يحلم بلقاء صلاح.. شاب مبتور الساق من غزة واجه اليأس بكرة القدم

كتب – محمد الصباغ:

في وقت كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلن على الهواء مباشرة قراره بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، كان شاب فلسطيني في العشرين من العمر يحيط به أصدقاءه ولا يعرف سبب الصدمة على وجوههم.

كانوا على بعد 400 متر من الأسلاك الفاصلة بين المستوطنات الإسرائيلية وقطاع غزة، وتحديدًا يوم الرابع عشر من مايو في العام الماضي.

لم يفهم الشاب بهاء سبب الصدمة على وجوه أصدقاءه، لكن سرعان ما رأى ساقه مفصولة عن جسده وهو غارق في الدماء.

خلال هذا اليوم قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي حوالي 60 فلسطينيًا وأصاب أكثر من 2000 آخرين تظاهروا ضد قرار البيت الأبيض.

شعر بهاء بأنه لم يفقد ساقه فقط، بل كل مستقبله. لكن وبحسب تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية، تسلل الأمل إلى قلب بهاء مع كرة القدم، حينما تواصل معه فريق كرة القدم لمبتوري الأطراف في غزة.

وقال بهاء للصحيفة: "شعرت بالإحباط والقلق بسبب عدم قدرتي على العمل". وأضاف: "قبل الإصابة كانت كرة القدم مهمة جدا لي واعتقدت أنني لن ألعب مرة أخرى".

كان متشككًا حينما تلقى الدعوة للمرة الأولى في الفريق، وتابع الحديث من ملعب التدريب في دير البلح: "كان علي التعلم من جديد كل شيء، كنت أتعلم كل الأساسيات مرة أخرى مع استخدام العكاز".

تأسس اتحاد كرة القدم لمبتوري الأطراف في غزة قبل أشهر قليلة من إصابة بهاء، وكانت أول حصة تدريبية في 30 مارس من العام الماضي.

يواجه جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي اتهامات من الأمم المتحدة بارتكاب جرائم حرب، وذلك بسبب إطلاق النار على الحشود. وتدافع تل أبيب عن نفسها بأنها تواجه مظاهرات عنيفة تهدد المدنيين الإسرائيليين.

وخلال العام الماضي الذي شهد انطلاق مسيرات العودة الكبرى على حدود قطاع غزة، أصيب حوالي 7 آلاف فلسطيني بالرصاص الحي من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفقد 120 فلسطينيًا أطرافًا بينهم 20 طفلًا.

على ملعب التدريب تحدث بهاء عن أن كرة القدم جعلت حياته تعود مرة أخرى إلى طبيعتها. يمتلك الآن قدمًا صناعية وعاد إلى عمله مجددًا بعدما استعاد قوته بسبب تدريبات كرة القدم.

يتمنى بهاء الفلسطيني أن يلعب كرة القدم على المستوى الدولي، وأيضًا قال: "حلمي هو مقابلة محمد صلاح لاعب ليفربول".

وبدأت فلسطين بالفعل في إجراءات الانضمام للاتحاد الدولي لكرة القدم لمبتوري الأطراف، والتي تضم 46 دولة.