الصين و"طريق الحرير".. ماذا نعرف عن مبادرة ربط العالم القديم؟
كتبت- هدى الشيمي:
أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ في كلمة ألقاها الجمعة في بكين على هامش القمة الثانية لمبادرة "طرق الحرير الجديدة"، تأييده لإقامة مشاريع "تتسم بالشفافية" و"قابلة للاستمرار".
ويواجه شي جينبينغ اتهامات بعدم الشفافية في المبادرة، وهي مشروع ضخم للاستثمار في البنية التحتية في دول من قارات العالم القديم الثلاث: آسيا وأوروبا وأفريقيا.
في كلمة أمام رؤساء حوالي 37 دولة وحكومة من بينهم الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعهد الزعيم الصيني بعدم التسامح مع أي فساد في إطار هذا المشروع الذي أطلقه ويواجه اتهامات بعدم الشفافية في بعض الأحيان.
واجه شي بعض الانتقادات والاتهامات بأنه يُشجع الشركات المتمركزة في الصين، ونصب "فخ من الديون" للبلدان التي تستفيد من قروض تمنحها المصارف الصينية.
وتتعامل مُعظم دول أوروبا الغربية مع المبادرة الصينية بنوع من الحذر، لذا اكتفت بمُمثلين عنها ووزراء، ولم تُرسل الولايات المتحدة من يمثلها في القمة. فيما يُمثل فرنسا وزير خارجيتها جان إيف لودريان، كما يشارك رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي في فعاليات المُنتدى الذي بدأت فعاليته أمس ومن المقرر أن تنتهي غدًا، إذ تعد إيطاليا أول دولة من مجموعة السبع تشارك في المشروع.
ما هي مبادرة طرق الحرير الجديدة؟
أطلقت الصين مبادرتها في عام 2013، واسمها الرسمي "مبادرة الحزام والطريق" إلا أنها حملت اسم "طريق الحرير" إشارة إلى شبكة الطرق البرية والبحرية التي ربطت بين الصين وأوروبا مرورًا بالشرق الأوسط، والتي تعدى طولها 10 آلاف كيلومتر، ويعود تاريخها إلى نحو القرن الثاني قبل الميلاد.
وتشمل المبادرة حزمة من التمويل الصيني لمشاريع بنية تحتية في أرجاء العالم لا سيما الدول النامية في أفريقيا وآسيا، والهدف منها تسريع وصول منتجاتها إلى الأسواق العالمية، وتعزيز التعاون الاقتصادي وإعادة إنشاء شبكة الممرات البحرية القديمة لخلق طريق الحرير البحري لتعزيز الربط الدولي ودعم حركة التجارة.
وأوضح تشياو ويمينغ، المسؤول الصيني المكلف بالبرنامج، أن بكين استثمرت منذ إطلاق المبادرة، ثمانين مليار يورو في مشاريع متنوعة بينما قدمت المصارف الصينية قروضا تتراوح قيمتها بين 175 و265 مليار دولار.
ومن المُقرر تأسيس مجموعة من المشاريع الضخمة على طريق الحرير الجديد، والتي من ضمنها سكة حديد موسكو كازان السريع، سكة حديد خورغوس أكتاو، سكة حديد الصين أوزباكستان قزغيرستان، سكة حديد تايلاند الصين، إضافة إلى طريق غرب الصين غرب أوروبا السريع، طريق الصين باكستان السريع.
ما دور مصر في المبادرة؟
وافق الرئيس عبدالفتاح السيسي على الانضمام إلى المبادرة في عام 2016 خلال لقاء جمع بينه ونظيره الصيني في القاهرة، أي بعد 3 أعوام من إطلاقها.
وقال السيسي، خلال مأدبة جمعته مع الرئيس الصيني وقتذاك: "إن القاهرة سوف تستجيب بنشاط لطلب الصين بإحياء طرق الحرير ورحب بالمزيد من الاستثمارات الصينية في بناء مصر الجديدة".
وأشار السيسي إلى أن مصر ستعمل مع الصين من أجل تحقيق مصالح مشتركة وتنمية مستقبلية.
ما موقف الولايات المتحدة؟
تحاول الولايات المتحدة عرقلة الجهود الصينية والتصدي لمحاولاتها لتأسيس المشاريع. أفادت تقارير إعلامية أن واشنطن اتخذت خطوات نحو إنشاء تكتل عالمي جديد للسيطرة على الطرق والمنافذ الدولية، لمواجهة طريق الحرير الصيني.
أدانت واشنطن انضمام إيطاليا إلى المبادرة، وقال متحدث باسم وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو: "لا نزال نشعر بالقلق إزاء التعتيم والاستدامة"، مضيفا: "حتى في الاقتصادات المتقدمة، يمكن أن تتعرض الاستثمارات الموجهة من قبل الدولة للفساد".
تبادلت الولايات المتحدة والصين انتقادات حادة خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، مارس الماضي، بشأن "طرق الحرير الجديدة"، إذ انتقد السفير الأمريكي بالوكالة لدى الأمم المتحدة جوناثان كوهن الجمعة مطالبة الصين بذكر هذه المبادرة في نص القرار "على الرغم من علاقاتها المحدودة جدا مع أفغانستان، ومشكلاتها المعروفة المتعلقة بالفساد والمديونية والإضرار بالبيئة وقلة الشفافية".
ومن جانبه أكد مساعد السفير الصيني لدى الأمم المتحدة وو هايتاو أنها مبادرة تعاون اقتصادي تهدف إلى تحقيق النمو والازدهار للمشتركين، ولا علاقة لها إطلاقا بالاعتبارات الجيوسياسية.
فيديو قد يعجبك: