"واشنطن ساعدت هتلر".. هآرتس تكشف الدور الأمريكي الخفي في الحرب العالمية الثانية
كتب – محمد عطايا:
في يونيو 1941، أي بعدما حصدت الحرب العالمية الثانية أرواح آلاف الجنود والمدنيين، أنشأت شركة "آي جي فابرين" الألمانية، مصنعًا لإنتاج المطاط الكيميائي الذي يستخدم لأغراض عسكرية، وكان ذلك بداية تعاون من نوع غريب، بين المؤسسات الأمريكية -أحد أبرز أطراف الصراع في الحرب- وبرلين، العدو الأخطر والأول للحلفاء، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "هآرتس".
وبدأت الحرب العالمية الثانية عام 1939، بين الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، في مواجهة دول "المحور"، بقيادة ألمانيا النازية، والامبراطورية اليابانية.
وصف المراقبون تلك الحرب بأنها أكثر الصراعات العسكرية دموية على مر التاريخ، حيث قُدّر إجمالي عدد ضحاياها بأكثر من 60 مليون قتيل، مثلوا في ذلك الوقت أكثر من 2.5 % من إجمالي تعداد سكان العالم.
وخلال الحرب العالمية الثانية وما قبلها، كان هناك نوع من التعاون الخفي بين الشركات الأمريكية، وألمانيا النازية، وذلك بحسب الصحيفة الإسرائيلية، التي أكدت أن ذلك التعاون جعل برلين مؤهلة اقتصادياً وعسكرياً، لخوض أعنف الحروب على مر التاريخ.
ويقول نادان فيلدمان، الباحث في إحدى الجامعات العبرية، إن شركة "آي جي فابرين"، حصلت على بعض المساعدات من شركة دوبونت للكيماويات، وهي شركة أمريكية، وقعت على اتفاقيات لتصدير المواد الخام للمؤسسة النازية.
وبحسب تصريحات الباحث الإسرائيلي للصحيفة، فإن المساعدات التكنولوجية التي قدمتها دوبونت الأمريكية، لشركة آي جي فابرين، مكّنت ألمانيا من بدء الحرب العالمية الثانية.
دوبونت، كانت مجرد واحدة من حوالي 150 شركة أمريكية لها روابط تجارية مع ألمانيا النازية، حتى قبل بدء الحرب العالمية الثانية.
وكشفت الصحيفة العبرية، أن الشركات الأمريكية قدمت مساعدات كبيرة لألمانيا النازية، من قروض واستثمارات ضخمة، واتفاقيات تعاون، وبناء مصانع في برلين ساهمت في تشكيل "الرايخ الألماني".
ومن بين الشركات التي قدمت الدعم لألمانيا في تلك الفترة، "ستاندرد أويل"، التي مدت النازية بالوقود الذي تفتقر إليه، وجنرال موتورز وآي بي إم، وفورد، التي وفرت المركبات الحديثة، ويونيون بانكينج، التي قدمت قروضًا كبيرة لشراء المعدات.
كتب فيلدمان، أن الأمريكيين ساعدوا في تمويل حياة هتلر السياسية، قائلًا: "التحالف بين الرأسمالية الأمريكية وألمانيا النازية، ساعد هتلر على تنفيذ برنامج للتسلح لم يسبق له مثيل في ذلك الوقت، وجهزه جيدًا لبدء الحرب العالمية التي وقعت فيها محرقة (الهولوكوست)".
وأكد الباحث الإسرائيلي، أنه بدون مساعدات الشركات الأمريكية لألمانيا النازية، لما خاض هتلر تلك الحرب من الأساس، ولم يكن ليتمكن من إعادة تأهيل الاقتصاد الألماني.
وقال: "من الغريب تفسير كيف يمكن لمديري الشركات في الولايات المتحدة، وبعضهم من الرموز الوطنية هناك، أن يقدموا الكثير من المساعدة لهذا العدو القوي، القاسي والمتعصب الذي خاض حرب ضد بلادهم".
ولفتت الصحيفة العبرية، إلى أن الشركات الأمريكية لم تساعد ألمانيا النازية بسبب النظام الرأس مالي الذي سمح لهم بذلك وحسب، ولكن الروابط الأيدلوجية كانت من بين المحركات الأساسية لذلك التعاون "الغريب".
وأكدت أن أحد الشخصيات المهمة المذكورة في بحث فيلدمان، هو رئيس شركة دوبونت، إرين دو بونت، الذي تابع مسيرة هتلر بحماس منذ البداية ودعم نظريات التفوق العنصري.
فيديو قد يعجبك: