إعلان

واشنطن بوست: في السودان.. اضطرابات وقلق وبهجة بعد رحيل البشير

09:22 م السبت 13 أبريل 2019

المتظاهرون بعد رحيل البشير

كتب - هشام عبد الخالق:
استطاعت التغييرات السياسية في السودان هذا الأسبوع، ظاهريًا على الأقل، أن تغير القبضة الحديدية في البلاد التي استمرت طيلة الثلاثين عامًا الماضية، وانتهت بالإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير، بحسب ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير لها اليوم السبت.

وتقول الصحيفة، إنه على الرغم من الإطاحة بالبشير، وتعيين مجلس عسكري انتقالي يتولى إدارة البلاد لمدة لا تتخطى عامين، إلا أن اقتلاع قلب النظام القديم لا يزال بعيدًا، ودخل السودان الآن فيما يشبه الدوامة من المعارك السياسية بين عدة فصائل مختلفة في الجيش.

ونوّهت الصحيفة، إلى أن الجيش السوداني انقلب على البشير يوم الخميس الماضي، في نهاية مفاجئة لأحد القادة الذي استطاع قمع المعارضة بنجاح طيلة 30 عامًا في واحدة من أكبر الدول الإفريقية.

ويقول المحلل السياسي والدارس بمعهد بروكينجز زاك فيرتين، والذي عمل مستشارًا سابقًا لمبعوث الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلى السودان: "ما حدث في السودان ليس وضعًا جديدًا عندما يقع أحد القادة الأقوياء، حيث يتم محو الجزء الحيوي من النظام وتتصارع بقية الأجزاء من أجل البقاء".

ويقول المحللون، إنه بعد اعتقال البشير من قبل الجيش السوداني، تجنب القادة السودانيون في نظامه الظهور وتواروا عن الأنظار، في الوقت الذي قويت فيه شوكة العسكريين وسيطروا على المشهد السوداني.

وأشارت الصحيفة، إلى أن عوض بن عوف، رئيس المجلس الانتقالي العسكري السابق، والذي تنحى لصالح الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، لم يستمر سوى ساعات على رأس المجلس العسكري الانتقالي، كما أن رئيس جهاز المخابرات صلاح جوش، والذي كان يخشاه الكثيرون أيام حكم البشير، استقال من منصبه اليوم السبت.

وتحقق أحد مكاسب السودانيين أيضًا السبت، عندما أعلن عبدالفتاح البرهان، الرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي، إلغاء حظر التجوال الذي فرضه بن عوف -والذي كان يراه كثيرون كخطة استراتيجية لتفريق المتظاهرين.

وكانت لهجة عبدالفتاح البرهان، في خطابه الأول كرئيس للمجلس العسكري الانتقالي، هادئة رصينة، وقدم التحية للثورة السودانية، ووعد بمحاكمة أفراد قوات الأمن الذين قتلوا المتظاهرين، وطرد جميع حكام الولايات الذين عينهم البشير على الفور.

وتقول الصحيفة، إنه بالنسبة لقطاع كبير من السودانيين، فإن الأوضاع الحالية مبهجة، فهم لم يشهدوا طيلة حياتهم سوى حكم البشير الاستبدادي.

وترى الصحيفة، أن تعيين البرهان رئيسًا للمجلس العسكري الانتقالي، يعتبر بمثابة تهدئة للاحتجاجات، لكنه لم يرد حتى الآن على الأسئلة التي تلوح في الأفق. والتي يعد أهمها: أين البشير؟

ومن غير الواضح أيضًا، بحسب الصحيفة، الدور الذي لعبته الدول الإقليمية الذين تنافسوا على إيجاد نفوذ لهم في السودان، في الإطاحة بالبشير.

وتقول الصحيفة، إن الاضطرابات السياسية في البلاد، صرفت انتباه الكثير من السودانيين عن الأزمة الاقتصادية المتوترة. ومنذ الإطاحة بالبشير، تم إغلاق حدود السودان ومجاله الجوي، مما أدى إلى تفاقم النقص في السلع، التي أصبح ثمنها يزداد كل يوم. الوقود والقمح على وجه الخصوص أصبحت نقطة وميض.

والآن، مع مواجهة السودان لمختلف الأزمات، أصبح الحل السياسي أكثر إلحاحًا، وأكد المجلس العسكري أنه لن يتفاوض مع المتظاهرين إلا إذا تصرفوا بهدوء و"بدون فوضى".

وهذا أثار العديد من التساؤلات، وأهمها، إلى متى سيحافظ المجلس العسكري والجيش السوداني على الصبر وسيسمحوا باستمرار التظاهرات؟

وتختتم الصحيفة تقريرها بما قاله فيرتين: "أعتقد أن أفضل السيناريوهات، والتي قد لا تحظى بشعبية كبيرة، هو تكوين حكومة مدنية وعسكرية مختلطة، لأن وجود طرف بدون آخر سيكون ضعيفًا للغاية، ولن يستطيع تجاوز العقبات التي خلّفها نظام البشير".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان