إعلان

لماذا لا يؤيد حلفاء واشنطن الرواية الأمريكية بشأن هجوم خليج عمان؟

09:04 م السبت 15 يونيو 2019

هجوم على ناقلتي النفط

كتب - هشام عبد الخالق:

بعد استهداف ناقلتي نفط (نرويجية ويابانية) في خليج عمان في الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي، سارعت الولايات المتحدة باتهام إيران وإعلانها مسؤولة عن تلك الهجمات، ونشرت مقطع فيديو تقول إنه يظهر القوات الإيرانية على متن قارب صغير تزيل لغمًا لم ينفجر من على جسم إحدى السفن، ولكن لم يكن حلفاؤها على نفس القدر من اللهفة لإدانة النظام الإيراني.

وتفول مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن بريطانيا كانت الحليف الوحيد للولايات المتحدة التي اتهمت إيران علانية بالمسؤولية عن الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان، حيث أعلن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، الجمعة، أن الحرس الثوري الإيراني "مسؤول بشكل شبه مؤكد" عن الهجمات الأخيرة، ودعا طهران لـ "وقف جميع الأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة".

ولكن حلفاء الولايات المتحدة الآخرين يتعاملون مع الموقف الدبلوماسي المتأزم بين طهران وواشنطن بمزيد من الحذر، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي تم توقيعه مع إيران عام 2015؛ إذ أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الجمعة، أن الدليل الذي قدمته واشنطن، والمتمثل في مقطع الفدييو، ليس كافيًا، موضحًا أنه لا يكفي للقيام باستنتاج نهائي حول الواقعة.

ويقول مايكل إيسنستادت، خبير في شؤون الشرق الأوسط بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن بعض حلفاء الولايات المتحدة لا يرغبون في أن يراهم العالم على أنهم تابعين لإدارة أمريكية لا تستطيع التحكم في تصرفاتها عندما يتعلق الأمر بإيران، وسيريدون الانتظار حتى تقوم مخابراتهم بالتعامل مع نظيرتها الأمريكية والحصول منها على بعض المعلومات والأدلة حول الحادث".

وأضاف إيسنستادت، أن تلك الدول سترغب في أن تفحص مخابراتها السفن قبل التوصل لحكم نهائي، مشيرًا إلى أن الهجمات تبدو وكأنها تتبع نمطًا مشابهًا لهجمات قامت بها إيران في الماضي.

وتقول المجلة، إن التقارير المتضاربة بشأن الهجمات أثارت المزيد من الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني بالفعل من التوترات، بعد تصعيد إدارة ترامب للضغط على النظام الإيراني من خلال فرض عقوبات صارمة عليه، كما أن ترامب صنف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية في أبريل الماضي، لترد إيران بإعلان جميع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط إرهابية.

تأتي الهجمات أيضًا في الوقت الذي أرسلت فيه الولايات المتحدة قوات أمريكية جديدة إلى المنطقة لردع ما وصفته الإدارة بالتهديدات "الموثوقة" من إيران ووكلائها ضد المصالح الأمريكية.

المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية الكابتن بيل أوربان، أدان الهجوم الذي وقع على ناقلتي النفط، واصفًا إياهما بأنهما "خطر واضح على حرية الملاحة والتجارة البحرية"، متعهدًا بأن تأخذ الولايات المتحدة وحلفاؤها الخطوات الضرورية اللازمة للدفاع عن المصالح الأمريكية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ليست لديها مصلحة في الاشتراك في صراع جديد بالشرق الأوسط.

وأعرب بعض الخبراء عن أملهم في أن يضغط حلفاء الولايات المتحدة عليها للرد بشكل أكبر على العدوان الإيراني.

وقالت بيكا واسر، محللة سياسات بخلية تفكير "مؤسسة راند"، إن حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين مثل السعودية والإمارات تظهران ضبط النفس في الوقت الحالي، ولكنهما تريدان أن تقوم الولايات المتحدة بالمزيد لحمايتهم، وعلى الرغم من أن حلفاء واشنطن لا يريدون صراعًا مفتوحًا مع إيران، إلا أنهم لن يمانعوا في أن تقوم واشنطن بإرسال رسالة عسكرية إلى طهران بأنه لن يتم التسامح مع هذه الحوادث مرة أخرى".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان