الفريق عبدالفتاح البرهان الذي "يحظى بقبول نسبي" في السودان
بي بي سي
يقود الفريق أول عبدالفتاح البرهان المرحلة الانتقالية في السودان، بعد توليه رئاسة المجلس العسكري الانتقالي خلفا لوزير الدفاع الفريق عوض بن عوف.
وكان بن عوف قد أعلن استقالته أمس من رئاسة المجلس الانتقالي، وكذلك إعفاء رئيس الأركان الفريق أول ركن كمال عبد المعروف الماحي من منصبه كنائب لرئيس المجلس.
وجاءت الاستقالة إثر استمرار الاحتجاجات يوم الجمعة، والتي اعتبرت بن عوف امتدادا لنظام البشير.
فهل يحقق البرهان التغيير الذي يرجوه السودانيون؟
في أول تحرك بعد تولي البرهان، تواصلت قوى إعلان الحرية والتغيير التي تتبني الاحتجاجات في السودان مع المجلس العسكري الانتقالي.
وقال القيادي في التحالف، مدني عباس، لبي بي سي إن شخصية البرهان "مقبولة نسبيا" بالنسبة لهم. وإن الهدف من الاتصالات هو التأكيد على ضرورة استجابة المجلس لمطالب المحتجين بتسليم السلطة لحكومة مدنية توافقية يغيب عنها العسكريون.
كما أكد على تمسك التحالف بمحاسبة الفاسدين والمتورطين في الفساد وإفقار الشعب السوداني.
وفي المقابل، أعلن المجلس الانتقالي صباح السبت قبول البرهان استقالة رئيس جهاز المخابرات الوطني، صلاح عبدالله.
وبرز اسم البرهان في فبراير الماضي، مع إعلان البشير لتعديلات في قيادات الجيش. وشملت قرارات البشير ترقيته من رتبة فريق ركن إلى فريق أول، وتوليه منصب المفتش العام للقوات المسلحة بعد أن كان قائدا للقوات البرية.
ويوم الخميس الماضي، مع إعلان عزل البشير، كان البرهان أول قيادات الجيش وصولا إلى مقر الإذاعة والتليفزيون السوداني، قبل وصول بن عوف لقراءة بيان القوات المسلحة.
كما ذكرت مصادر أنه كان من بين القيادات التي أبلغت البشير بعزله من الرئاسة.
وظهر البرهان لاحقا يوم الجمعة، في صفوف المعتصمين بساحة القيادة العامة الجيش، وهو يتحدث إلى الرئيس السابق لحزب المؤتمر السوداني، إبراهيم الشيخ، وسط هتافات تطالب بإسقاط النظام.
ويشير البعض إلى تمتع البرهان بقبول شعبي وتوافق من الأطراف السياسية في البلاد، على عكس سلفه بن عوف.
ولا يُعرف عنه ميله لأي تيار سياسي أو تبنيه توجه بعينه، وهو ما يعزز من فرص نجاحه في مهمته والتوفيق بين القوى السياسية المختلفة.
لكنه ينتمي إلى أسرة متدينة، تتبع الطريقة الختمية، إحدى الطرق الصوفية في السودان.
ولعب البرهان دورا في الكثير من الأحداث العسكرية الكبرى في المنطقة. كان آخرها الإشراف على القوات السودانية في اليمن، بالتنسيق مع قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان حميدتي.
وتخرج البرهان في الدفعة 31 من الكلية الحربية، وعمل ضابطا في قوات المشاة، وغيرها من وحدات الجيش. وشارك في حرب دارفور، وكذلك المعارك التي سبقت انفصال جنوب السودان عن شماله.
وانتُدب البرهان في مصر والأردن لعدد من الدورات التدريبية. وكان يتنقل مؤخرا ما بين اليمن والإمارات العربية المتحدة.
كما تولى العديد من المناصب، من بينها ملحقا عسكريا في الصين، وقائدا لقوات حرس الحدود، ورئيس أركان عمليات القوات البرية، ثم رئيس أركان القوات البرية.
وذكرت بعض المواقع الإخبارية السودانية أن البشير عرض عليه منصب والي إحدى الولايات، لكنه رفض تولي منصب سياسي.
والبرهان من مواليد عام 1960، في قرية "قندتو" بولاية نهر النيل في شمال البلاد. ولديه ثلاثة أبناء، ولدان وبنتا، يدرس أكبرهم حاليا في جامعة الخرطوم.
واستقبل الآلاف من السودانيين المعتصمين بساحة القيادة العامة الجيش خبر تعيين البرهان بفرحة شديدة. وخرج الآلاف للاحتفال في شوارع الخرطوم، بالرغم من دخول فرض حظر التجوال حيّز التنفيذ.
فيديو قد يعجبك: