم إخفاء هواتفهم المحمولة بعيدًا عن أيادي الحرس، سعيًا للتواصل مع العالم الخارجي والصحافة، التي يتسرب إليها يوميًا أهوال ما يعانيه هؤلاء على الضفة الأخرى من البحر الذي لطالما حلموا باجتيازه.

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تواصلت مع بعض المهاجرين داخل السجون الليبية، ويقول كيدانا: "منذ ما يقرب الشهر أرسلنا مقطع فيديو نستغيث فيه، أظهر مئات ممن برزت هياكلهم العظمية بجلودهم، وكانوا جميعًا يعترضون على أوضاعهم في السجن، وردًا على ذلك صادرت إدارة السجن هواتفهم وقطع المياه عنهم".

وأضاف كيدانا: "لم نرَ ضوء الشمس منذ أكثر من شهر. أصدقاؤنا في طرابلس هم من يعيدون شحن هواتفنا بالرصيد الكافي لنبلغ الجميع بما يحدث لنا هنا".

وتذكر "هآرتس" أن مأمور هذا السجن يحد من إدخال المساعدات إلى السجناء الذين لا يتلقون الرعاية الصحية المنتظمة، مضيفةً أنه خلال الأشهر الستة الماضية فقط، مات 22 شخصًا بسبب الجوع والمرض، وأن إمدادات المياه الخاصة بهم ليست منتظمة لأن المأمور يتحكم فيها، وإنهم يضطرون أحيانًا لشرب مياه الصرف الصحي.

بالقرب من كيدانا جلس مابرتو، الذي قال: "ليس لدينا مكانًا نتحرك فيه، لا نستطيع القيام بأي أنشطة طوال الوقت، ويقضي السجناء وقتهم في الصلاة والتضرع إلى الرب أو النوم أو التحديق في الفضاء".

ويتابع مابرتو: "جُن بعض الأشخاص لعدم قدرتهم على النوم أو التحدث مع أي شخص آخر، وبدأ آخرون في التحدث مع أنفسهم وفقدوا السيطرة على وظائفهم الحيوية لدرجة أننا اضطررنا لتقييد أياديهم وأرجلهم". وتشير الصحيفة إلى أن أصغر السجناء في سجن زنتان يبلغ من العمر 16 عامًا.

صورة 1

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن القتال المستعر بين قوات المشير خليفة حفتر وجيش حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، لم يغير من الاتفاق الموقع بين الاتحاد الأوروبي وليبيا بشأن الهجرة غير الشرعية، حيث يجرى ضبط المهاجرين القادمين بطرق غير شرعية من ليبيا وإرسالهم مرة أخرى إليها، حيث يقبع قرابة 6000 لاجئ في عدد من السجون.

"جمال" سجين آخر في "الزاوية"، يقول -وفق الصحيفة- إن إدارة السجن لا توفر لهم أي طعام منذ وصولهم، وإن جمعية خيرية تتولى إطعامهم "أتشارك و6 غيري في طبق معكرونة واحد كل يوم، والمياه تأتينا بالأتربة".

ويعيش "جمال" مع 500 سجين آخر في زنزانة واحدة كبيرة، بينهم 25 مريضًا بالسُل، ولا تختلف الأوضاع كثيرًا في سجن الزنتان، عدا أن مأمور سجن الزاوية يسمح لجمال وزملائه بالخروج إلى ساحة تريض.

ويضيف "جمال": "نحن في حال أفضل من السجناء في الزنزانة المجاورة، الذين لا يرون ضوء الشمس أبدًا ويتم التعدي عليهم كل يوم تقريبًا عقابًا لعدم تمكنهم من توفير مبلغ 1400 دولار لكل شخص منهم حددها المأمور مقابل إطلاق سراحهم... نحن نسمع صراخهم من هنا".

وتقول "هآرتس" إن بعض السجناء يجبرون على الأعمال الشاقة لصالح المليشيات المتقاتلة.

صورة 3صورة 2صورة 4

وندّدت الأمم المتحدة، الجمعة، بالظروف "المروعة" في مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا، ولفتت إلى وفاة العشرات بفعل السلّ ومعاناة مئات آخرين من الجوع بسبب قلة حصص الطعام، وفقدان آخرون على ما يبدو.

وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين روبرت كولفيل، وفق ما أوردت "دويتشه فيله": "نشعر بقلق بالغ حيال الظروف المروعة التي يحتجز فيها المهاجرون واللاجئون في ليبيا".

كما دعت منظمة "أطباء بلا حدود" مؤخرًا إلى وقف ما اعتبرته "اعتقالاً تعسفيًا يجري بحق المهاجرين في ليبيا". وقال الناطق باسم المنظمة ماركو بيرتوتو، في مؤتمر صحفي بروما الثلاثاء، إن مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا "تشكل في بعض الحالات حافزًا لرحلات الأمل نحو أوروبا". وأضاف: "مراكز الاحتجاز التي تخضع رسميًا لإدارة السلطات الليبية، هي في الواقع أدوات غير فعالة إزاء أعداد المهاجرين الوافدين من ليبيا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان