بعد الأحد الدامي في سيريلانكا.. لماذا يستهدف داعش الكنائس؟
كتبت- هدى الشيمي:
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هزيمة تنظيم داعش والقضاء عليه في سوريا والعراق بأحد أهم الانجازات التي حققها خلال فترة رئاسته، فيما ترى مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن أن الأحداث الدامية التي شهدتها سيرلانكا، الأحد الماضي، تؤكد أن التنظيم الإرهابي لا يزال يُشكل تهديداً حقيقياً للعالم، وربما يرجع هذا جزئياً إلى عودة مقاتليه وأعضائه إلى أوطانهم.
أعلن داعش، أمس الثلاثاء، مسؤوليته عن التفجيرات التي استهدفت عددًا من الكنائس والفنادق في البلاد، والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 300 شخصًا. وفي مقطع الفيديو الذي نشره التنظيم الإرهابي يظهر 8 أشخاص زعم تنظيم داعش أنهم منفذو التفجيرات، 7 منهم ملثمون لإخفاء هوياتهم في حين يتوسطهم رجل غير ملثم، تم التعرف عليه واسمه زهران هاشم.
ترى فورين بوليسي أن تركيز داعش على استهداف الكنائس يعد أحد أساليبه الخاصة في رسم هويته، التي يحاول استخدامها لكي يكون مميزاً ومختلفًا عن غيره من التنظيمات والجماعات الإرهابية.
ولفتت المجلة إلى أنه في أعقاب الهجوم الإرهابي على مسجدي نيوزيلندا دعا تنظيم القاعدة أتباعه إلى السعي للانتقام، ولكنه شدد على تجنب استهداف دور العبادة، على النقيض كان داعش الذي كثف هجماته الإرهابية على الكنائس ودور العبادة المختلفة.
اتبع داعش الأسلوب نفسه في الكشف عن هويته بعد تنفيذ هجماته الإرهابية في سريلانكا، والذي بدأ بتبني الأمر ثم نشر مقطع فيديو يوضح فيه كيف نفذ أحد أكثر عملياته وحشية خارج حدود سوريا والعراق، والتي حاول من خلالها إثبات قدرته على تنفيذ هجمات وحشية في جميع أنحاء العالم، حسبما أوضحت المجلة.
ربما يكون هذا ما يجعل داعش مُختلفاً عن غيره من التنظيمات الإرهابية، قال مايكل سميث، مُحلل إرهاب، إن التنظيم لا يزال يعمل على التأكيد على أنه أكثر الجماعات الإرهابية فتكاً في العالم، وأن ما يستطيع القيام به يفوق كل ما يمكن أن تفعله التنظيمات والجماعات السلفية الجهادية الأخرى، مثل تنظيم القاعدة وغيره.
منذ بداية ظهوره تمكن داعش من رسم صورة جعلته يبدو أكثر تميزاً عن غيره من الجماعات الإرهابية، ما ساعده على جذب الآف الأجانب الذين ترك بعضهم حياتهم الهانئة الرغدة من أجل الانضمام إلى صفوفه والقتال باسمه، ما ترتب عليه سيطرة التنظيم على أراضي تعادل مساحتها بريطانيا تقريباً.
لكن الأمور تغيرت في عام 2016، حسب فورين بوليسي فإن الضغط العسكري ومحاصرة التنظيم في العديد من الجيوب، واستمرار شن الهجمات الإرهابية عليه، جعل قادته يطالبون مقاتليه بالبقاء في أوطانهم، وأن يشنوا الهجمات هناك.
من خلال منصات التواصل الاجتماعي استطاع داعش نشر رسائله في كل مكان في العالم، وساهم التقدم التكنولوجي في هذا الأمر بشكل واضح فكان مقاتلو التنظيم يتواصلون عبر تطبيقات الرسائل المُشفرة، حتى لا يُكشف أمرهم، ونتج عن هذا تنفيذ هجمات إرهابية في بروكسل، باريس، لندن، سان بيرناردينو، تكساس، تونس، أورلاندو.
أعلن منفذو الكثير من الهجمات ولائهم لداعش من خلال مقاطع فيديو قصيرة نشروها قبل العمليات الإرهابية بفترة وجيزة، ومن بينهم عمر متين، الذي قتل 49 شحصاً في إطلاق نار جماعي على ملهى بالز الليلي في أورلاندو.
والآن دخل داعش مرحلة جديدة من حياته، حسب المجلة الأمريكية فإنه رغم خسارة كل أراضية إلا أنه لا يزال يمتلك خبرة عسكرية ولديه مقاتلين متمرسين منتشرين في كل مكان، يحاولون بعد عودتهم إلى أوطانهم التأكيد على قوة التنظيم الإرهابي.
حسب فورين بوليسي كان هناك 32 مقاتل سيرلانكي في صفوف داعش.
بعد تنفيذ الهجمات الإرهابية بفترة وجيزة، قررت السلطات حجب شبكات التواصل الاجتماعي الرئيسية وتطبيقات التراسل بما في ذلك فيسبوك وواتساب لمنع انتشار الشائعات والمعلومات الكاذبة، ولقطع سبل التواصل بين الإرهابيين.
وبالتزامن مع استمرار شنّه هجمات إرهابية في جميع أنحاء العالم على ما يبدو أن مقاتلي التنظيم ينتشرون في بلدان جديدة. أشارت فورين بوليسي إلى أن داعش أعلن مسؤولين عن تنفيذ هجومه الأول في الكونغو الديمقراطية، حيث قُتل 8 جنود.
وفي يناير الماضي أعلن داعش مسؤوليته عن هجوم على قوات الأمن المصرية في شبه جزيرة سيناء، وأسر خبيرا مسيحيا في البحث الجنائي. وفي الشهر نفسه تبنى التنظيم تفجير استهدف كاتدرائية كاثوليكية في جنوب الفلبين ما أسفر عن مقتل 20 شخصًا.
فيديو قد يعجبك: