تعرف على التاريخ السري لكرة القدم النسائية
بي بي سي
تمثل فعاليات كأس العالم لكرة القدم النسائية التي انطلقت في فرنسا مساء الجمعة أهم مسابقة كروية نسوية حتى الآن.
وتعكس هذه الذروة في المشاركة النسائية تنامي اهتمام المرأة بهذا النمط من الرياضة الذي تصاعد في السنوات الأخيرة بعد عقود ظلت فيها هامشية وثانوية وقابعة تحت ظل كرة القدم الرجالية.
صورة 1
ولكن الأمر لم يكن كذلك دائما، ففي الواقع كانت كرة القدم النسائية مزدهرة لفترة ما في انجلترا حيث كانت تجتذب جماهير غفيرة تصل أحيانا لأكثر من 50 ألف شخص.
بيد أن اللعبة قد حظرت لاحقا عندما أعلن اتحاد الكرة في ذلك الحين أن اللعبة "غير مناسبة للنساء".
ومر نحو نصف قرن حتى عادت الكرة لأقدام النساء من جديد، ولعل هذه الفجوة الزمنية التي تجعلها تقف وراء كرة القدم التي يلعبها الرجال اليوم.
تخيل أن أجرك مجرد "سجائر"
كانت ليلي بار تلعب في مركز الجناح وهي من أوائل النساء اللائي احترفن اللعبة، وقد لعبت لفريق دك كير النسائي والذي استمد اسمه من اسم مصنع للذخيرة في بريستون، وكان أغلب الفريق من العاملات في المصنع خلال الحرب العالمية الأولى.
وكانت عضوات فريق دك كير أول من ارتدين الشورتات، وأول من ذهبن في جولة للعب في الخارج.
ولأن ليلي كانت مدخنة فقد دأبت على تلقي أجرها علبا من سجائر وودباين.
وفي عام 2002 كانت ليلي بار أول امرأة توضع صورتها ونبذة عنها صالة المشاهير في المتحف الوطني لكرة القدم بمدينة مانشستر البريطانية.
جماهير غفيرة
وكانت جماهير غفيرة تحضر مباريات كرة القدم النسائية خلال الحرب العالمية الأولى عندما استدعيت النساء للعمل في المصانع بعد ذهاب الرجال للحرب.
فعشية كريسماس عام 1917 شاهد نحو 10 آلاف متفرج مباراة نسائية أجريت فعاليتها في بريستون.
وعندما لعب فريق دك كير ضد فريق سانت هيلين في يوم "البوكسينغ داي" عام 1920 حضر نحو 53 ألف متفرج في متنزه غوديسون في ايفرتون، كما وقف الآلاف خارج المتنزه لمتابعة المباراة.
الحظر
لكن سرعان ما فرض الحظر. ففي 5 ديسمبر عام 1921 حظر اتحاد كرة القدم اللعبة على النساء في الملاعب التابعة له مما كان يعني أن نجمات مثل ليلي بار صرن غير قادرات على اللعب في ملاعب ذات منشآت قادرة على استقبال جماهير.
وقال اتحاد الكرة حينئذ : "إن لعبة كرة القدم غير ملائمة للنساء، ولا يجب تشجيعها"في أوساطهن.
وفي عام 1971 تم أخيرا رفع الحظر بعد سنوات قليلة من تشكيل اتحاد كرة القدم النسائية.
مهنة
أخيرا، وبعد نحو 50 عاما أصبح من الممكن أن تحترف النساء اللعبة وتعتبرها بمثابة مهنة.
كما أن قانون حظر التمييز على أساس الجنس الصادر عام 1975 جعل الأمر سهلا على المرأة كي تتدرب وتصبح حكما في مباريات كرة القدم.
وظل من الصعب مشاهدة مباريات كرة القدم النسائية على شاشة التلفزيون، وكان أول تقرير في التلفزيون عن النتائج النهائية لكأس اتحاد كرة القدم النسائية في السبعينيات.
وفي عام 1989 بدأت القناة الرابعة تغطي بشكل منتظم المباريات النسائية، كما أعلن اتحاد كرة القدم خططه لتطوير اللعبة لدى النساء من مستويات الهواة حتى النخبة المحترفة عام 1997.
وفي عام 2011 كانت القفزة الكبري بانطلاق الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية.
وبلغ متوسط الحضور في مبارايات كرة القدم النسائية في هذا الموسم 937 متفرجا، أي بزيادة قدرها 13 في المئة عن العام الماضي، بيد أن اتحاد كرة القدم النسائية يريد مضاعفة العدد في العام المقبل.
وبحسب اتحاد كرة القدم فإن 2.7 مليون فتاة وسيدة لعبن كرة القدم في موسم 2018/19 بزيادة نسبة 9 في المئة.
وكان نهائي كأس الاتحاد في مايو عام 2018 قد حقق رقما قياسيا من حيث عدد الجمهور الذي بلغ أكثر من 45 ألف شخص.
ومع انطلاق كأس العالم لكرة القدم النسائية في فرنسا في 7 يونيو، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا أنه بيعت نحو 965 ألف تذكرة ذهب منها 29 ألفا للمشجعين البريطانيين.
قد لا تبدو الزيادة كبيرة جدا، ولكن بالنسبة لاتحاد كرة القدم فإنها تمثل زيادة في الاتجاه الصحيح.
فيديو قد يعجبك: