إعلان

الجارديان: البشير يواجه بشكل غير مسبوق متظاهرين لم يشهدوا غيره رئيسًا

09:39 م الأربعاء 06 مارس 2019

تظاهر

كتب – محمد الصباغ:

قالت صحيفة الجارديان البريطانية، الأربعاء، إن المظاهرات السودانية التي استمرت على مدار الأشهر الماضية على نطاق واسع، أبرزت حجم الغضب ضد حكومة الرئيس عمر البشير، مشيرة إلى أنه في الوقت نفسه تتزايد المخاطر.

تظاهر السودانيين مطالبين بإنهاء حكم البشير، وأبرزت الجارديان أن كثير من هؤلاء لم يعرف في حياته رئيسًا إلا الرئيس الحالي الذي وصل إلى الحكم قبل 30 عامًا، كما أن كثيرين منهم أيضًا لم يأتوا إلى الحياة مع توليه الحكم في عام 1989، فبعضهم يبلغ 20 عامًا.

وقالت افتتاحية الصحيفة البريطانية إن السودانيين المحتجين ضد البشير يريدون ما هو أفضل من الوضع الحالي. واعتبرت أيضًا أن الرئيس السوداني يواجه تحديًا غير مسبوق.

شهدت المظاهرات مقتل أكثر من 50 متظاهرًا، وألقي القبض وتم الاعتداء على المئات بجانب إعلان حالة الطوارئ، وهو ما لم يسفر عن تراجع حجم المسيرات الاحتجاجية بل أشعلها، بحسب الجارديان.

بدأت المظاهرات الغاضبة في ديسمبر بسبب تخفيض الدعم وارتفاع أسعار الخبز والوقود في البلاد، مرجعين ذلك إلى أسباب مثل الفساد وسوء الإدارة الحكومية.

أضافت الجارديان في افتتاحيتها أن المظاهرات الحالية منتشرة على نطاق جغرافي أوسع من الاحتجاجات السابقة، كما أن المشاركين أصغر سنًا وأغلبهم من الإناث، وتشهد تنوعًا في الخلفيات الاجتماعية والسياسية.

لعب تجمع المهنيين السودانيين دورا كبيرًا في الحشد للمظاهرات، والتحقت بعد ذلك أحزاب المعارضة. كما كان لمواقع التواصل الاجتماعي جانب هام في المظاهرات، على الرغم من التضييق والرقابة الحكومية.

تسببت الانتفاضات الناجحة في الإطاحة بأنظمة استبدادية في أعوام 1964 و1985 بالسودان.

أضافت الجارديان أنه مع العنف والقمع المتزايدين في السودان، جاءت الوعود من البشير بالعودة عن قرارات خفض الدعم، وعلّق التعديلات الدستورية المقترحة التي تسمح له بالترشح للرئاسة في عام 2020.

ولفتت إلى أن الخطوات من البشير بجانب العنف المتزايد ربما إشارات على انقسامات داخلية حول كيفية مواجهة المظاهرات في السودان.

واختتمت الافتتاحية بأن البشير جعل من نفسه مهمًا للآخرين. فدعم التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، وحصل في المقابل على استثمارات تقدر بحوالي 2.2 مليار دولار.

كما أن الولايات المتحدة تريد منه التعاون في مواجهة الإرهاب، بينما الاتحاد الأوروبي يرغب في مساعدته من أجل السيطرة على الهجرة.

يخشى البعض أن تؤثر تلك المظاهرات ويطالبونه بعملية انتقال سلمي، في حين يشعر كثيرون بالقلق من فكرة اتجاهه نحو قمع المظاهرات واستخدام العنف، بجانب خشية سيناريو آخر وهو القتال بين الإسلاميين والجيش على السلطة لو تم إجبار البشير على التنحي.

ووسط كل ذلك، تقول الجارديان، لا يريد المتظاهرون نسخة مختلفة من نفس النظام، ولا أيضًا مزيد من الصراعات. هم يطالبون ويستحقون السودان الأفضل من ذلك.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان