كيف تورطت المخابرات الأمريكية في اقتحام سفارة كوريا الشمالية بمدريد؟
كتب – محمد الصباغ:
ربطت السلطات الإسبانية بين عناصر من وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) وبين هجوم استهدف سفارة كوريا الشمالية في العاصمة مدريد في فبراير الماضي.
وأشارت صحيفة "إلباييس" الإسباني في نسختها الإنجليزية، إلى أن اثنين على الأقل من بين عشرة أشخاص اقتحموا السفارة واستجوبوا أفرادا من البعثة الدبلوماسية، لديهم علاقات بالاستخبارات الأمريكية.
نفت الولايات المتحدة تورطها في الأمر، لكن مصادر حكومية إسبانية قالت إن ردود المخابرات الأمريكية حول الواقعة كانت "غير مقنعة".
ذكرت الصحيفة أنه إذا تم إثبات تورط الاستخبارات الأمريكية في الهجوم، قد يقود الأمر إلى أزمة دبلوماسية بين مدريد وواشنطن. وصرحت مصادر حكومية إسبانية بأنه من غير المقبول أن تقوم دولة حليفة بمثل هذا الأمر.
هذا الاعتداء لا يعني فقط أن الوكالة الأمريكية ربما عملت على الأراضي الإسبانية دون إذن أو إبلاغ السلطات في مدريد، بل أيضًا انتهاكا للمعاهدات الدولية التي تحمي البعثات الدبلوماسية.
تعود الواقعة إلى يوم 22 من شهر فبراير الماضي، حينما اقتحم عشرة رجال يحملون أسلحة مزيفة مقر السفارة. قاموا بتقييد 8 أشخاص بداخل المبنى، واعتدوا بالضرب على الضحايا واستجوبوهم أيضًا.
وتم اكتشاف الأمر حينما تمكنت سيدة من الفرار من نافذة في الدور الثاني من مبنى السفارة، وصرخت من أجل النجدة حتى وصلت إلى الشرطة.
وصل رجال الشرطة إلى موقع الهجوم لكن حينما دخلوا إلى مقر السفارة، فتح لهم أحد الأشخاص الباب وأبلغهم بأن شيئًا لم يحدث. وبعد دقائق، خرجت عربتان فارهتان من السفارة بسرعة كبيرة، واستخدمتا بوابة البعثة الدبلوماسية، وبعدها عُثر على السيارتان في مكان قريب من السفارة.
احتجز المهاجمون 8 ضحايا واستجوبوهم لمدة ساعتين، واحتاج اثنان منهم إلى رعاية صحية.
أجرت السلطات الإسبانية تحقيقاتها، وقالت مصادر مقربة من التحقيقات لصحيفة "الباييس" إن منفذي الهجوم كانوا يعلمون ما يفعلونه بالتحديد، وسرقوا أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة فقط.
من المقرر أن يتم عرض نتائج التحقيقات السرية على محكمة عليا في إسبانيا، والتي قد تطالب بالقبض على المشتبه بهم المعروفين. وأشارت مصادر حكومية في الوقت نفسه إلى أنه ربما يكون من الصعب إثبات تورط الاستخبارات الأمريكية أمام المحكمة.
وتعتقد المصادر أن هدف الهجوم على السفارة الكورية الشمالية هو جمع معلومات حول كيم هيوك تشول، سفير كوريا الشمالية السابق في إسبانيا.
كانت مدريد قررت طرد "تشول" في سبتمبر 2017 بسبب الاختبارات النووية التي تجريها بيونج يانج في ذلك التوقيت.
حينها أعلنت إسبانيا أن السفير الكوري الشمالي شخص غير مرغوب فيه وطالبته بمغادرة البلاد.
يعد الرجل أحد العقول المخططة لقمة فيتنام بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون، والتي لم تشهد أي تقدمًا في المفاوضات حول وقف البرنامج النووي لبيونج يانج.
وانتهى لقاء "ترامب – كيم" بالفشل في تحديد جدول زمني لنزع السلاح النووي من كوريا الشمالية أو موعد آخر لبدء مفاوضات جديدة.
وقاد "كيم تشول" في فبراير، وفد كوريا الشمالية الذي بدأ مفاوضات حول خطة نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، مع المبعوث الأمريكي ستيفت بيجون، وذلك في مقابل رفع العقوبات على بيونج يانج.
فيديو قد يعجبك: