إعلان

توتّر في مياه الخليج.. من تفجيرات الفجيرة إلى هجوم خليج عمان (تسلسل زمني)

04:13 م الخميس 13 يونيو 2019

ناقلة نفط - ارشيفية

كتبت- رنا أسامة:

بات الخليج العربي ومنطقة الخليج عموما على صفيح ساخن في الآونة الأخيرة جراء بالاعتداءات والعمليات التخريبية، في ظل تصاعُد التوتّر بين واشنطن وطهران، مع توالي التهديدات الإيرانية بإثارة القلاقل في المياه الخليجية، التي قابلتها تحذيرات أمريكية من "استهداف إيران أو عُملائها سفن تجارية وناقلات نفط للإضرار بمصالح الولايات المتحدة وحلفائها بالمنطقة".

ففي غضون شهر؛ تم استهداف 6 ناقلات نفطية ومحطتيّ ضخ بترول سعوديتين، في 3 حوادث مُتفرقة فضلا عن استهداف منشآت حيوية سعودية. وفي خِضم هذا التصعيد، وُجّهت أصابع الاتهام إلى إيران وطالبت الدول العربية المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم في مواجهتها، فيما نفت الأخيرة ضلوعها في أيٍ من هذه الحوادث.

وفيما يلي يستعرض "مصراوي" تسلسلًا للحوادث التي وقعت في مياه الخليج منذ بداية التصعيد الأمريكي الإيراني:

"تخريب" في مياه الإمارات

في 12 مايو الماضي، تعرّضت 4 سفن تجارية مدنية من عدة جنسيات لـ"عمليات تخريبية" بالقُرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات في خليج عُمان، باتجاه الساحل الشرقي القريب من إمارة الفُجيرة وفي المياه الاقتصادية للدولة، حسبما جاء في بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي نقلته وكالة الأنباء الرسمية للإمارات (وام).

والسفن الأربع التي تعرّضت للتخريب في مياه الإمارات هم: ناقلتا نفط سعوديتان وثالثة إماراتية ورابعة نرويجية، حسبما أعلنت السلطات الرسمية في الدول الثلاث.

وقالت السعودية إن "ناقلتيّ نفط تعرّضتا لهجوم تخريبي وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي في المياه الاقتصادية للإمارات بالقرب من الفجيرة، عند أحد أكبر مراكز تزويد السفن بالوقود في العالم، ويقع مباشرة خارج مضيق هرمز، وهو ممر حيوي لسوق النفط العالمية"، حسبما أعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح.

وذكر الفالح أن "إحدى الناقلتين كانت في طريقها لتحميل النفط السعودي من ميناء رأس تنورة، ومن ثم الاتجاه إلى الولايات المتحدة لتزويد عملاء أرامكو"، مُشيرًا إلى "عدم وقوع أي إصابات أو تسرب للوقود من جراء الهجوم، في حين نجمت عنه أضرار بالغة في هيكلَي السفينتين"، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

في البداية قالت الإمارات إن العمليات التخريبية لم تُسفر عن أضرار بشرية أو إصابات، دون أن تُحدد طبيعة تلك الأعمال أو الجهة التي تقف خلفها، لكنها أكّدت أن "تعريض السفن التجارية لأعمال تخريبية وتهديد حياة طواقمها يُمثّل تطورًا خطيرًا"، بحسب ما أعلنته وزارة خارجيتها.

كما رفضت ما وصفته بـ"الشائعات التي لا أساس لها من الصحة" حول وقوع انفجارات في ميناء الفجيرة، الذي يبعُد 70 ميلاً بحريًا عن مضيق هُرمز، مؤكدة على أن العمليات في الميناء كانت تجري بصورة طبيعية.

بدورها، اتهمت الولايات المتحدة إيران بأنها تقف وراء العمليات التخريبية، وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إنه من الواضح أن إيران تقف وراء الهجوم. وأضاف أن "ألغامًا بحرية على الأرجح من إيران" استُخدِمت في الاعتداء على السفن.

لكن طهران نفت صحة ذلك ووصفت الهجمات بأنها "مخيفة ومثيرة للقلق"، واتهمت "مُخرّبين من دولة ثالثة" -لم تُسمهم- بوقوفهم وراء الهجمات، مُحذّرة في الوقت نفسه من المؤامرات "التي يحيكها المتربصون لزعزعة الأمن الإقليمي".

والأسبوع الماضي، قدّمت كلِ من السعودية والإمارات والنرويج لأعضاء مجلس الأمن الدولي نتائج تحقيق مُشترك حول الهجمات، اشتمل على 5 نقاط من بينها أن "الهجمات تطلبّت قدرات استخباراتية للاختيار المُتعمّد لأربع ناقلات نفط من بين 200 سفينة من مختلف أنواع السفن التي كانت ترسو قبالة الفجيرة وقت وقوع الهجمات".

وأشارت الدول الثلاث، بحسب النتائج الأوليّة، إلى "تورّط إحدى الدول، على الأرجح"، دون أن تُحدّد جهة بعينها وراء الهجوم، لكنها قالت إنها "تحمل بصمات عملية مُعقدة ومُنسقة".

لكن المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة، عبدالله بن يحيى المعلمي، قال لصحيفة "الشرق الأوسط" إن القرائن تشير إلى تورّط إيران.

نقلت الصحيفة عن دبلوماسي، قالت إنه مُطلع على نتائج التحقيقات الأوليّة، قوله إن "التفجيرات كان يُمكن أن تؤدي إلى نتائج كارثية، لو رغب المتورطون في ذلك؛ مع تعمّد المنفذين زرع الألغام في أماكن محددة من الناقلات المُستهدفة".

استهداف محطتيّ ضخ بترول سعوديتين

بعد يومين من حادث الفُجيرة، تم استهداف محطتيّ ضخ نفط تابعتين لشركة "أرامكو" السعودية بطائرات بدون طيار "درونز" مُفخّخة، حسبما أعلنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

وقال المتحدث الأمني لرئاسة أمن الدولة في السعودية إن "استهدافًا محدودًا لمحطتيّ الضخ التابعتين لشركة أرامكو بمحافظة الدوادمي ومحافظة عفيف بمنطقة الرياض، وقع بين الساعة السادسة والسادسة والنصف من صباح الثلاثاء الموافق 14 مايو 2019".

وأفاد وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، بأن الهجوم "نجم عنه حريق في المحطة رقم 8، وتمت السيطرة عليه بعد أن خلَّف أضرارًا محدودة".

وأكد الفالح أن المملكة تشجب هذا الهجوم، واصفاه إيّاه "بالجبان والإرهابي والتخريبي"، مُشددًا على أن الإرهابية التخريبية ضد منشآت حيوية "لا تستهدف السعودية فحسب، وإنما تستهدف أمان إمدادات الطاقة للعالم والاقتصاد العالمي".

وفور الهجوم، أوقفت شركة أرامكو الضخ في خط الأنابيب -مؤقتًا- لتقييم الأضرار وإصلاح المحطة لإعادة الضخ إلى وضعه الطبيعي بخطيّ الأنابيب "شرق - غرب"، اللذين ينقلان النفط السعودي من حقول النفط بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبُع على الساحل الغربي للمملكة.

وتبنّى الحوثيون، المدعومون من إيران، الهجوم الإرهابي. وأعلنوا عبر قناة المسيرة التابعة لهم استهداف "منشآت حيوية سعودية" بـ7 طائرات بدون طيار.

كان قد جرى إنشاء خطيّ الأنابيب السعوديين لربط مرافق إنتاج الزيت في المنطقة الشرقية بينبع عام 1982، بحسب تقارير محلية.

وينقل أحد الخطين سوائل الغاز الطبيعي من مرافق معالجة الغاز في منطقة شدقم، التي تبعد 1171 كيلومترًا عن ينبُع. أما خط الأنابيب الآخر، الممتد بطول 1200 كيلومتر، فينقل الزيت الخام من منطقة بقيق.

ويتيحان للمملكة نقل النفط من المنطقة الشرقية وتصديره عبر موانئ البحر الأحمر بعيدًا عن الخليج ومنطقة مضيق هرمز، حيث تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.

حادث خليج عُمان

تعرّضت ناقلتا نفط لأضرار جراء حادث في بحر عمان، صباح اليوم الخميس، في ثاني حادث "غامض" ضد ناقلات النفط يقع في غضون شهر بالمنطقة الاستراتيجية بعد هجوم الفُجيرة الإماراتي.

أفاد الأسطول الخامس الأمريكي، ومقره البحرين في بيان، الخميس، بأنه "تلقّى نداءيّ استغاثة منفصلين عند الساعة 6:12 صباحا والساعة 7:00 صباحا (بالتوقيت المحلي)". كما تحدّثت البحرية البريطانية عن حادث غامض وقع في الخليج، داعية عبر مركز عمليات التجارة البحرية التابع لها إلى توخّي "الحذر الشديد".

وقالت وكالة يونيوز، ومقرها في بيروت، إن ناقلتين مُحمّلتين بالنفط الخام تعرضتا للاستهداف في خليج عُمان.

وتحدّثت صحيفة "تريد ويندز" المعنيّة بالشحن، الخميس، عن إصابة طوربيد لناقلة نفط مملوكة لشركة "فرونت لاين" النرويجية قبالة سواحل إمارة الفجيرة بالإمارات، فيما يبدو أنه "هجوم مُنسّق".

وذكرت تقارير أن طاقميّ الناقلتين أُجليا منهما بعد إرسالهما نداءات استغاثة.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن مصدر وصفته بالمطلع، قوله إن "44 بحارا أنقذوا من ناقلتي نفط أجنبيتين، بالتنسيق مع مركز البحث والإنقاذ في هرمزكان، ونقلتهم البحرية الإيرانية العائمة إلى ميناء جاسك".

1

وأضاف أن إحدى الناقلتين "أُصيبت في الساعة 08:50 دقيقة من صباح الخميس، على بُعد 25 ميلا إلى الجنوب من جاسك".

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن 23 شخصًا من أفراد طاقم السفينة ألقوا بأنفسهم في المياه بعد الحادث، وأنقذهم الإيرانيون ونُقِلوا إلى قارب.

وكانت السفينة ترفع علم جزر مارشال، واسمها "فرونت ألتير"، بينما الناقلة الثانية ترفع علم بنما واسمها "كوكوكا كاريدجس"، بحسب رويترز.

وفي حين تحدّثت وسائل إعلام إيرانية عن غرق "فرونت ألتير"، أكّدت شركة فرونت لاين أن "النيران لا تزال مُشتعلة في ناقلتيّ النفط بخليج عُمان"، حسبما نقلت صحيفة نرويجية.

2

وأكّدت شركة "برنهارد شولته" المُشغّلة لـ"كوكوكا كاريدجس"، تعرّض الناقلة "لحادث أمني"، لكنها قالت إنها غير مُعرّضة للغرق وأن حمولتها من وقود الميثانول "سليمة".

وقالت الشركة في بيان، الخميس، إن الحادث تسبب في أضرار للجانب الأيمن من الناقلة، وأنه أجبر طاقم السفينة على الفرار منها قبل أن تقوم سفينة قريبة بإنقاذهم سريعا من قارب نجاة، وفق رويترز.

واعتبرت إيران أن الحادث "يتعارض مع الجهود الإقليمية والدولية لخفض التوتر في المنطقة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان