الجنس مقابل المرور.. مئات السيدات يتعرضن للاغتصاب على الحدود الأمريكية
كتب – محمد عطايا:
كان الظلام يطمس ملامح منزل يقع في مدينة ماك آلين الحدودية بولاية تكساس، والنوافذ مغطاة بإحكام، حتى لا يرى أحد ما يحدث في الداخل، فبعض رجال عصابات تهريب البشر يتناوبون على اغتصاب امرأة ثلاثينية، لديها ثلاثة أطفال.
رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، معاناة النساء المهاجرات على الحدود الأمريكية المكسيكية، وما يتعرضون له من اغتصاب واعتداء بالضرب مقابل العبور إلى الولايات المتحدة، وضمان الأكل والمأوى.
تتذكر ميلفين، مواطنة من جواتيمالا، ما حدث معها منذ العام 2014، عندما خطفها رجال مهربون، ساعدوها في العبور من بلدها إلى الولايات المتحدة، قائلة: "رفضوا أن يخرجوني من الغرفة الصغيرة التي قيدوني بها، حتى أنهم لم يستجيبوا لطلبي بالاستحمام. لقد اغتصبونا مرات عدة لأنهم لم يرونا كبشر من الأساس".
أوضحت الصحيفة الأمريكية، أن الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، يقعن فيها النساء والفتيات المهاجرات ضحايا الاعتداءات الجنسية، التي غالبًا ما لا يتم الابلاغ عنها، ولا التحقيق فيها لعدم كشفها حتى الآن.
وعثرت "نيويورك تايمز" على عشرات القضايا الموثقة من خلال مقابلات مع مسؤولي إنفاذ القانون والمدعين العامين، والقضاة الفدراليين، ودعاة المهاجرين في جميع أنحاء البلاد، ومراجعة لتقارير الشرطة والسجلات القضائية في تكساس ونيو مكسيكو وأريزونا وكاليفورنيا.
ولفتت الصحيفة إلى أنه يوجد أكثر من 100 تقرير موثق عن اعتداء جنسي على نساء لا يحملن وثائق على طول الحدود الجنوبية، في العقدين الماضيين.
في يوليو الماضي، أخبرت امرأة هندوراسية تبلغ من العمر 23 عامًا السلطات بأنها تعرضت لاعتداء جنسي في خزانة غرفة نوم من قبل مهرب ساعدها وأختها على العبور إلى مدينة جنوب تكساس.
وفي الشهر التالي، اتُهم نائب الشريف في سان أنطونيو بالاعتداء الجنسي على ابنة امرأة جواتيمالية، عمرها 4 سنوات، وهددها بترحيلها إذا أبلغت عن الإساءة.
في غرب تكساس من العام 2016، أبلغت فتاتان مراهقتان أنهما تعرضتا للاعتداء الجنسي من قبل ضابط حماية الحدود، وقالتا إنهما تم أجبراهما على التجرد من ملابسهما والاعتداء عليهما جنسيًا.
ويقول الخبراء لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن العدد الفعلي للاعتداءات الجنسية أعلى بكثير من التي وثقتها النيابة العامة والشرطة الأمريكية، لأن معظم الهجمات لا يتم الإبلاغ عنها أبدًا، لافتين إلى أن الحكومة الفيدرالية خلال أربعة سنوات أخيرة تلقت أكثر من 4500 شكوى بشأن الاعتداء الجنسي على الأطفال المهاجرين في مرافق الاحتجاز التي تمولها الحكومة.
فيما أجرت مجلة "تايمز" مقابلات مع ثماني نساء مهاجرات من أمريكا الوسطى تعرضن للاعتداء الجنسي بين عامي 2013 و2016، نشرت "نيويورك تايمز" شهادات 5 منهن فقط.
قالوا لنا "الجنس مقابل المرور"
ألتقت مجلة "تايمز"، مع لوسي، 45 عامًا، إحدى السيدات اللاتي تعرضن للاغتصاب، والعمل في بيوت دعارة مؤقتة، خلال رحلتها من المكسيك إلى ماك آلن.
قالت لوسي، المواطنة المكسيكية، إنها بمجرد وصولها إلى مدينة ماك آلن، في ولاية تكساس الأمريكية، زج بها المهربين داخل إحدى بيوت الدعارة، لافتة إلى أنها كانت ترغب في الفرار ولكنها خافت من أن تلاقي حتفها على يد تلك العصابات. وقالوا لنا حينها "ليس لديكم المال، لذلك عليك أن تبيعي جسدك".
وأضافت: "اضطروا إلى ربط قدماي، ويدي خلف ظهري، ليمارسوا الجنس معي من الخلف لأنني لم أكن متعاونة معهم".
أرى رجال في كل ومضة عين
ميلفين، 36 عامًا، تعرضت هي الأخرى للاغتصاب والاعتداء الجنسي، وتم إجبارها على ممارسة الدعارة في غرفة مقفلة في منزل مخبأ في مدينة ماك آلن، بولاية تكساس.
تحدثت ميلفين لمجلة "تايمز" عما جرى لها خلال فترة 3 سنوات: "فقدت شعوري بالزمن منذ أن وضعوني في منزل كبير داخل المدينة الحدودية. لم أكن أنا بعد الآن. أعتقد أنه منذ أن وضعوني في تلك الغرفة، قتلوني".
وأضافت "لم أكن أريد يومًا أن أتواجد مع عصابات المهربين في ذلك البيت هناك. وأتذكر يوم عيد مولدي، أمسك بي أحدهم وقام بعضي بقوة، واغتصابي".
قدماي كانتا مقيدتان
اختُطفت "جي. إيه"، 19 عامًا، على أيدي أحد أفراد حرس الحدود، إستيبان مانزاناريس، واغتصبها عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها.
قالت المعتدى عليها: "ربطني في شجرة، قائلًا إنه سيعود. ثم زج بي في السيارة، وصعد بي إلى شقته، حيث يوجد سريرين بطابقين للأطفال، وحبال أيضًا".
وأضافت في تصريحات لـ"تايمز": "لم أكن أعرف ماذا أفعل. كانت قدماي مقيدتان إلى السرير، وأنظر إليه منتظرة إجابة، ليخبرني أنه يريد اغتصابي لأنني أجمل فتاة".
عض فمي كي لا أبكي
ذكرت مجلة "تايمز"، أنه تم اغتصاب "في إي إم إل"، 39 عامًا، في جنوب تكساس، من مرشد لإحدى عصابات التهريب.
وقالت: "لم أعلم أبدًا اسم ذلك المرشد، ولكن شعرت بأنه متوتر وكأنه مقدم على فعل شرير. لم أكن متأكدة من المكان الذي يقودني إليه، ولكنه أرغمني على التوقف عند إحدى المنازل، وحاول اغتصابي، وعندما حاولت الصراخ عض فمي بقوة حتى لا أطلق أي صيحات".
ظل يغتصبني حتى أصبحت حاملًا
ظلت سيندي، 26 عامًا، وابنها صامويل في منزل مخبأ في المكسيك أثناء انتظارهما لعبور الحدود، إلا أنها في تلك الأثناء تعرضت لعمليات اغتصاب أدت إلى حملها.
وقالت سيندي، إنه بعد نقلها إلى مركز الاحتجاز الأمريكي، علمت بحملها، لافتة إلى أنها أنجبت ابنها داخل الحجز.
فيديو قد يعجبك: