ترامب يتوقع استقبالا خاصا في اليابان... وليس اتفاقية تجارية
طوكيو - (د ب أ):
تستعد اليابان لاستقبال الرئيس الأمريكية دونالد ترامب بحفاوة عندما يأتي إلى البلاد التي تمثل حليفا رئيسيا للولايات المتحدة الاسبوع المقبل، كأول ضيف دولة يزور اليابان منذ اعتلاء الإمبراطور ناروهيتو العرش في الأول من شهر مايو الجاري.
وترامب وقرينته ميلانيا مدعوان خلال الزيارة التي تبدأ السبت المقبل، الخامس والعشرين من مايو لمدة أربعة أيام، إلى مأدبة رسمية بالقصر الإمبراطوري، يستضيفها الإمبراطور ناروهيتو والإمبراطورة ماساكو.
ومن المقرر إجراء محادثات بين ترامب ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي يوم الاثنين المقبل، اليوم الثالث من الزيارة، ويتوقع أن تتصدر المسألة النووية لكوريا الشمالية والشؤون التجارية جدول أعمال المحادثات.
وليس غريبا أن يسعى ترامب إلى إبرام اتفاقية تجارية سريعة مع آبي، الذي رشح الرئيس الأمريكي لنيل جائزة نوبل للسلام، بحسب مزاعم ترامب نفسه. كما اشترى آبي مزيدا من المعدات العسكرية من الولايات المتحدة.
ويقول المحلل السياسي مينورو موريتا في طوكيو، إنه في الوقت الذي يمتد فيه أجل المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، يريد ترامب "إبرام صفقة مع اليابان في أقرب وقت ممكن" من خلال دفع طوكيو إلى القبول بتطبيق خفض للرسوم الجمركية التي تفرضها اليابان على واردات البلاد من المنتجات الزراعية الأمريكية.
ولطالما انتقد ترامب طوكيو منذ وصوله إلى البيت الأبيض بسبب الفائض المزمن في الميزان التجاري بين البلدين لصالح اليابان.
وقال وزير الزراعة الأمريكي سوني بيردو في واشنطن في إبريل الماضي إن بلاده تريد "ربما ليس نوعا شاملا من التفاوض التجاري الثنائي، ولكن بالتأكيد نوعا يغلق القضايا الزراعية التي تقلقنا بشدة، واعتقد أننا نستطيع الحصول على ذلك سريعا، والأمل معقود أن يكون ذلك بحلول موعد زيارة الرئيس (ترامب) لليابان."
ويرى موريتا أن آبي، الذي طالما تعرض لانتقادات في بلاده بسبب تودده وتملقه لترامب، يريد إبرام اتفاقية مع الولايات المتحدة بعد انتخابات مجلس المستشارين (مجلس الشيوخ) المقررة في شهر يوليو المقبل.
ويضيف: "اتوقع أن يقبل آبي في نهاية المطاف طلب الولايات المتحدة بعد الانتخابات."
ويشار إلى أن إدارة الرئيس ترامب مدفوعة إلى إبرام اتفاقية تجارية مع اليابان في ظل الضرر الذي لحق بالمزارعين وأصحاب المزارع الأمريكية في أعقاب دخول اتفاقيتين تجاريتين حيز التنفيذ في الأونة الأخيرة: الصيغة المعدلة لاتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ والتي تضم 11 دولة، واتفاقية التجارة الحرة بين اليابان والاتحاد الأوروبي.
وكان الرئيس الأمريكي أعلن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ بعد وقت قصير من توليه مهام منصبه في يناير عام 2017.
وقال وزير الزراعة الأمريكي بيردو إن الولايات المتحدة تريد أن "تُعامل بنفس الطريقة التي تعاملون بها عشر دول أخرى في اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، وأيضا دول أوروبا بمقتضى الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي".
كما كان هناك خلاف بين واشنطن وطوكيو فيما يتعلق بالتجارب الصاروخية الأخيرة التي أجرتها كوريا الشمالية، وبينها صواريخ باليستية.
فقد أعربت اليابان عن احتجاجها لدى بيونج يانج على هذه الاختبارات الصاروخية التي تمت في التاسع من شهر مايو الجاري، في حين قال ترامب إنه يرى أن التجارب "لا تُقوّض الثقة" في زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون.
ولا يزال ترامب حريصا على لقاء كيم لمرة ثالثة أملا في إحراز تقدم بشأن نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية بعدما انتهت القمة الثانية بين الرئيسين والتي عقدت في هانوي عاصمة فيتنام في فبراير الماضي، بشكل مفاجئ ودون التوصل لأي نتائج تذكر.
ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الأمريكي أثناء زيارته لطوكيو أسر مواطنين يابانيين اختطفتهم كوريا الشمالية خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كما فعل في عام 2017.
أما آبي الذي اكتسب شعبية بفضل انتقاده الحاد لبيونج يانج على خلفية مسألة الاختطاف، فهو يقول الآن إنه يرغب في عقد لقاء مع كيم لتسوية هذه القضية. ويرى محللون إن رئيس الوزراء لا يزال يعتمد على واشنطن في هذا الصدد.
ومن المقرر أن يشارك ترامب وآبي في مباراة جولف، كما سيشاهد الاثنان مباراة لمصارعة السومو التقليدية في طوكيو ثاني أيام الزيارة، حيث يتوقع أن يقدم الرئيس الأمريكي جائزة للفائز.
ويلتقي ترامب وزوجته ميلانيا الإمبراطور الجديد ناروهيتو والإمبراطورة ماساكو في القصر الجمهوري في اليوم التالي.
وهذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها الرئيس ترامب لليابان منذ نوفمبر من عام 2017. ومن المقرر أن يزور الرئيس الأمريكي البلاد في يونيو المقبل للمشاركة في قمة مجموعة العشرين التي تعقد بمدينة أوساكا، غربي اليابان.
فيديو قد يعجبك: