إعلان

الحركة الإسلامية في السودان: صعود بانقلاب ثم طرد من السلطة (س / ج)

09:29 م الإثنين 29 أبريل 2019

ارشيفية

كتب – محمد عطايا:

تشارك الحركات الإسلامية في الدول العربية، بدور لا بأس به في السلطات التشريعية والتنفيذية، حتى إنها وصلت في السودان إلى سدة الحكم، بعد انقلاب قاده حسن الترابي، زعيم الجبهة الاسلامية القومية، في العام 1989.

وضع الانقلاب الرئيس المعزول عمر البشير على رأس السلطة التنفيذية في السودان، لتصعد معه الحركة الإسلامية إلى مرتبة لم تصلها في دول أخرى تقريبًا.

ولولا تشتت الحركة الإسلامية في نهاية التسعينيات، وانفراقها لحزبين "المؤتمر الوطني، والمؤتمر الشعبي، لأصبحت في مأزق حقيقي بعد الإطاحة بالبشير وإلقاء القبض عليه، خاصة بعدما صب الشعب غضبه على حزب المؤتمر الوطني، المنتمي له الرئيس المعزول.

بدأت الحركة الإسلامية في السودان في الأربعينيات، واستمرت في الصعود حثيثًا، واندمجت في الحياة السياسية حتى وصلت لقمة الحكم.

متى بدأت الحركة الإسلامية في السودان؟

في أربعينيات القرن الماضي، أرسل حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية في مصر، معاونيه إلى السودان، الذين وضعوا حجر الأساس للحركة الإسلامية في الخرطوم.

تأسست جماعة حركة التحرير الإسلامي في مارس العام 1949، بعدما أصدر بابكر كرار، ومحمد يوسف محمد، بيانًا أعلنوا فيه التأسيس، وكان نشاطها في تلك الفترة ينحصر في تنظيمات طلابية، وذلك وفقًا لما ذكرته الصفحة الرسمية "للحركة الإسلامية" على فيس بوك.

وعرفت الحركة بعد ذلك باسم جبهة الميثاق الإسلامي في الفترة 1965 - 1969م، كما عرفت في الجامعات باسم "الاتجاه الإسلامي"، وفي الفترة من م1985 حتى 1999، اختارت اسم الجبهة الإسلامية القومية، وفي جميع الحالات كانت الحركة الإسلامية " الإخوان المسلمون " هي النواة الأساسية لهذه التجمعات .

كيف انخرطت الحركة في الحياة السياسية؟

لجأت الحركة الإسلامية للتحالفات مع الأحزاب والكتل الوطنية الكبيرة، والدخول في معارك عسكرية، وتحالفت مع نظام الرئيس جعفر النميري قائد الإنقلاب في الستينيات.

وقادت الحركة الإسلامية في السودان مع الرئيس المعزول عمر البشير، انقلابًا في العام 1989، وضعت على إثره الأخير في رأس السلطة في الخرطوم.

أسس البشير وأعوانه عقب توليه السلطة، حزب المؤتمر الوطني، في العام 1991، وتولت أطول فترة حكم للإسلاميين في السودان، والمحيط الإقليمي.

لماذا حدثت انشقاقات واختلافات سياسية؟

بعد تولي البشير السلطة في السودان، جاءت فترة وضعت الدولة فيها يدها على حسابات البنوك والودائع، وتطبيق قانون النظام العام الذي استهدف مراقبة السلوك العام بما يتماشى مع فهم القائمين عليه لضوابط السلوك في الفقه والشريعة، ما أدى إلى جدل ورفض شعبي أدى في النهاية إلى إلغاء القانون.

وكانت كبرى الإشكالات بحسب صفحة "الحركة الإسلامية" على فيس بوك، تمثلت في ازدواجية القيادة ما بين قيادة معلنة بقيادة الرئيس البشير وقيادة باطن بقيادة الشيخ حسن الترابي، القيادي في الحركة الإسلامية، وأدت ازدواجية القيادة إلى الانشغال عن المؤسسية والشورى ثم إلى انشقاق الحركة الإسلامية ابتداء من عام 1999م.

في ذلك العام، انشق حسن الترابي عن حزب المؤتمر الوطني، وأسس حزب المؤتمر الشعبي، واعتبر نفسه حزبًا معارضًا للحكومة السودانية.

ما موقف الحركات الإسلامية من التظاهرات؟

المؤتمر الوطني

لا يزال المؤتمر الوطني متشبثًا بغرس وجود له في السودان، خاصة بعدما طالبت بعض قياداته بالإفراج عن البشير، وأكدت رفضها بيان وزير الدفاع عوض بن عوف الذي أطاح بالرئيس، ووضعه قيد الإقامة الجبرية، وتعطيل الدستور، وحل الحكومة.

المؤتمر الشعبي

في المقابل، يحاول حزب المؤتمر الشعبي حاليًا اتخاذ موقف الثوار، ومواكبة الحراك الشعبي المستمر منذ ديسمبر الماضي.

وقال نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي بشير آدم رحمة إن الجيش السوداني أقدم على تحركاته الأخيرة بناءً على رغبة المتظاهرين، الذين بدلاً من توجههم للاحتجاج أمام القصر الجمهوري تجمهروا أمام مقرات القوات المسلحة كنوع من الاعتراف بقدرات الجيش.

وأكد رحمة، في تصريحات لـ"مصراوي"، أن إقالة البشير نقطة إيجابية لأنه نظام لم يعرف سوى المراوغة والتلاعب، ولم ينفذ كلمة مما وعد، خاصة عندما خرج بتوصيات مؤخرًا كان من الممكن أن تحل المشكلة السودانية، لكنه فضل المراوغة، وذلك منذ العام 2014 حتى اليوم.

وأضاف أن المؤتمر الشعبي كان يهدف للتغيير المدني، إلا أن المتظاهرين اختاروا تدخل الجيش، لافتًا إلى أن مدة سنتين انتقال للسلطة طويلة للغاية، وكان الأفضل سنة واحدة، لأن الغاية نظام مدني وليس عسكري.

الإخوان المسلمون

أما الضلع الثالث للحركة الإسلامية في السودان، المتمثلة في جماعة الإخوان المسلمين، فتعمل من وراء ستار، لأن الشعب هناك، بحسب طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، لفظها بعدما تعلم من التجربة المصرية.

وأكد فهمي، في تصريحات لـ"مصراوي"، أن الحركة الإسلامية لم تنته من السودان أو المنطقة، ولم تفقد تأثيرها بالكامل أيضًا، كما أن رموزها لا تزال باقية رغم رحيل البشير، لكنها تعاني من حالة اضطراب وتشتت، وأن ما يثار حاليًا هو دورها في المستقبل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان