لبنان: انطلاق مراسم دفن البطريرك الماروني السابق نصر الله صفير
بيروت - أ ش أ
انطلقت في تمام الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم، في لبنان، مراسم دفن استثنائية وغير مسبوقة لجثمان البطريرك الماروني السابق الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، الذي توفي فجر الأحد الماضي عن عمر يناهز 99 عاما، وذلك بحضور رسمي وشعبي كبير.
وتقدم الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الوزراء سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الحضور إلى ساحة البطريركية المارونية في (بكركي) . كما حضر معظم أعضاء مجلسي الوزراء والنواب، وقادة الأحزاب والتيارات السياسية اللبنانية، عدا حزب الله الذي لم يشارك في المراسم مكتفيا بإيفاده وفدا قبل يومين من مكتبه السياسي لتقديم العزاء.
وحضر مراسم الدفن الرئيسان اللبنانيان السابقان أمين الجميل وميشال سليمان، إلى جانب رؤساء الوزراء السابقين، وزعماء ورؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية اللبنانية كافة.
كما حضر سفراء الدول العربية والأجنبية، ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان مبعوثا خاصا عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والسفير السعودي وليد بخاري ممثلا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان، وموفد خاص عن الملك عبد الله الثاني ملك الأردن.
وخرج الجثمان محمولا على أكتاف الكهنة والمطارنة من كنيسة (سيدة الانتقال) بالقرب من مقر البطريركية المارونية، في نعش خشبي بسيط غير متكلف، بدلا من النعش الاستثنائي الذي صنعه النحات اللبناني رودي رحمة من أغصان شجر الزيتون وصخور من الصرح البطريركي، والذي كان يحمل على رأسه صورة وجه البطريرك "صفير" منحوتة على الصخر، وهو النعش الذي كان نقل فيه الجثمان من المستشفى التي توفي بها إلى بكركي.
وامتلأت المقاعد في ساحة البطريركية المارونية، والبالغ عددها نحو 8600 مقعد، بالحضور من المواطنين اللبنانيين والوفود التي حرصت على المجيئ للمشاركة في مراسم الدفن، وحملوا أعلام لبنان وصور البطريرك الراحل.
وعلى مدى قرابة 10 دقائق، شق النعش الذي يحمل جثمان البطريرك الراحل نصر الله صفير، الطريق محمولا على الأكتاف في المسار المعد له بين حشود اللبنانيين، الذين حرصوا على الوقوف احتراما له كما صفقوا تعبيرا عن محبتهم، إلى أن تم وضعه في الموضع المخصص له حتى يتم تلاوة الصلوات إيذانا ببدء مراسم الدفن التي ترأسها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي.
والبطريرك صفير من مواليد مدينة كسروان بمحافظة جبل لبنان في 15 مايو 1920 . وانتخبه مجلس المطارنة الموارنة بطريركا في 19 أبريل 1986 ، وهو البطريرك الـ 76 في سلسلة البطاركة الموارنة.
وتقدم البطريرك صفير مطلع عام 2011 باستقالته، طالبا إعفاءه من المهام البطريركية، وذلك جراء التقدم بالعمر، ليتم في 15 مارس من نفس العام انتخاب المطران بشاره الراعي خلفا له.
وعرف عن البطريرك الراحل موقفه المناهض لسلاح حزب الله، معتبرا أن سلاح الحزب غير شرعي ويمثل تهديدا كبيرا للبنان وشعبه بأكمله وليس اللبنانيين المسيحيين وحدهم.
ومن أبرز مواقف البطريرك صفير السياسية مبادرته إلى تأييد وثيقة الوفاق الوطني (اتفاق الطائف) الذي أبرم أواخر عام 1989 برعاية من المملكة العربية السعودية، وأنهى الحرب الأهلية اللبنانية الدامية التي استمرت من 1975 وحتى مطلع 1990 .
كما رعى البطريرك الماروني الراحل مصالحة الجبل مع الزعيم السياسي الدرزي وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، والتي توجت بزيارة صفير إلى الجبل في أغسطس عام 2001 لتطوي صفحة من التهجير والاقتتال العنيف بين المسيحيين الموارنة والدروز فيما عُرف بحرب الجبل والتي مثلت أحد الفصول الدموية للحرب الأهلية اللبنانية.
وكان البطريرك الراحل من الرافضين للوجود السوري في لبنان، حيث دعا في عام 2000 إلى خروج القوات السورية من لبنان، معتبرا أن الوجود السوري ينتقص من السيادة اللبنانية.
كما كان البطريرك صفير من الداعمين بقوة للتظاهرات الحاشدة التي أعقبت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، فيما عُرف بـ "ثورة الأرز".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: