إعلان

"فرقة قتل عسكرية" وانقلاب فاشل.. ماذا يحدث في إثيوبيا؟

01:32 م الأحد 23 يونيو 2019

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد

كتبت- رنا أسامة:

تسارعت وتيرة الأحداث بإثيوبيا في أقل من 24 ساعة، منذ الإعلان عن إحباط مُحاولة انقلابية نفّذتها "فرقة قتل مُرتزقة" بقيادة مسؤول عسكري رفيع المستوى خارج العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 4 مسؤولين بينهم رئيس أركان الجيش الإثيوبي، وسط أنباء عن انقطاع خدمة الإنترنت في أنحاء كثير من البلاد.

يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، ضغوطًا متزايدة من رجال ذوي نفوذ في الولايات التسع، وتحديدًا أمهرة، ثاني أكبر الولايات من حيث عدد السكان.

ماذا حدث؟

اقتحمت مجموعة مُسلّحة غير معروفة في الساعة 6:30 من مساء أمس السبت (15:30 بتوقيت جرينتش)، مكتبيّ رئيس ولاية أمهرة أمباتشو مكونن، ومُستشاره إزيز واسساي، فيما وصفته وسائل إعلام إثيوبية بـ"محاولة انقلاب في الولاية".

وبحسب السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء الإثيوبي، نيجوسو تيلاهان، حاصرت هذه المجموعة المُسلّحة- التي لم يُعرف انتماؤها حتى الآن- المقرّ الرئيسي لحكومة إقليم أمهرة في مدينة بحر دار شمالي البلاد، ما أسفر عن مقتل رئيس ولاية أمهرة ومُستشاره، مُتأثرين بجراحهما خلال تبادل لإطلاق النار.

ووصف نيجوسو ما حدث بـ"الانقلاب الفاشل"، وذكر أن مُدبّري محاولة الانقلاب كانوا يريدون تنحية رئيس الحكومة المحليّة في أمهرة، لكن قوات الجيش تصدّت لهم.

وقالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإثيوبي للصحفيين، الأحد، إن "فرقة قتل" يقودها رئيس جهاز الأمن الإثيوبي في أمهرا اقتحمت اجتماعًا حكوميًا أمس السبت فأصابت حاكم الإقليم "إصابة قاتلة".

وأضافت "بعد قليل قُتِل رئيس هيئة الأركان الجنرال سيري ميكونين من قِبل حرسه الشخصي" في عملية وصفتها بأنها "هجوم منسق نفّذه مُرتزقة" بأديس أبابا، بحسب وكالة فرانس برس.

كما أعلنت الرئاسة الإثيوبية، الأحد، أن الجنرال المتقاعد جيزاي ابيرا لقي حتفه مع رئيس الأركان الإثيوبي، في مقرّ إقامة الأخير، لدى تدخّلهما لمنع محاولة انقلاب ضد الإدارة في منطقة أمهرة شمال إثيوبيا.

وفي وقت متأخر من مساء أمس السبت، ظهر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي على التلفزيون الرسمي بالزي العسكري لأول مرة، وقال إن "عددًا من المسؤولين في حكومة أمهرة كانوا يعقدون اجتماعًا عندما أطلق زملاؤهم النار عليهم في منطقة بحر دار، عاصمة إقليم أمهرة".

واتهم آبي أحمد، في بيانه المُتلفز، "جهات مأجورة" بتنفيذ المحاولة الانقلابية الفاشلة التي تعرّضت لها حكومة الإقليم الواقع شمالي البلاد. ولفت إلى أن هذه الجهات المأجورة حاولت خلال الـ30 عامًا الماضية القيام بعدة عمليات فاشلة.

وبينما أكّد آبي أحمد أن الوضع في البلاد والإقليم تحت السيطرة، نقلت صحيفة "أديس فورتشن" الإثيوبية عن مصادر وصفتها بالمُطلعة، قولها إن الوضع لا يزال "خطيرًا وقابلًا للتصعيد"، حيث تجري أعمال قِتال في مقرّات الدولة الإقليمية ومكتب الحزب الحاكم .

ووفق قائد القوات الخاصة في أمهرة، تفيرا مامو، "اعتُقِل معظم الأشخاص الذين قاموا بمحاولة الانقلاب، رغم أن عددًا قليلًا منهم لا يزالوا طلقاء"، حسبما صرّح للتليفزيون الرسمي بإثيوبيا.

من دبّر الانقلاب الفاشل؟

أصدر حزب أمهرة الديمقراطي بيانًا أعلن فيه أن قائد عسكري سابق بالجيش الإثيوبي يُدعى، أسامنيو تسيجي، هو من يقف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة.

وقال مسؤول إثيوبي في العاصمة أديس أبابا لرويترز، إن إطلاق النار وقع أثناء اجتماع لمسؤولين اتحاديين مع رئيس ولاية أمهرة، لمناقشة سبل التصدي لقيام أسامنيو بتجنيد ميليشيات عرقية على الملأ.

وقبل أسبوع، تحدّث أسامنيو إلى أبناء العِرق الأمهري، أحد أكبر الجماعات العرقية في إثيوبيا، في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وحثّهم على تسليح أنفسهم.

كان أطلِق سراح أسامنيو ضمن حملة الإفراج عن السجناء السياسيين التي أطلقتها إدارة آبي أحمد العام الماضي، وأُعيد إلى التقاعد بكامل المزايا، كما أعيدت إليه ألقابه ورُتبته، بحسب "صوت أمريكا".

وتكافح إثيوبيا، التي يعيش فيها 100 مليون نسمة، لاحتواء أعمال عنف عِرقية واسعة النطاق تسببت في نزوح حوالي 2.4 مليون شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

"توابع" المحاولة الانقلابية

بالتوازي مع المحاولة الانقلابية الفاشلة، أفادت تقارير بوقع أعمال عنف وتبادل لإطلاق النار في أديس أبابا. وقال بعض السكان لرويترز إنهم سمعوا 6 طلقات نارية في ضاحية بالقرب من مطار "بولي" الدولي في حوالي التاسعة والنصف من مساء أمس السبت (بالتوقيت المحلي).

وذكر سكان في بحر دار عاصمة أمهرة، أمس السبت، أنهم سمعوا أصوات إطلاق نار في بعض الأحياء وأن بعض الطرق أُغلقت. ونقلت رويترز عن أحدهم قوله إن إطلاق النار استمر 4 ساعات. وأضاف: "في البداية ظننت أنه حادث اعتيادي ثم سمعنا صوت الأسلحة الثقيلة".

وأصدرت السفارة الأمريكية في إثيوبيا سلسلة تحذيرات لرعاياها المقيمين فى هذا البلد، بعد التقارير التي أفادت بوقوع إطلاق نار في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وأعمال عنف في مدينة بحر دار بولاية أمهرة، بحسب إذاعة "صوت أمريكا".

لكن لم تُعلق السلطات الإثيوبية إلى الآن على هذه التقارير.

وتعد إثيوبيا، أقدم دولة مستقلة في إفريقيا، وهي ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان بعد نيجيريا، حيث يبلغ عدد سكانها 102.5 مليون نسمة ينتمون لأكثر من 80 مجموعة عرقية مختلفة.

وفي الوقت نفسه، شكا مواطنون إثيوبين في أجزاء كثيرة من البلاد من عدم تمكّنهم من الوصول إلى الإنترنت منذ مساء أمس السبت، رغم أن الحكومة لم تُعلن رسميًا حجبها لخدمة الإنترنت. وكانت السلطات الإثيوبية قد قطعت الخدمة أكثر من مرة في الماضي لدواعٍ أمنية وأسباب أخرى.

وذكرت منظمة "نت بلوكس"، وهي منظمة غير حكومية معنيّة بمراقبة حرية الانترنت حول العالم، أن الوصول إلى الإنترنت انقطع إلى حدٍ كبير في إثيوبيا منذ 7 ساعات، اعتبارًا من الساعة 8:15 من مساء أمس السبت (بالتوقيت المحلي)، وامتد إلى أنحاء كثير من البلاد في الـ9 مساء السبت (بالتوقيت المحلي)، مع الإعلان عن المحاولة الانقلابية الفاشلة.

وأظهرت بيانات "نِت بلوكس"، أن الاتصال بالإنترنت في إثيوبيا انخفض بنسبة 2 بالمائة عن المستويات العادية، بعد ظهور رئيس الوزراء الإثيوبي على التليفزيون الرسمي وتوضيحه أن "مُسلّحين حاولوا إسقاط حكومة ولاية أمهرة الإقليمية بالقوة، لكن محاولتهم باءت بالفشل".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان