إعلان

"الإسلام السياسي يمثل تهديدًا".. هل تغذي تصريحات ماكرون الإسلاموفوبيا؟

10:09 م الجمعة 26 أبريل 2019

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

كتب – محمد عطايا:
شعارات معادية للمسلمين على جدران المساجد، والمدارس والمنشآت العامة، وصيحات هجائية "عُد إلى بلادك" يتم تردديها ليلًا ونهارًا في وجه المسلمين، تكشف عن تنامي "الإسلاموفوبيا" في باريس، ما جعل البعض متخوفين من تغذية تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون الأخيرة، من ظاهرة العداء ضد المسلمين في فرنسا، خاصة بعد تنامي فكر اليمين المتطرف في أوروبا.

ماذا قال ماكرون؟

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن الإسلام السياسي يمثل تهديدًا ويسعى للانعزال عن الجمهورية الفرنسية.
وتابع ماكرون، أن فرنسا ستشدد الرقابة على عمليات التمويل التي تأتي من خارج فرنسا للجماعات تعتنق فكرًا متطرفًا، وسيتم التعامل معها على أنها تهديد.

وأكد الرئيس الفرنسي، في خطابه الخميس الماضي، على عدة نقاط أهمها أن قانون 1905 بشأن فصل الدولة عن الدين سيبقى ركيزة للمجتمع، كما أكد ماكرون أنه يريد تسهيل آليات اللجوء إلى الاستفتاء الشعبي.
وقال ماكرون: "نريد تسهيل آلية الاستفتاء الشعبي"، مضيفًا أن هناك اعتماد لشكل جديد من اللامركزية ابتداءً من عام 2020، وأنه ينبغي السماح للمواطنين بإطلاق استفتاءات سياسية من خلال تقديم التماسات، وذلك في تنازل جزئي لأحد المطالب الرئيسية للمحتجين من ذوي "السترات الصفراء".

"الإسلام السياسي" في فرنسا

انتشر الإسلام السياسي في فرنسا، وتنامى على يد جماعة "الإخوان المسلمين"، التي حصلت على التمويل من قطر وتركيا، وشكلت منصات على الإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي، تستهدف استدراج الشباب الساخطين على سياسية فرنسا، وذلك وفقًا للباحثة في الشؤون الأمنية، إيرينا تسوكرمان.
وأضافت إيرينا -في تصريحات لـ"مصراوي"- أن قطر قامت ببناء عدد من المساجد في فرنسا، وجندت أئمة للإشراف عليها بشكل غير مباشر، وساهمت في توجيه المسلمين وفقًا للسياسات التي وضعتها جماعة الإخوان المسلمين المصنفة كجماعة إرهابية في مصر.
أيضًا، تتحرك بعض الجماعات ذات التأثير المحدود، بينها تنظيمات إرهابية ومتطرفة، مثل "داعش والقاعدة" لجذب الشباب في فرنسا، وتنفيذ أجندات تخدم مصالحها، وذلك وفقًا لوسائل إعلام فرنسية.

تاريخ الإسلاموفوبيا في فرنسا

خلال عام 2015؛ لوحظت زيادة كبيرة في الهجمات ضد العرب والمسلمين في فرنسا، حيث تم تسجيل 230 اعتداءً بين قتل وحرق وضرب وطرد، وأصبح مشهد حرق المصاحف الجوامع متكررًا فى العديد من الشوارع والمناطق الفرنسية.
وتنامي العداء ضد المسلمين، في ذلك العام، يمكن أن يكون سببه ليس هجمات داعش وحسب، ولكن بعض الإجراءات التي اتخذتها فرنسا قبل ظهور التنظيم الإرهابي، وذلك وفقًا لتقارير إعلامية.

ويقول عبدالعزيز تشامبي، رئيس ومؤسس التنسيق لمكافحة العنصرية وكراهية الإسلام في فرنسا، في تصريحات صحفية، إن فرنسا اتخذت موقفًا عدائيًا تجاه المسلمين والإسلام منذ أن بدأت أولى قضايا الحجاب في فرنسا عام 1989.
ومنذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر، كرر كبار المسؤولين بمن فيهم عمدة نيس، وصف المسلمين بالطابور الخامس.
كما حظرت فرنسا ارتداء الحجاب في المدارس العامة في عام 2004، وأعقبها حظر في المدارس الخاصة، في خطوة كانت مصدرًا للسخط في البلاد.

وعام 2011؛ حظر نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي حينها، ارتداء السيدات للنقاب، ما أثار جدلًا واسعًا.
كما حظرت الحكومة الفرنسية ارتداء ملابس بوركيني للنساء المسلمات. وأيدّ هذه الخطوة رئيس الوزراء في ذلك الوقت مانويل فالس.
أيضًا، أصبح اليمين المتطرف قوة في أوروبا، وبخاصة فرنسا مؤخرًا، منتشرًا بشكل كبير، وتحول إلى مصدر لإلهام الحركات الأخرى في القارة العجوز والعالم.
وظهر في التظاهرات الأخيرة للسترات الصفراء، لافتات عدائية للأقليات في فرنسا، من المسلمين واليهود والطوائف الأخرى، فضلًا عن بعض الحوادث الفردية المنسوبة لليمنيين مثل كتابة عبارات مسيئة على المساجد.

هل يزيد ماكرون من تنامي الإسلاموفوبيا؟

"ماكرون كان ماهرًا في ترويض كلماته"، هكذا وصفت إيرينا تسوكرمان تصريحات الرئيس الفرنسي، مؤكدة أنه وجه لومه وانتقاده للإسلاميين الذين يستخدمون الدين لأغراض سياسية عداونية، وليس "المسلمين العاديين".
وأضافت أن ماكرون ربما فرق الإسلام السياسي والتنظيمات المتطرفة والإرهابية، عن المسلمين المؤمنين بالعقيدة، لأن وسائل الإعلام غالبًا ما تخلط بين الأمرين، وهو ما سبب صورة ذهنية سيئة عن الديانة.
وأكدت الباحثة في الشؤون الأمنية، أن هناك خوف عام في فرنسا من الإسلام ككل، نتيجة الخلط الخاطئ بين اتباع الديانة، والمتطرفين الذين حرفوا النصوص.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان