إعلان

ما هي قصة "يوم الأرض" الفلسطيني؟

04:05 م السبت 30 مارس 2019

يوم الأرض الفلسطيني

كتبت - إيمان محمود:

في عام 1950، أصدر الاحتلال الإسرائيلي "قانون العودة"، ليتوافد على إثره أعداد كبيرة من اليهود حول العالم، وتبدأ سلطة الاحتلال في تكثيف زحفها الاستيطاني لبناء مستوطنات على أراضي الفلسطينيين.

وفي عام 1976، صادر الاحتلال الإسرائيلي، 21 ألف دونم من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة والمشاع، بهدف توطين اليهود في المنطقة، وتفريغها من أصحابها العرب. وأطلق الاحتلال على ذلك المشروع "تطوير الجليل".

كان الفلسطينيون قبل قيام ما تُسمى بدولة اسرائيل، يعتمدون على الزراعة بنسبة ما يقارب 70 في المئة كمصدر للعيش، لكن حرب 1948، أدت إلى نزوح قسري لمئات الآلاف من الفلسطينيين من قراهم ومدنهم.

شملت المصادرة مناطق عرابة، وسخنين، ودير حنا، وعرب السواعد ومناطق أخرى من الجليل، والمثلث، والنقب.

اجتمعت لجنة عُرفت باسم "الدفاع عن الأراضي"، انبثقت عن لجان محلية في إطار اجتماع عام أجري في مدينة الناصرة في 18 أكتوبر 1975، لبحث آخر التطورات، وسبل التصدي لعملية المصادرة، واتفقوا على إعلان إضراب عام وشامل لمدة يوم واحد في 30 مارس عام 1976.

سارع الاحتلال وأعلن في 29 مارس 1976، حظر التجول على قرى سخنين، وعرابة، ودير حنا، وطرعان، وطمرة، وكابول، من الساعة الخامسة مساءً.

وأعلن أن جميع المظاهرات "غير قانونية"، مهددًا بإطلاق النار على ما أسماهم "المحرضين"، محاولة منه في إفشال الإضراب ومنع تنفيذ المسيرات، لكن دون جدوى.

جاء اليوم المُحدد ونجح الفلسطينيون في تنفيذ خطتهم، تحدوا الحظر وخرجوا للتظاهر في مسيرات هائلة، فداهمت قوات الاحتلال القرى الفلسطينية وهي تطلق النار في الهواء، واعتدت على المتظاهرين في الشوارع، وحطمت النوافذ والأبواب والمتاجر العامة.

كما دخلت قوات معززة من الجيش الإسرائيلي مدعومة بالدبابات، والمجنزرات إلى القرى الفلسطينية، وأعادت احتلالها، موقعة شهداء، وجرحى بين صفوف المدنيين العزل، فكانت حصيلة الصدامات استشهاد 6 أشخاص، 4 منهم قتلوا برصاص الجيش، واثنان برصاص الشرطة، بالإضافة إلى 49 جريحًا ونحو 300 معتقل.

شهداء يوم الأرض الستة هم؛ خير أحمد ياسين، 23 عامًا، وخديجة قاسم شواهنة، 23 عامًا، ورجا حسين أبو ريا، 23 عامًا، وخضر عيد محمود خلايلة، 30 عامًا، ومحسن حسن سيد طه، 15 عامًا، رأفت علي زهدي، 21 عامًا.

صورة 1

ورغم مطالبة فلسطينيي 48، الاحتلال بإقامة لجنة للتحقيق في قيام الجيش، والشرطة بقتل مواطنين عُزَّل، إلا أن مطالبهم قوبلت بالرفض التام، بدعوى أن جيش الاحتلال "واجه قوى معادية".

ومنذ العام 1976 أصبح يوم الأرض يومًا وطنيًا في حياة الشعب الفلسطيني، سواء داخل أراضي 1948، أو في الضفة الغربية، أو حتى قطاع غزة، للتأكيد على حقهم في العودة إلى أراضيهم التي سُلبت منهم، وأيضًا التأكيد على تشبثهم بهويتهم.

ذكرى هذا اليوم، يحيها الفلسطينيون بطرق مختلفة، سواء بالخروج في مسيرات مطالبة بحق العودة، أو بالقيام بزراعة أشجار الزيتون في الأراضي التي جرفها الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى إحياء نشاطات مختلفة مثل افتتاح معارض تتضمن منتجات تراثية فلسطينية وأشغال يدوية وتنظيم حملات دعم واستذكار على مواقع التواصل الاجتماعي وإقامة المهرجانات المختلفة في كل أماكن تواجدهم.

وفقاً للجهاز الفلسطيني للإحصاء فإن إسرائيل باتت تسيطر اليوم على أكثر من 85 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية، البالغة 27 ألف كم مربع، وبلغ عدد المواقع الاستيطانية مع نهاية العام 2017 بلغ 435.

فيما تم طرد 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون كانوا يقيمون فيها عام 1948، ليظل يوم الأرض حاضرًا في أذهان مَن هجرهم الاحتلال.

فيديو قد يعجبك: