إعلان

سوريا: 3 آلاف طفل ولدوا لعائلات داعشية يعيشون في ظروف قاسية

02:45 م الخميس 14 مارس 2019

ارشيفية

القاهرة (مصراوي)
قدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة بأن هناك ما يصل إلى 3 آلاف طفل ولدوا لعائلات تتبع تنظيم الدولة الإسلامية وهي الآن تعيش في مخيمات في شمال شرق سوريا، حيث يصل سنهم إلى ست سنوات ويواجهون "ظروفا شديدة القسوة."

وتحدث تقرير لصحيفة الجاريان البريطانية الخميس أن تقديرات اليونسيف أعلى بكثير من التقديرات السابقة، مشيرة إلى أن هذا الارتفاع جاء مع وصول ما يصل إلى 30 ألف شخص إلى مخيم الهول من قرية الباغوز، اخر جيب يخضع لسيطرة الدولة الإسلامية.

قالت الصحيفة إن القادمين الجدد زادوا من الأعداد في المخيم ما جعل المسؤولين عنه يكافحون من أجل عمل سجلات دقيقة لمن هم في المخيم وإيوائهم وتوفير الغذاء لهم.

أوضحت أن هناك ما لا يقل عن 1000 طفل ولدوا لأب داعشي، يعتقد أنهم محتجزين في العراق، مع أمهاتهم اللائي حكم عليهن بالإعدام في محاكمات قصيرة بدون أدلة.

وباتت قضية هؤلاء الأطفال المتواجدين في العراق وسوريا قضية تؤرق الكثير من البلدان التي لها مواطنين سافروا وانضموا إلى داعش في السنوات الماضية. وبعض هؤلاء يرغب في العودة إلى موطنه الأصلي بعد انقضاء حلم الخلافة.

وتعمل قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الخميس على كسر آخر دفاعات مقاتلي تنظيم داعش المتحصنين في أنفاق يشنون منها هجمات انتحارية في بلدة الباغوز في شرق سوريا.

وبعدما كان التنظيم أعلن في العام 2014 إقامة "الخلافة الإسلامية" على مناطق واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور تعادل مساحة بريطانيا، بات وجوده يقتصر اليوم على جيب محاصر داخل بلدة نائية على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، خرج منه الآلاف من الرجال والنساء والأطفال خلال الأيام الأخيرة.

وهناك حالة من التعاطف مع هؤلاء الأطفال، لكن بالنسبة للأمهات أو الأباء يواجه اتهامات جنائية وهناك مخاوف أمنية حيالهم، بحسب الصحيفة.

قال المدير الإقليمي لليونسيف جيرت كابيلاري إن الكثير من الأطفال في سوريا غير مرغوب فيهم في المخيم، ما يضاف إلى محنتهم. وتقريبا لا توجد دولة ثالثة ترغب في استضافتهم أو اعادة توطينهم.

وقال "نقدر بأن هناك ما يقرب من 3 آلاف طفل من جنسيات أجنبية يعيشون في ظروف شديدة القسوة. الكثير منهم من اباء سوريين وعراقيين، وللاسف موصومون بأنهم دواعش، والكثير منهم أقل من ست سنوات.

وفي الأسابيع الأخيرة، علّقت قوات سوريا الديمقراطية مراراً هجومها ضد جيب التنظيم في سوريا، ما أتاح خروج عشرات الآلاف من الأشخاص، غالبيتهم نساء وأطفال من أفراد عائلات المقاتلين، وبينهم عدد كبير من الأجانب.

وعلى وقع التقدم العسكري منذ بدء العمليات العسكرية في سبتمبر، خرج نحو 60 ألف شخص منذ ديسمبر من مناطق كانت تحت سيطرة التنظيم في شرق سوريا، قبل أن يُطرد منها تباعاً.

وخضع الرجال والنساء والأطفال وغالبيتهم من عائلات مقاتلي التنظيم لعمليات تفتيش وتدقيق في هوياتهم بعد خروجهم. وتمّ نقل الرجال المشتبه بأنهم جهاديون إلى مراكز اعتقال، فيما أرسل الأطفال والنساء إلى مخيمات في شمال شرق البلاد أبرزها مخيم الهول الذي بات يؤوي أكثر من 66 ألفاً.

ويعاني القاطنون في هذا المخيم، وبينهم عدد كبير من النساء والأطفال الأجانب من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم، من أوضاع "بائسة"، وفق المنظمات الإنسانية الدولية التي تستنفذ طاقاتها القصوى لتوفير الحد الأدنى من احتياجاتهم.

وقال قال المدير الإقليمي لليونسيف، "هؤلاء الأطفال ليسوا إرهابيين. إنهم أطفال ويستحقون فرصة عادلة في الحياة. نريد اهتماما خاصا بأي أطال تحت سن الثامنة عشرة، بنات وأولاد. لا يجب أبدا فصلهم عن عائلتهم."

باتت محنة هؤلاء الأطفال محل اهتمام العالم الأسبوع الماضي مع وفاة ابن المراهقة البريطانية شميمة بيغوم التي فرت من بريطانيا قبل أربع سنوات وهي في الخامسة عشر من عمرها. ونزعت الحكومة البريطانية عنها جنسيتها بعد مقابلات صحفية تنصلت فيها علاقتها مع بريطانيا فيما طلبت السماح لها إلى موطنها.

توفي ابنها جراح صاحب الثلاثة أسابيع بعد معاناة في التنفس على مدى أيام. ووواجهت الحكومة البريطانية انتقادات حادة بعد تجريد شميمة من جنسيتها.

وأكد المسؤول الأممي أن البلدان التي لديها مواطنين رهن الاعتقال في سوريا لديها مسؤولية رئيسية في سلامة أطفال هؤلاء. وقال إنهم "بحاجة إلى تحمل مسؤولياتهم في حماية أطفالهم واستعادتهم، إذا كان ذلك في صالح الطفل. بدون ذلك الدعم، سيبقى أي عمل إنساني لهؤلاء الأطفال مجرد وهم."

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأربعاء إن ما يصل إلى 20 ألف عراقي قد يتم نقلهم من مخيم الهول إلى بلدهم بعد أن تم التوصل إلى اتفاق مع بغداد. وقال المدير الإقليمي للصليب الأحمر فابريزيو كاربوني لوكالة رويترز إن عملية النقل قد تتم في غضون "أسابيع أو أشهر."

فيديو قد يعجبك: