إعلان

المعسكران الليبيان المتقاتلان على أبواب طرابلس يخوضان "صراع وجود"

03:14 م الثلاثاء 04 يونيو 2019

مقاتلون موالون لحكومة الوفاق الوطني خلال مواجهات م

طرابلس- (أ ف ب):

بعد شهرين من شن هجومها على العاصمة الليبية، لا تزال قوات المشير خليفة حفتر عاجزة عن التقدم على أبواب طرابلس حيث تشهد المواقع العسكرية جموداً.

اشتبكت هذه القوات مع قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً تساندها فصائل مسلحة جاءت من عدة مدن إلى الغرب من طرابلس.

خلَّف القتال خلال شهرين أكثر من 600 قتيل و3200 جريح، وفقاً لآخر حصيلة نشرتها منظمة الصحة العالمية الاثنين.

واليوم، لا تزال المواقع ثابتة على الجبهة وعلى الرغم من الجمود العسكري، يرفض الجانبان التفاوض على وقف لإطلاق النار، لأن "كلاهما يعتبر الحرب صراعاً وجودياً"، كما قالت كلاوديا غزيني خبيرة الشؤون الليبية في مجموعة الأزمات الدولية (ICG)، في مقابلة مع وكالة فرانس برس في طرابلس.

سؤال: بعد شهرين من اندلاع الحرب، هل تعتقدين أن أحد المعسكرين قادر على الانتصار عسكرياً؟

ج: عندما شنت قوات حفتر هجومها في طرابلس، توقعت تحقيق تقدم سريع داخل العاصمة والحصول على دعم دولي قوي. لم يتوقعوا (...) أن تقف في طريقهم فصائل عسكرية قوية من الزنتان ومصراتة. في ما بعد، انضم إلى هذه الفصائل مقاتلون آخرون من غرب ليبيا لمنع قوات حفتر من السيطرة على العاصمة.

يبدو الجانبان الآن متساويان في الرجال والعتاد. وبات القتال يتركز في الضواحي الجنوبية للعاصمة ولم يتمكن أي من الجانبين من تحقيق اختراق. في هذه المرحلة، من غير المرجح أن يحقق أي من الطرفين النصر على الآخر. بالطبع، قد يتغير هذا إذا تلقى أحد الطرفين مساعدة عسكرية كبيرة أو كان قادراً على نشر المزيد من المقاتلين الأفضل تدريباً.

س: ماذا ستكون عواقب هذا الجمود إذا استمر فترة أطول؟

ج: عادة، يجب أن يؤدي الجمود العسكري إلى مفاوضات لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، في حالة معركة طرابلس، لم توافق لا قوات حفتر ولا قوات حكومة الوفاق على الدخول في محادثات، ويرجع السبب في ذلك إلى حد كبير إلى أنهما ينظران إلى الحرب على أنها أساسية لوجودهما.

بالنسبة لحفتر، عدم تمكنه من السيطرة على العاصمة سيكون بمثابة هزيمة عسكرية يمكن أن تشوه صورته في شرق ليبيا، القاعدة الخلفية للجيش الوطني الليبي الذي يقوده. كما أنه سيبطئ خطته السياسية لتوحيد ليبيا تحت سيطرته.

أما بالنسبة لحكومة الوفاق الوطني، فإن السماح للقوات المتحالفة مع حفتر بالبقاء في ضواحي طرابلس يعني الاعتراف بالغزو الفعلي من جانب الجيش الوطني الليبي لجزء كبير من غرب ليبيا (...) الأمر الذي من شأنه تهديد بقاء الحكومة وحلفائها العسكريين.

ويرجع رفض كلا الجانبين وقف إطلاق النار أيضاً إلى حقيقة أن كلاهما يشعران بأنهما قادران على الانتصار وواثقان بأنهما سيستمران في تلقي الدعم من داعميهما الخارجيين وهم: الإمارات العربية المتحدة ومصر والسعودية التي تقف إلى جانب حفتر، وتركيا وقطر اللتان تقفان إلى جانب حكومة الوفاق الوطني.

بدلاً من وقف المعارك، قد نشهد تصعيداً في المستقبل القريب مع زيادة الدعم الأجنبي. وستكون النتيجة حرباً بالوكالة.

س - ما هو الحل لهذا الصراع؟ هل تعتقدين أن المجتمع الدولي المنقسم بشأن ليبيا لا يزال لديه دور يلعبه؟

ج - لقد فشلت حتى الآن الجهود الدولية للضغط على حفتر لإنهاء حصاره لطرابلس. بدلاً من إدانة حفتر لمحاولته الإطاحة بالقوة بحكومة مدعومة من الأمم المتحدة، وضع البيت الأبيض كل ثقله لدعمه في منتصف نيسان/أبريل.

لقد كان لذلك سلسلة عواقب أدت إلى شل مجلس الأمن الدولي الذي بات غير قادر على اعتماد قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار.

كما امتنعت العواصم الأوروبية عن التنديد صراحة بهجوم حفتر أو مطالبته بسحب قواته من غرب ليبيا بعد أن توجهت حكومة الوفاق إليها.

في خضم الشلل الدبلوماسي، من المرجح أن تستمر الحرب في طرابلس والمنطقة المحيطة بها. وتتطلب الخطوة الأولى من أجل عكس مسار ديناميكية التصعيد هذه من كلا الطرفين وداعميهما الخارجيين إدراك أنه لا يمكن لأي طرف السيطرة عسكرياً والكف عن صب الزيت على النار.

يمكن أن يخلق هذا الظروف لإقناعهما بالتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار يتضمن انسحاباً جزئياً لقوات حفتر من الخطوط الأمامية في طرابلس، ويمنح الأمم المتحدة الفرصة لاستئناف محادثات السلام.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان