"ذوبان الأسفلت ومواطنون يلجأون للنوافير".. ماذا فعل الحر في أوروبا؟ (صور وفيديوهات)
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
كتبت- رنا أسامة:
تجتاح القارة العجوز موجة حارة استثنائية يُطلِق عليها الأوروبيون "فُقاعة الصحراء"، بعد أن تجاوزت درجات الحرارة عتبة الـ 45 درجة مئوية في عدد من الدول الأوروبية خلال الأسبوع الماضي، وأوقعت 8 قتلى من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، وأشعلت 60 حريقًا اجتاح مساحة أكثر من 600 هكتار ونحو 10 منازل.
وذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، الأسبوع الماضي، أن 2019 في طريقه ليُصبح أكثر الأعوام حرارة. وأفادت بأن الفترة الممتدة بين عاميّ 2015 و2019 تُعد من أكثر 5 أعوام سخونة في الذاكرة الحية، مُرجحة ارتباط الموجة الأخيرة في أوروبا بتأثيرات انبعاثات الغازات الدفيئة، وفق وكالة البيئة الأوروبية.
"وادي الموت"
في فرنسا؛ سجّلت 12 بلدة في جنوب البلاد أعلى مستوى للحرارة على الإطلاق، يوم الجمعة، مع تجاوزها عتبة الـ45 درجة مئوية في بعض المناطق للمرة الأولى منذ البدء في تدوين سجلات الطقس في القرن التاسع عشر.
وفي ظاهرة غير مُعتادة في هذا الشهر من السنة، وصلت الحرارة إلى 45,9 درجة مئوية بقرية "جالارجو لومونتيو" في إقليم بروفانس الفرنسي، لتكسر درجة الحرارة البالغة45,1 درجة مئوية وتم تسجيلها في الثالثة بعد ظهر الجمعة في بلدة فيرفياي بجنوب البلاد.
ولقي 4 أشخاص حتفهم في جنوب فرنسا وشرقها وغربها جراء موجة الحر القاسية، بينهم رجل ثمانيني وعامِل ثلاثنيني، بحسب السلطات. وأُصيب طفل سوري يبلغ من العمر 6 أعوام بجروح خطيرة مساء الخميس، في ضاحية باريس، بسبب ضغط المياه المندفعة بقوة لدى فتح صنبور لإطفاء الحريق.
وشبّه معهد الأرصاد الجوية الفرنسي "متيو-فرانس" الموجة الحالية بتلك التي يشهدها "وادي الموت" المُمتد من ولاية كاليفورنيا إلى صحراء نيفادا، خلال أوجّ الصيف، أي في شهر أغسطس، ويُعرف هذا الوادي بطبيعته الصحراوية المقفرة، وفق صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وأغلقت السلطات 4 آلاف مدرسة، منذ يوم الجمعة، كما تم إرجاء الامتحانات في بعضها حتى الأسبوع المقبل بسبب موجة الحر القاسية، حسبما أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب. كما أصدرت وزارة الصحة الفرنسية نصيحة بالامتناع عن مُمارسة التمارين الرياضية الشاقة.
وفي العاصمة الفرنسية باريس، واجه السياح موجة الحر بالسباحة في النوافير أمام برج إيفل؛ إذ وصلت درجات الحرارة إلى 35.1 درجة مئوية صبيحة السبت و33 درجة يوم الجمعة، بحسب شبكة "يورونيوز" الأوروبية.
وفي مدينة تولوز، حيث تجاوزت فيها درجة الحرارة الـ41 درجة مئوية الخميس، بدأت المؤسسات الخيرية توزّع المياه على المُشرّدين في شوارع المدينة، وفق هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وطالت الموجة القاسية أحد السجون الفرنسية الذي يقبع بداخله 72 ألف مُحتجز، ووصفوا زنزاناتهم بـ"الأفران"، حسبما قال فرانسوا بيس، الذي يعمل في مراقبة شؤون السجون، لشبكة تلفزيون "بي إف إم" الفرنسية.
وقالت شبكة التلفزيون الفرنسية إنه "من المستحيل أن يوفر السجن تيار هواء للمحتجزين لأنهم لا يستطيعون فتح الأبواب، لذلك تم رشّ ساحة السجن بخراطيم المياه لتلطيف الهواء".
ولا تُعد هذه الموجة الحارة الأولى التي تضرب البلاد؛ ففي يوليو 2003 وصلت الحرارة إلى 44.1 درجة مئوية، وخلّفت 15 ألف قتيل في فرنسا، وأكثر من 70 ألف قتيل في عموم القارة الأوروبية.
حرائق غابات
وفي إسبانيا، حيث بلغت الحرارة أكثر من 43 درجة مئوية، استعرت حرائق الغابات في 6500 هِكتار بإقليم كتالونيا ونجح رجال الإطفاء في إخمادها، فيما وصفتها السلطات بأنها "الأسوأ منذ 20 عامًا".
وتصدّت قوة تألفت من 350 رجل إطفاء و200 من ضباط وحدة الطوارئ العسكرية في إسبانيا، مستخدمة الطائرات والمروحيات في عملياتها لمحاولة وقف تقدم النيران.
كما وقع حريقان مُماثلان بعد ظُهر الجمعة، أحدهما التهم 1600 هكتار في مدينة الموركس واقترب نحو إقليم مدريد وأجبر على إخلاء قرية بأكملها، والآخر اندلع قُرب قرب توليدو وأجبر على إخلاء 22 قرية، بحسب وكالة فرانس برس.
ووضعت السلطات 34 إقليمًا من أصل 50 في إسبانيا في خانة الحذر من الحرائق. وتم إجلاء 30 شخصًا من منازلهم كما أُغلِقت 5 طرق، وفق (بي بي سي).
وفي مدينة بلد الوليد، قالت الشرطة إن مُتشردًا مُسنًا رومانيًا (93 عامًا) لقي حتفه متأثرا بالحرارة الشديدة بالقرب من محطة قطارات ميلانو المركزية. وفي بلدة صغيرة خارج مدينة قرطبة، توفي شاب (17 عامًا) نتيجة "ضربة شمس" بعد أن قفز في حوض للسباحة.
وفي إيطاليا، تم تسجيل وفاتين؛ الأولى في ميلانو لسبعيني بلا مأوى، والثانية لعامِل يبلغ من العمر 60 عامًا في ريميني عند الساحل الإدرياتيكي.
ذوبان الأسفلت
وفي ألمانيا، تجاوزت درجات الحرارة المعدل الطبيعي في يونيو بأربع درجات لتصل إلى 38,6 درجة مئوية، الأمر الذي أحدث تشقّقات للطرق وذوبانًا للأسفلت أعاق القيادة، كما هو الحال في ضواحي برلين، بحسب صحيفة "دويتشه فيله".
كما تشوّهت مسارات السكك الحديدية في بعض المواقع، وفق صحيفة "ميركيشه ألجماينه تسايتونج" الألمانية.
وسجّلت السلطات الألمانية إلى الآن 37 حريقًا في مختلف المدن، وفق صحيفة "أوست زي تسايتونج".
وتسبّب الموجة القاسية في خروج بعض المواطنين "عُراة"، الأمر الذي استدعى شرطة براندينبيرج لاندر، شمال شرق ألمانيا، لإيقافه ألماني بينما كان يقود دراجة نارية دون أن يرتدي شيئًا سوى خوذة وحذاء.
وقالت الشرطة الألمانية: "لا يمكننا أن نختلف حول حرارة الجو، لكننا طلبنا منه ارتداء بنطاله وتركناه يكمل طريقه".
"ليست المرة الأولى"
بالرغم من أن درجات الحرارة المُسجّلة نهاية الأسبوع الماضي في أوروبا تتجاوز سابقاتها، إلا أن أعلى درجة حرارة سُجّلت على الإطلاق كانت قبل حوالي قرن من الزمان، عندما تجاوزت الحرارة 56 درجة مئوية في وادي الموت بكاليفورنيا.
كما وصلت درجة الحرارة في اليونان عام 1977 إلى 48 درجة مئوية، بحسب شبكة "يورونيوز" الأوروبية.
وبينما تجاوزت درجات الحراية الـ40 درجة مئوية في نحو 17 دولة أوروبية، معظمها في جنوب القارة العجوز، فإن إيرلندا تُعد أقل درجات حرارة عُليا في المنطقة برقم قياسي بلغ 33,3 درجة مئوية تم تسجيله قبل 132 عامًا
فيديو قد يعجبك: