إعلان

كواليس اقتلاع نظام البشير.. كيف ولماذا اتخذ الجيش السوداني القرار؟

05:30 م الخميس 11 أبريل 2019

وزير العدل السوداني عوض بن عوف

كتبت- هدى الشيمي:

كشف وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف، في بيان متلفز اليوم الخميس، كواليس اتخاذ قرار الإطاحة بالرئيس عمر البشير، واعتقاله ورموز نظامه، بعد أشهر من الاحتجاجات ضد حكمه.

وأعلن بن عوف، وهو نفسه رئيس اللجنة الأمنية العليا، "اقتلاع رأس النظام"، والقبض على البشير والتحفظ عليه في مكان آمن.

شروخ في الجيش

وفي كلمته، ألمح وزير الدفاع إلى أسباب وكيفية اتخاذ قرار إسقاط البشير واعتقاله، قائلا إن: "اللجنة الأمنية العليا تابعت منذ فترة طويلة ما يجري في مؤسسات الحكم من فساد وسوء الإدارة". وتابع: الشباب خرج في تظاهرات سلمية للاحتجاج على الأوضاع المعيشية.... وأفراد الأجهزة الأمنية عاشوا ذات الفقر الذي عاشه الشعب السوداني".

وأضاف بن عوف: "صبر أهل السودان يفوق قدرة البشر"... و"نبهنا مؤسسة الرئاسة من حدوث شروخ في الجيش"، مشيرا إلى أن "اللجنة الأمنية العليا قررت تنفيذ ما لم يتحسب له رأس النظام".

كما اعتذر وزير الدفاع السوداني للشعب عن القتلى الذين سقطوا في الاحتجاجات الأخيرة، قائلا: "اللجنة الأمنية تعتذر للشعب السوداني عما جرى من قتل وأعمال عنف".

وكانت قوات الجيش السوداني تصدت مؤخرا لمحاولات قوات الأمن فض اعتصام السودانيين أمام الأمانة العامة للدفاع، بعدما قمعت قوات الأمن الداعمة للبشير لاسيما جهاز الأمن والمخابرات الوطنية المتظاهرين بعنف منذ بداية الاحتجاجات، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.

مخاطر أمنية

جاءت تحركات القوات المُسلحة السودانية بعد التزامها الصمت منذ بداية الأزمة ونزول المواطنين إلى احتجاجات في ديسمبر الماضي، وحرص قيادتها على عدم التدخل في الأمر، ولكن الجنود انضموا إلى المتظاهرين المعتصمين أمام مقر قيادة الجيش وأخذوا يغنون ويرقصون معهم، حسبما نقلت تقارير إعلامية سودانية أمس الأربعاء.

وأظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن المتظاهرين حملوا بعض الجنود على الاكتاف، بينما قام جنود بإطلاق النار في الهواء عندما حاول جهاز الأمن والمخابرات الوطني القوي تفرقة المتظاهرين.

جاء ذلك بعد تداول أنباء عن عقد قيادة أركان الجيش السوداني اجتماعا بدون حضور البشير.

يقول هانئ رسلان، رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن الجيش السوداني قرر قبول استقالة البشير بعد مراقبته للأوضاع عن كثب، وتأكده من أن بقاءه على رأس السلطة فيه خطورة على الأوضاع الأمنية للبلاد والمواطنين.

وأوضح رسلان أن التعامل الأمني العنيف مع الاحتجاجات والاعتصامات السودانية كان من شأنه التسبب في وقوع مخاطر أمنية كبيرة على البلد والمواطنين، مُضيفا: "بالتالي أخذ الجيش على عاتقه مهمة تغيير النظام بأكمله".

خطة الإطاحة

شهد السودان أمس انتشارا كثيفا ومفاجئا لقوات من الدعم السريع في كافة شوارع العاصمة الرئيسية، وقالت مصادر مُطلعة حسبما نقلت صحيفة سودان تيربيون، إن السلطات منعت الطائرات من الاقلاع أو الهبوط بشكل مؤقت حتى إصدار بيانها.

وأوضحت المصادر أن القوات المسلحة ألقت القبض على العديد من قيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم، على رأسهم نائب رئيس الحزب أحمد هارون، بعد مداهمة المقر الرئيسي للحركة الإسلامية المُقربة من البشير والحزب الحاكم، وسيطر ضباط الجيش السوداني على مبنى التلفزيون والإذاعة الرسمي.

ولا يزال مكان احتجاز البشير غير معلوم، واكتفى وزير الدفاع بالإشارة إلى أنه في مكان آمن، فيما نقلت وكالة الأناضول التركية عن شهود عيان أن قوات الجيش السوداني حاصرت، اليوم الخميس، منزل أشقاء الرئيس عمر البشير.

وقال الشهود للأناضول، إن مدرعات عسكرية تابعة للجيش حاصرت منزل أشقاء البشير بضاحية كافوري بمدينة بحري شمال الخرطوم.

فيما يرى ناشطون سياسيون ومراقبون دوليون أن القرارات التي اتخذها الجيش "صورية"، وأنها "مسرحية هزلية الاخراج". وأكد ناشطون سودانيون على منصة التواصل الاجتماعي تويتر، أنها لن تمر على "الشعب الواعي الأبي البطل".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان