نيويورك تايمز: البيت الأبيض يبحث إمكانية تحرك عسكري ضد إيران
كتبت- هدى الشيمي:
سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران في الآونة الأخيرة، مُشيرة إلى أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون لعب دورًا كبيرًا في وصول الأزمة إلى ما هي عليه الآن.
وذكرت الصحيفة، في تقرير مطوّل على موقعها الإلكتروني، أن بولتون يعد أكثر أفراد الإدارة الأمريكية تشددًا إزاء إيران، وكان قد دعا الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش إلى مواجهة طهران، وهو ما تجاهله بوش قبل أكثر من عقد من الزمن.
حسب نيويورك تايمز فإنه من غير المؤكد ما إذا كان ترامب الذي قرر تخفيض عدد القوات الأمريكية في سوريا وأفغانستان، سوف يقرر في نهاية المطاف إعادة أعداد كبيرة وضخمة من القوات إلى الشرق الأوسط لمواجهة إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة ترامب تدرس إرسال 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط إذا هاجمت إيران قوات أمريكية، أو سرّعَت العمل على إنتاج أسلحة نووية، بحسب مقترح من القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان.
وكان ترامب قد صرّح من قبل بإن الولايات المتحدة تترقب ما سوف يحدث مع إيران، وقال: "إذا فعلوا أي شيء، سوف يكون خطأ كبير للغاية".
قالت نيويورك تايمز إنه منذ أن أصبح جون بولتون مستشار الأمن القومي في أبريل العام الماضي، عمل على إقناع إدارة ترامب بالتعامل بطريقة أكثر قسوة وتشدد مع إيران والضغط عليها وعزلها. ذكرت نيويورك تايمز إلى أن عداء بولتون لإيران يعود إلى سنوات ماضية عندما كان مسؤولاً في إدارة بوش، وكان دائماً يدعو إلى شنّ هجوما عسكرياً على إيران وتغيير النظام.
هناك انقسامات حادة في الإدارة الأمريكية حول كيفية التعامل مع إيران، في وقت تتصاعد فيه حدة التوترات بشأن سياسة إيران النووية ونواياها في الشرق الأوسط.
حسب الصحيفة الأمريكية، فإن الخطط التي يجرى مناقشتها الآن بشأن تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط استعدادًا لمواجهة إيران ليست جديدة من نوعها، كذلك لا تعد هذه المرة الأولى التي يسعى فيها جون بولتون إلى التعامل مع طهران بطريقة عسكرية.
نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين بارزين أن الخطط لا تزال في مرحلة أولية للغاية، مؤكدين أن إيران باتت تشكل تهديداً كبيراً للغاية. فيما شدد آخرون على ضرورة العثور على حل دبلوماسي لإنهاء الأزمة.
من جانبهم، قال الحلفاء الأوروبيون الذين التقوا بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس الاثنين، إنهم قلقون من أن التوترات بين واشنطن وطهران قد تتفاقم، وربما من غير قصد.
جرت مراجعة خطط وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" للتعامل مع ما اعتبروه استفزاز إيراني خلال اجتماع حول سياسة واشنطن إزاء طهران، عُقد منذ أيام مع مجموعة من أعضاء إدارة ترامب بعد أن حصلوا على معلومات استخباراتية جديدة تشير إلى أن إيران تقوم بتعبئة مجموعات بالوكالة في العراق وسوريا لمهاجمة القوات الأمريكية.
وكإجراء وقائي، نقل البنتاجون حاملة الطائرات والقاذفات بي 52 والبطاريات وغيرها من الأسلحة إلى منطقة الخليج.
حسب نيويورك تايمز فإن خطة البنتاجون السابقة للحرب ضد إيران تضمنت بعض معلومات عن مجموعة سرية تسمى نيترو زيوس، وهي شبكة إلكترونية دعت إلى فصل الكهرباء عن المدن الإيرانية الرئيسية، وعن الجيوش. وكانت الفكرة من هذه الخطة هي شل إيران في الساعات الأولى من أي صراع، على أمل أن تفادي اسقاط قنابل أو شن هجوم تقليدي.
وقال مسؤولان أمريكيان أن هذه الخطة تم تحديثها باستمرار خلال السنوات الأخيرة. مع ذلك، ترى نيويورك تايمز أن حتى الهجوم الإلكتروني دون إلقاء قنابل يحمل مخاطر كبيرة، خاصة وأن إيران تعكف على تطوير برنامجها لمكافحة القرصنة حتى يمكنوا من ردع أي هجمات إلكترونية تشنها الولايات المتحدة ضدهم.
فيديو قد يعجبك: