إعلان

الامم المتحدة تتبنى قرارا ضعيفا حول العنف الجنسي في النزاعات

12:22 م الأربعاء 24 أبريل 2019

الأيزيدية ناديا مراد والمحامية آمال كلوني في جلسة

نيويورك - (أ ف ب):

طالب حائزا نوبل للسلام في 2018 الكونغولي دينيس موكويغي والأيزيدية ناديا مراد الثلاثاء في الأمم المتحدة بإحقاق العدالة لضحايا أعمال عنف جنسية، خلال مناقشات شهدت إفراغ الولايات المتحدة وروسيا لقرار من جوهره.

وقال سفير فرنسا في الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر بعد تبني النص بأغلبية 13 صوتا من الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، وامتناع بلدين (الصين وروسيا) عن التصويت "نأسف لتلويح دول دائمة العضوية في المجلس باستخدام حق النقض للاعتراض على 25 عاما من المكتسبات للنساء في النزاعات المسلحة".

وفي تراجع بالنسبة الى حق الإجهاض ولاعتراضها على المحكمة الجنائية الدولية، صوتت الولايات المتحدة مع النص لكن بعد شطب العبارات المرتبطة بالحقوق الجنسية والانجابية، خلال المفاوضات. ورفضت واشنطن وموسكو وبكين إنشاء "آلية" لتسهيل ملاحقة مرتكبي أعمال العنف الجنسية قضائيا.

وصرح دولاتر "نشعر بالاستياء لأن دولة طالبت بسحب الإشارة إلى الصحة الجنسية والانجابية مع أنها اعتمدت" في قرارات سابقة في 2009 و2013.

واكد أنه "من غير المقبول وغير المفهوم أن يكون مجلس الأمن عاجزا عن الاعتراف بأن نساء وفتيات تعرضن للعنف الجنسي في نزاع ما ولم يخترن بالتأكيد الحمل، يملكن الحق في قطع حملهن".

وفي النص الأصلي أرادت ألمانيا تشكيل مجموعة عمل رسمية -- فكرة تم التخلي عنها --، والدفع لإنشاء هيئة دولية من أجل المساعدة على محاكمة المذنبين، وتطوير حماية الناجين وخصوصا النسوة اللواتي يتعرضن للاغتصاب ويحملن.

- فيتو أمريكي -

قال دبلوماسيون إن المفاوضات كانت شاقة. فإلى جانب التهديد بفيتو أمريكي، مضت روسيا والصين إلى درجة اقتراح نص منافس لنص ألمانيا، لكنهما لم تصلا إلى طلب تصويت عليه.

وأوضحت موسكو وبكين أنهما تريدان مكافحة أعمال العنف الجنسية في النزاعات، لكنهما دانتا ما اعتبرتاه "تفسيرات تبسيطية" في النص الألماني و"تلاعبا" لإنشاء هيئات جديدة و"تجاوزا" لتفويضات قائمة.

وصرح دبلوماسي أنه في نهاية المطاف، دفعت هذه المعارضة الأمريكية الروسية الصينية ألمانيا إلى تقليص نصها إلى "حده الأدنى". وأضاف آخر أن "الأميركيين جعلوا المفاوضات رهينة استنادا إلى عقيدتهم وهذا أمر مشين".

وردا على سؤال عن هذا التراجع، اعترف السفير الألماني كريستوف هويسغن بان بلاده كانت تفضل "لهجة قوية". وكان الخيار المطروح بين إرجاء النص إلى وقت لاحق أو القبول به مع شطب الفقرات. وقال إن حائزي نوبل اختارا عرضه للتصويت عليه.

في بيان صدر لاحقا، عبرت دول في شمال أوروبا (الدنمارك وفنلندا وايسلندا والنروج والسويد) عن "اسفها العميق" لعدم وجود أي إشارة في النص الذي تم تبنيه إلى الحقوق الجنسية للضحايا "بسبب تهديد بفيتو" أميركي.

وأكدت سفيرة النروج مونا يول أنه "يجب تعزيز المساعدات للناجيات مثل الحصول على مانع للحمل بسرعة أو قطع الحمل بطريقة سليمة".

وكان دينيس موكويغي وناديا مراد دعوا في المناقشات بشكل واضح مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته.

وقالت ناديا مراد "لم تتم إحالة أي شخص على القضاء بتهمة العبودية الجنسية"، مشيرة إلى طائفتها الأيزيدية التي دمرها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. وأضافت "نلقي خطبا في الأمم المتحدة ولكن لا يلي ذلك أي إجراء عملي" في مجال القضاء "ولا يتم فعل أي شيء".

من جهته، تساءل الطبيب الكونغولي "ماذا ينتظر المجتمع الدولي لإحقاق العدل للضحايا"، داعيا إلى إنشاء محاكم وطنية أو دولية من أجل محاكمة مرتكبي أعمال العنف الجنسية في النزاعات.

وعبرت المحامية البريطانية اللبنانية آمال كلوني أيضا عن أسفها لضعف الرد الدولي. واتهمت الولايات المتحدة وروسيا بالاعتراض على إقامة قضاء دولي ضد هذه الجرائم. وذكرت مجلس الأمن بأن بعض العدالة تم إحقاقها في ملفات سيراليون وكمبوديا ورواندا والبوسنة ونورمبرج.

وأضافت "إذا لم نتحرك الآن فسيفت الأوان"، مذكرة بأن آلافا من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية معتقلون حاليا ويمكن أن يتم الإفراج عنهم، ولن يكون عليهم سوى حلق لحاهم ليذوبوا بين السكان ويفلتوا من العقاب.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان