وثائق سرية تكشف: مٌقرب لرئيس فنزويلا يروج المخدرات ويساعد حزب الله
كتبت- هدى الشيمي:
هو أحد أقوى قادة الحكومة الفنزويلية، شخص مُتشدد تمكن من إجهاض احتجاجات وواجه المتمردين وكان متواجدًا طوال الوقت إلى جانب الرئيس نيكولاس مادورو، الذي تسبب إعادة انتخابه في أزمة نشبت منذ يناير الماضي، أعلن إثرها زعيم المعارضة خوان جوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد واعترفت به عشرات الدول على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
تقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير مطوّل نشرته على موقعها الإلكتروني، إن طارق العيسمي، أحد أقرب المُقربين من مادورو، كان هدفًا لتحقيقات واسعة النطاق أجرتها وكالات الاستخبارات في بلاده، للكشف عما إذا كانت هناك علاقات تجمعه ببعض الجماعات والتنظيمات الإجرامية.
وفقاً لملف سري عمل عليه عملاء فنزويليون، فإن العيسمي وعائلته ساعدوا مقاتلي حزب الله على التسلل إلى فنزويلا، وعملوا مع تجار مخدرات يُزعم أنهم نقلوا أكثر من 140 طناً من المواد الكيميائية التي يُعتقد أنها اُستخدمت لإنتاج الكوكايين، وهو ما ساهم في أن يغدو أحد أكثر الرجال الأثرياء في بلاده رغم حالة الفوضى وتردي الأوضاع الاقتصادية هناك.
تسود حالة من الانقسام في فنزويلا بسبب الصراع على السلطة المتمثل في تمسك مادورو بالحكم، مع استمرار دعوات زعيم المعارضة جوايدو إلى مواصلة الاحتجاجات ضد الحكومة، إلا أن الوثائق التي حصلت عليها نيويورك تايمز ألقت الضوء على الفجوة الواسعة بين أجهزة الأمن في البلاد، وكشفت عن أن الفساد منتشر في الحكومة، وأنه يصل إلى أعلى المستويات.
ذكرت نيويورك تايمز أن العيسمي، نائب الرئيس السابق والذي يشغل الآن منصب وزير الصناعة في حكومة مادورو، كان محل التحقيقات الأمريكية منذ فترة طويلة، وقد اتهمته محكمة اتحادية في مانهاتن، في مارس الماضي، بالعمل مع تجار ومروجي المخدرات.
والآن كشفت الاستخبارات الفنزويلية، التي تولى العسيمي رئاستها في السابق، عن معلومات وأسرار جديدة متعلقة بالمسؤول البارز وعائلته والتي يبلغ عمرها 10 أعوام، ووضعتها في ملف سري يحتوي على مجموعة من المقابلات التي اُجريت مع مروجي مخدرات ومسؤولين سابقين. وحصلت نيويورك تايمز على الملف السري من أحد مسؤول استخباراتي فنزويلي سابق.
لفتت نيويورك تايمز إلى أن واشنطن صنفت حزب الله الشيعي اللبناني جماعة إرهابية منذ أعوام، وقال مسؤولون أمريكيون إلى أن هناك الجماعة كان لها وجود دائم في أمريكا الجنوبية، حيث ساعدت على غسيل أموال تجارة المخدرات. وفي عام 2008، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على العيسمي، واتهمته بتلقي أموال من حزب الله، ومساعدة أعضائه على الوصول إلى البلد.
ولكن العيسمي ووالده كارلوس زيدان العيسمي، مهاجر سوري، عملوا مع حزب الله وتبادلوا الزيارات بين البلدين، بغرض تسهيل مهمة أعضاء الجماعة في أمريكا الجنوبية.
قال المخبرون لعملاء المخابرات الفنزويليين إن والد العيسمي كان ضالعاً في خطة تدريب أعضاء حزب الله في فنزويلا، بهدف توسيع شبكات المخابرات في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية، وتهريب المخدرات.
وأشار الملف السري إلى أن العيسمي عمل على تنفيذ خطة أبيه باستخدام سلطته في تسهيل تصاريح الإقامة وإصدار وثائق رسمية لمقاتلي حزب الله، من أجل مساعدتهم على البقاء في البلاد.
وفي الوقت نفسه، كان فراس العسيمي، شقيق المسؤول الفنزويلي، يجري معاملات تجارية مع وليد مقلد، تاجر المخدرات سيء السمعة، وأودع حوالي 45 مليون دولار في حسابات بنكية في سويسرا.
تضمن الملف السري شهادات أشخاص تحدثوا عن علاقات العيسمي بحزب الله، وأشاروا إلى الجهود المبذولة لتجنيد المتشددين الذين بإمكانهم تأسيس شبكة للمخدرات والمعلومات عبر أمريكا اللاتينية.
حسب اللمف السري، فإن أحد مصادر المعلومات كان تاجر المُخدرات مقلد، الذي وصف تورط العسيمي في الأمر بـ"الضروري والمحوري" من أجل إتمام المهام.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي يُتهم فيها العيسمي بمساعدة حزب الله ومقلد. أشارت نيويورك تايمز إلى أن مسؤولين امريكيين وفنزويليين كانوا قد اتهموه بأشياء مماثلة، بالرغم من أن المسؤول الفنزويلي البارز قد نفى تورطه مع الجماعات المُسلحة أكثر من مرة.
فيديو قد يعجبك: