من هو سعيد بوتفليقة "عين السلطان" في الجزائر؟

كتب – محمد الصباغ:

خرجت المظاهرات في الجزائر على مدار الأيام الماضية مطالبين بعدم ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لفترة خامسة، وذلك في وقت يتلقى فيه الرئيس العلاج في مدينة جينيف السويسرية.

ولكن مع الهتافات ضد الرئيس الجزائري، لم يسلم شقيقه ومستشاره الشخصي سعيد بوتفليقة من الهتافات، وهو الذي اتهم في أوقات سابقة بأنه الشخص الذي يدير البلاد فعليًا.

وفي تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، الخميس، أشارت إلى أن سعيد هو "حارس البوابة" بالنسبة للرئيس الجزائري وحلقة الوصل مع دائرة رجال الأعمال بالقطاع الخاص.

أدار سعيد أيضًا الحملة الانتخابية لشقيقه في عامي 2009 و2014 حينما فاز بوتفليقة بفترتي رئاسة جديدتين. كما يرتبط بصداقة وثيقة مع رجل الأعمال البارز علي حداد والذي أثار اتصال هاتفي مزعوم بينه وبين مدير الحملة الحالي عبد المالك سلال حول طريقة مواجهة المسيرات في الجزائر.

وتفاعل آلاف الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع محتوى هذا التسريب، وأبرز ما علقوا عليه كان الحديث المنسوب لسلال حول زيارته الجمعة لولاية الجلفة وإشارته إلى أنه على استعداد لإطلاق النار على المتظاهرين.

وبحسب التسريب الصوتي المزعوم، قال سلال: "سأكون يوم الجمعة في عين وسارة (جنوب ولاية الجلفة)، يمكنهم غلق الطريق إذا أرادوا، إن كان لديهم كلاشينكوف أين المشكل؟ حراسي لديهم سلاح أيضا، إذا أطلقوا النار سنطلق النار".

وبحسب قناة الحرة الأمريكية، نشر التسريب الإعلامي الجزائري المقيم في لندن سعيد بن سديرة والذي زعم أنه وصله عن طريق قائد بالجيش الجزائري.

كما أكد حداد في المكالمة أنه يجب الصمود في وجه المظاهرات حتى يوم تقديم ملف ترشح بوتفليقة الأحد المقبل، ورد سلال قائلًا إنهم (المتظاهرون) يعتقدون بأنه من السهل أن يتم إعلان انسحاب بوتفليقة.

لكن من هو سعيد بوتفليقة الذي وصفته فايننشال تايمز بحارس بوابة الرئيس الجزائري؟

ولد في الأول من يناير 1958 في مدينة وجدة المغربية، وتوفي والده أحمد بوتفليقة وهو لم يتجاوز العام الأول من العمر لتتكفل والدته بتربيته، وذلك بمساعدة شقيقه عبد العزيز. عادت الأسرة إلى الجزائر بعد الاستقلال عام 1962. وهو أصغر إخوته عبد العزيز وعبد الغني ومصطفى.

تلقى تعليمه في مدرسة سان جوزيف بالعاصمة الجزائرية ثم حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة باب الزوار للعلوم والتكنولوجيا، قبل أن يتوجه إلى باريس عام 1983، وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة بيير وماري كوري.

عينه شقيقه مستشارا خاصا منذ توليه منصب الرئاسة في عام 1999، وفي الوقت كان يعالج الرئيس في باريس عام 2013 كانت وسائل الإعلام الجزائرية تشير إلى أنه الحاكم الحقيقي للبلاد.

قبل مرض الرئيس كان يظهر بانتظام في المناسبات الرسمية والانتخابات بجوار شقيقه، لكن مع تدهور الحالة الصحية للرئيس، رجحت قوى من المعارضة أن سعيد هو من كان وراء قرارات التعيينات والإقالات للمسئولين، ووصفته الصحف الجزائرية بـ"عين السلطان"، إشارة إلى أنه العين التي يرى بها الرئيس.

تربط سعيد بوتفليقة علاقة صداقة قوية مع رجل الأعمال علي حداد، الذي يلعب دورا بارزًا في الحملة الانتخابية الحالية للرئيس بوتفليقة.

ويقوم حداد بالإنفاق على مهرجانات انتخابية للأحزاب الموالية للرئيس، وتم انتخابه كرئيس لمنتدى رجال الأعمال الجزائريين في عام 2014 وأعيد انتخابه مرة أخرى عام 2018.