إعلان

"إس-400" الروسية تفجر أزمة جديدة بين تركيا وأمريكا

02:05 م السبت 09 مارس 2019

الرئيسان التركي والأمريكي

كتبت – إيمان محمود:

تجددت الأزمة في الأيام الماضية بين الولايات المتحدة وتركيا، بسبب اعتزام أنقرة اقتناء أنظمة دفاع جوي روسي متقدمة (إس-400)، الأمر الذي من الممكن أن يزيد من احتمالية فرض عقوبات أمريكية الحكومة التركية، بعد أشهر من حل أزمة القس الأمريكي الذي كانت تعتقله حكومة رجب طيب أردوغان.

ورغم تحذيرات أمريكية واسعة، إلا أن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أكدت أنها ستحاول حلّ الأزمة مع واشنطن دون أن تتنازل عن شراء الصواريخ الروسية، خاصة أنها دفعت لحليفها الروسي بالفعل جزءًا من ثمن الصفقة.

وكانت آخر أزمة دبلوماسية بين البلدين أسهمت في هبوط قياسي في قيمة الليرة التركية في أغسطس، وما زالت الخلافات بشأن الاستراتيجية في سوريا والعقوبات على إيران واعتقال موظفين بالقنصلية الأميركية دون حلّ، وتهدد قضية الدفاع الصاروخي بتوسيع نطاق الخلاف الأمريكي-التركي.

تحذير أمريكي

قبل أيام؛ شدّد رئيس القيادة الأوروبية للجيش الأمريكي، القائد الأعلى لقوات حلف الناتو، الجنرال كورتيس سكاباروتي، على ضرورة عدم بيع الولايات المتحدة طائرات (إف-35) لتركيا، في حال مضيها قدمًا في شراء المنظومة الروسية.

وفي مؤتمر صحفي في واشنطن، حذر تشارلز سامرز، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، من أنه "إذا اشترت تركيا (إس-400)، فسيكون لذلك عواقب وخيمة على مستوى علاقاتنا العسكرية".

وقال إن "حصول تركيا على مقاتلات إف-35، ومنظومة باتريوت، لن يتحقق في حال إصرارها على شراء المنظومة الروسية".

وأضاف: "في حال اشترت تركيا (إس-400) ستكون هناك عواقب خطيرة على علاقاتنا بشكل عام وعلاقاتنا العسكرية بشكل خاص".

إصرار تركي

وفي مقابلة متلفزة، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشدة، تصريحات الجنرال الأمريكي سكاباروتي، معربًا عن استيائه لازدواجية الدول التي تطالب تركيا بعدم إكمال الصفقة، وصمتها حيال دول أخرى تمتلك منظومة (إس- 300) الدفاعية، مثل اليونان وبلغاريا وسلوفاكيا.

ولم يرفض أردوغان العرض الأمريكي علنا، لكنه كرر القول إنه لن يتراجع عن عقد شراء نظام (إس-400) الروسي.

وردًا على سؤال، هذا الأسبوع، بشأن العقد الخاص بنظام (إس-400)، قال أردوغان: "إنه محسوم. لا يمكن التراجع أبدا عنه... لن يكون هذا أخلاقيا".

وأضاف أن أنقرة قد تسعى لإبرام اتفاق لشراء نظام (إس-500) من موسكو لاحقا.

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قال إن مسؤولين أمريكيين أبلغوا بلاده بأنه سيكون من "المستحيل" موافقة الكونجرس على صفقة مقاتلات إف-35 بسبب شراء أنقرة لأنظمة الدفاع (إس-400) من روسيا، لكن تركيا تعمل على حل المسألة.

وقال وزير الدفاع التركي، أمس الجمعة، إنه البدء في تركيب أنظمة (إس-400) في أكتوبر القادم.

وفيما يتعلق بربط الولايات المتحدة، لشراء المنظومات الصاروخية الروسية بتوريد طائرات (إف-35)، قال أكار إن هذا الأمر "غير منطقي".

وأكد أن السلطات التركية لا تخطط للتخلي عن (إس-400)، حتى عند شراء صواريخ باتريوت الأمريكية، لأن هذه المواضيع "ليست مرتبطة ببعضها البعض".

وذكر أكار في مقابلة مع وكالة الأناضول الرسمية للأنباء أن تركيا تحاول تهيئة ظروف، لا يؤثر فيها شراؤها لأنظمة الدفاع الصاروخي من روسيا على مشترياتها من طائرات (إف-35)".

سخرية روسية

اعتبر مدير قسم منع انتشار الأسلحة بوزارة الخارجية الروسية، فلاديمير يرماكوف، إن محاولات واشنطن إحباط صفقة (إس-400) تدل على ضعفها في سوق الأسلحة.

وأكد: "هذا دليل على ضعف موقف الولايات المتحدة، وهو عدم القدرة على تقديم سعر وجودة أفضل للمنتجات العسكرية في السوق العالمية أكثر مما نقدمه نحن".

كما سخر فيكتور كلادوف، مدير التعاون الدولي في "روستك" الحكومية الروسية، من تهديدات البنتاغون لأنقرة، قائلاً إن "الصفقة تسير بسلاسة مطلقة، ونحن لا نعير أي اهتمام لاعتراضات الآخرين عليها".

وأضاف أن "هذا نظام دفاعي تريده السلطات التركية، ونحن بدورنا نرغب بأن نزودها به". وأشار كلادوف إلى أن روستك الحكومية "لا تعير أي أهمية لمواقف الدول الأخرى تجاه ذلك عند إبرام الصفقات".

وقال: "نحن نتعاون مع الشركاء الفعليين والشركاء المحتملين، بغض النظر عما إذا كان أحدهم يرغب أو يحب ذلك أم لا. إنه عمل. هذه مجرد اتصالات تجارية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان