تفاصيل "رسالة الردع" الأمريكية.. دور دولي بمواجهة إيران
القاهرة - مصراوي:
قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إن هدف إرسال 1000 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط "ردعي"، وإن الرئيس دونالد ترمب لا يريد حرباً مع إيران، لكن الإدارة ستواصل حملة الضغط عليها، مضيفاً "أننا سنستمر في العمل لإقناع إيران أننا جادون، ومستعدون لردعها عن أي نشاطات عدوانية جديدة" - بحسب العربية.
جاء ذلك في زيارة غير معتادة لوزير للخارجية إلى مقر القيادة الوسطى، وهي جزء من وزارة الدفاع، في تامبا في فلوريدا. هدف الزيارة، كما قال بومبيو، هي التنسيق بين الوزارات، حيث يريد أن "أن نكون على استعداد للرد إذا قامت إيران باتخاذ قرارات سيئة أو إذا قاموا بملاحقة الأمريكيين أو المصالح الأمريكية أو مواصلة برنامج الأسلحة النووية".
واعتبر فراس مقصد، وهو مدير مركز الجزيرة العربية، أن زيارة بومبيو "هدفها البعث برسالة قوية لإيران أن رئيس الدبلوماسية الأمريكية يزور مركز القيادة الوسطى وأن هناك بحثاً في الخيارات العسكرية".
بحث استخدام القوة
وكان الرئيس ترمب قال في مقابلة مع مجلة تايم إن الولايات المتحدة ستبحث في استخدام القوة العسكري لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي ولكنه لم يجب على سؤال بشأن ما إذا كان سيلجأ بذلك لحماية إمدادات النفط.
ووصف ترمب الهجمات الإيرانية بـ"الصغيرة والمحدودة جداً". وقال إن خليج عُمان لم يعد مهماً للولايات المتحدة من ناحية استراتيجية كما كان سابقاً، ذاكراً أن الصين واليابان تعتمدان على المنطقة للنفط.
واعتبر أن "الكثير من الدول الأخرى تحصل على بترولها من هناك، بينما نحن نحصل على القليل. لقد أنجزنا الكثير خلال العامين والنصف الماضيين في مجال الطاقة نحن لسنا في نفس الوضع الذي كنا عليه في السابق في الشرق الأوسط. البعض قد يقول إننا كنا هناك من أجل البترول".
دول أخرى "في هرمز"
فكرة انعكست أيضاً في تصريحات بومبيو عندما قال إن دولاً أخرى تعتمد أيضاً على مضيق هرمز: "الصين تعتمد على النفط الذي يمر من خلال مضيف هرمز، كذلك كوريا الجنوبية وإندونيسيا واليابان، ولديهم هم أيضاً مصلحة في حماية حرية الملاحة".
هذا وقال نائب قائد القوات المشتركة الجنرال بول سيلفا لمجموعة من الصحفيين في البنتاجون إن وزارتي الدفاع والخارجية وافقتا على خطط للتواصل مع الصين واليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية وإندونيسيا ومستوردين آخرين للنفط، لتنسيق رد مستقبلي للدفاع عن ناقلات النفط، بدون ذكر تفاصيل. وأضاف "هذه قضية أكبر من حرية مرور النفط بل هي دولة تتخذ تحركات أحادية وهناك دور عسكري في حماية حرية الحركة. السؤال هو لأي درجة سيساهم المجتمع الدولي في القضية؟".
تعليقاً على ذلك، قال مدير مركز الجزيرة العربية "الغرض من التصريحات هي الإشارة للدور الدولي في التعامل مع إيران".
وفي مقابلته مع تايم قال ترمب إن إيران أصبحت أقل عدائية نحو الولايات المتحدة منذ أن أصبح الرئيس. وأضاف "إذا نظرنا إلى الخطاب الآن مقارنة مع فترة توقيع الاتفاق النووي كانوا يهتفون (الموت لأميركا)، (سنقتل أمريكا، سندمر أمريكا)، ولكنني لا أسمع ذلك. ولا أتوقع أن أسمع ذلك".
ريتشارد وايتز وهو مدير مركز الدراسات السياسية العسكرية في معهد هادسون قال إن هدف تصريحات ترمب هي الإعلان عن نجاح سياسته تجاه إيران والقول "نحن قادرون على التعامل مع التهديدات الإيرانية لأنها أقل من درجة الغليان. فالإدارة لا تريد أن تتهم بأنها مثل إدارة أوباما، لا تلتزم بخطوطها الحمراء، لكنها لا تريد أيضاً أن تكون مثل إدارة جورج بوش وتنجر إلى حرب".
تغييرات في "الدفاع"
يأتي كل هذا في الوقت الذي تشهد فيه قيادة البنتاجون تغييرات كبيرة، حيث أعلن ترمب عبر تويتر سحب وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان ترشيحه للمنصب، وذلك بعد يوم من نشر صحيفة "يو أس اسيه تودي" قصة كشفت عن تقرير للشرطة من عام 2010 يفصل اتهاماً بالعنف المنزلي من قبل زوجة شاناهان السابقة. شانهان قال في بيان "الخوض في عملية المصادقة كان سيجبر أطفالي الثلاثة على أن يعيشوا فصلاً مراً في حياتنا العائلية من جديد وكان سيعيد فتح جروح استغرقت فترة للشفاء".
وأعلن ترمب أن سكرتير الجيش الأميركي مارك إسبر سيتولى مهام وزير الدفاع مؤقتاً. وهذه هي أطول فترة عاشتها الولايات المتحدة من دون وزير دفاع دائم مصادق عليه من قبل مجلس الشيوخ.
وفي تطورات أخرى مرتبطة بالملف الإيراني سيسافر برايان هوك، مبعوث وزارة الخارجية لإيران، إلى باريس الأسبوع المقبل لحضور اجتماعات حول إيران مع مسؤولين بريطانيين وفرنسيين وألمان، في الوقت الذي تخشى فيه أوروبا خرقاً إيرانياً للاتفاق النووي قد يجبرها على إعادة فرض العقوبات على طهران.
فيديو قد يعجبك: