لماذا بث إرهابي نيوزيلندا جريمته عبر "فيسبوك"؟.. خبيران يكشفان السبب
كتب – محمد عطايا:
استهدف 3 إرهابيين، اليوم الجمعة، مسجدين في مدينة كرايستشيرش جنوب نيوزيلندا، بعد صلاة الجُمعة، ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 50 شهيدًا وعشرات الجرحى.
وقالت الشرطة النيوزيلندية إن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد النور ومسجد لينوود كان مُخططًا له بشكل جيد.
وقالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية، إن التفاصيل بشأن الهجومين لا تزال غير واضحة، ولكنها اعتبرت الحادث "أسوأ يوم شهدته نيوزيلندا".
قبل المذبحة التي وقعت في كرايستشيرش نيوزيلندا، نشر رجل يدعى برينتون تارانت، وهو أحد منفذي الهجوم، تدوينة على موقع "8 شان – chan 8" الأسترالي، يقول فيها إنه سيبث فيديو مباشر لحادث مرتقب.
تدوينة الإرهابي بدأها بسخرية لا تتناسب مع الحدث، قائلًا: "حسنًا، لقد حان الوقت للتوقف عن العمل وإتاحة الفرصة للقيام بجهد حقيقي في الحياة.. لقد كانت رحلة طويلة، وعلى الرغم من كل التزاحم والتشرد الشديد والتفتت، فإنكم جميعًا أفضل مجموعة أشرار يمكن أن ألجأ إليها".
لماذا استخدم "فيسبوك"؟
وترى الباحثة في الشؤون الأمنية الأمريكية، إيرينا تسوكرمان، أن استراتيجية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لارتكاب الجرائم، أصبحت في متناول أي شخص يستهدف الوصول لأكبر عدد ممكن من المشاهدين.
وأوضحت إيرينا تسوكرمان، في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، أن داعش، فتح الأبواب لاستراتيجية استخدام الإنترنت لبث جرائم العنف والكراهية، لكن لا يعني أنه كان مصدرًا لإلهام الإرهابي الذي نشر فيديو مباشر للمذبحة.
الباحثة الأمريكية، أكدت أن أفعال الإرهابي برينتون تارانت، جاءت بسبب "كراهيته العمياء" للمسلمين والدول الديمقراطية الليبرالية التي تسمح بحرية العبادة، فهو شخص عنصري يحتوي سلاحه على بعض الإشارات التي تناصر "القوميين البيض"، وتعادي الإسلام.
فيما يقول الكاتب والصحفي البريطاني، جاسون ويلسون، إن استخدام الإرهابي نغمة السخرية في كتابة منشوره، أصبح أمرًا يميز التوجه الأخير لـ"فاشية الانترنت" الخاصة بجماعات "القوميين البيض" العنصرية والمتطرفة، والتي يبدو أن برينتون تارانت ينتمي إليها.
جاسون ويلسون، في مقاله بصحيفة "الجارديان" البريطانية، يرى أن نشر المتطرفين تدوينات عنيفة ساخرة، هو محاولة للتبشير عبر الإنترنت لعودة هيمنة "القومية البيض".
ويرى مؤيدوا تلك الجماعات، أن انخفاض معدلات المواليد بين البيض يُعد تدهورًا كبيرًا لهم، وأن تدفق المهاجرين "غير البيض"، يمثل عملية "إبادة جماعية بحقهم"، والرد الوحيد الممكن في نظر الكثيرين منهم هو الاستبداد والعنف، وذلك وفقًا للكاتب البريطاني، الذي أكد أن تنامي أي قومية غيرهم -مثل المسلمين- يعتبرونه خطرًا كبيرًا.
وتضمن سلاح أحد الإرهابيين إشارات إلى شخصيات تاريخية، قاتلوا ضد المسلمين، مثل تشارلز مارتل، الذي هزم قوات الخلافة الأموية في معركة تورز، وخوسيه إستيبانيز، الذي قتل كارلوس بالومينو المناهض للفاشية البيضاء في مترو مدريد عام 2007.
وأوضح الكاتب البريطاني، أن القوميين البيض لجأوا إلى فلسفة جديدة، ظاهرها السخرية عبر الإنترنت، وهو ما بدا في تسريبات لا تعد ولا تحصى لأحاديث زعماء من جماعات "القومية البيضاء" و"النازية الجديدة" في الولايات المتحدة.
وأكد أن السخرية بشكل عام أصبحت ثقافة ظهرت في شوارع الولايات المتحدة من شارلوتسفيل وفيرجينيا، إلى بورتلاند، وأوريجون، التي شهدت عنفًا كبيرًا، بعدما خاض المتظاهرون معارك عنيفة في الشوارع وهم يرتدون زي مرسوم عليه "ضفدع".
فيديو قد يعجبك: