"الطفل مقابل بقرة".. 20 ألف قاصر يعملون كعبيد في غانا
كتب – محمد عطايا:
يقود آدم طابورًا مكونًا من خمسة فتيان عبر العشب الذهبي العالي إلى حافة بحيرة "فولتا" في منطقة وسط غانا، حيث سيقضي الأطفال مهمتهم الأولى والوحيدة في الحياة، الصيد تحت الشمس الاستوائية الساخنة.
الفتيان الستة اليافعين، جزء بسيط من 20 ألف آخرين، جاءوا من بلدات مختلفة، في أوقات مختلفة، بعدما شراهم صياد محترف يدعى "صامويل"، أو كما يلقبونه الأطفال "السيد"، وذلك وفقًا لتقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
يأتي معظم الأطفال إلى البحيرة بعدما يبيعهم آباءهم الفقراء إلى تجار البشر، وفقًا لما ذكرته الشبكة الأمريكية، التي أوضحت أن بعض الآباء يبيعون أبنائهم مقابل 250 دولارًا أحيانًا، أي تكلفة شراء بقرة.
يشار إلى أنه جرى إنشاء بحيرة فولتا في العام 1965، عندما شيدت غانا سدًا كهرومائيًا، باستخدام أموال من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة. وتعتبر البحيرة أكبر بحيرة صناعية من حيث المساحة السطحية في العالم.
يقول الطفل آدم أحد "العبيد" لـ"سي إن إن": "في كل صباح نستيقظ ونذهب إلى البحيرة، ونرمي الشباك في المياه، ثم نعود لتجميع السمك، ونعيد الكرة مرة أخرى، حتى نهاية اليوم"، مضيفًا: "لا أريد أن أكون هنا. أريد أن أذهب إلى المدرسة، لكني يتم إجباري على الحضور إلى هنا (البحيرة)".
بحسب الشبكة الأمريكية، لا يعرف آدم عمره، ولكن يبدو أنه يبلغ 12 عامًا تقريبًا. ويعمل لدى صامويل، منذ حوالي ثلاث سنوات.
وأوضحت، أنه في المقابل، تحاول منظمات المجتمع المدني تجميع الأطفال، وإعادتها إلى منازلها، أو توفير ملاذ آمن لهم، وفرصة في التعليم بإحدى المدارس.
يقول أكيبيرا، أحد العاملين في منظمة "باكوديب" غير الربحية ومقرها غانا، أنه يكاد يكون من المستحيل إعادة جمع شمل الأطفال مع عائلاتهم، لأن الآباء هم من باعوهم في الأساس، لافتًا إلى أن معظمهم يتاجر بولده ليستطيع الإنفاق على الباقين.
وأضاف في تصريحات لـ"سي إن إن": "لقد أدركنا أنه عندما ننقذ هؤلاء الأطفال ونعيدهم إلى أسرهم، فإنهم لا يعتنون بهم حقًا، لكنهم ينتهي بهم الأمر إلى إعادة تهريبهم وبيعهم".
ويعترف صامويل، تاجر الأطفال، أنه يزور العديد من المنازل، وبعد جلوسه مع عائل الأسرة، يتفق على الشروط قبل أن يشتري الفتيان "إذا ظل الطفل معي ثلاث سنوات، عادة ما تطلب العائلة في مقابله بقرة".
وأضاف صامويل الملقب بـ"السيد": "نعرف جميعًا أن العمل في البحيرة أمرًا خطيرًا جدًا ويمكن أن يحدث أي شيء ولكن شيء واحد يمكنني قوله، إذا لم تخاطر لا يمكنك العيش".
كشفت الشبكة الأمريكية، أن الحد الأدنى لسن العمال في غانا، 15 عامًا، لكن ذلك القانون نادرًا ما يتم تنفيذه.
فيديو قد يعجبك: