نيويوركر: هكذا ستكون حملة ترامب الانتخابية المُقبلة
كتبت- هدى الشيمي:
قبل ساعات من إلقاء الخطاب، ألمح الرئيس الأمريكي ومستشاروه إلى المسار المختلف لخطاب حالة الاتحاد، والذي كان أول خطاب يلقيه دونالد ترامب أمام الكونجرس منذ الانتخابات النصفية التي سمحت للديمقراطيين بالهيمنة على مجلس النواب لأول مرة منذ 8 أعوام، إلا أن الخطاب كان أجوف ولم يتضمن أي من المسائل والموضوعات الهامة التي تشغل الرأي العام الأمريكي، حسبما تقول مجلة نيويوركر الأمريكية.
توضح نيويوركر، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس الأمريكي، في الساعات المبكرة من صباح أمس الأربعاء، وشاهده أكثر من 46.8 شخص، لم يكن رسالة وحدة إلى دولة تعاني من الاضطرابات وتشهد حالة من الانقسام لم تمر بها من قبل، كما أنه لم يكن إحاطه خاصة لمؤيديه، أو بيان رسمي شامل حول سياسته الخارجية كما نوه نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس.
تقول المجلة الأمريكية إن خطاب ترامب كان انعكاسًا لما سوف تكون عليه حملته الانتخابية المُقبلة، ومؤشرًا على اعتزامه على إدارة حملة إعادة ترشحه للرئاسة في عام 2020 بنفس الطريقة التي اتبعها في حملته الأولى، وأنه سوف يواصل عمله لزيادة حالة الاستقطاب والانقسام ولن يقوم بتوحيد المواطنين.
لفتت المجلة الأمريكية إلى عدم تقديم ترامب لأي معلومات عن كيفية تعامله مع المشاكل المتعلقة بالجدار الحدودي الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك، الذي تسبب بإغلاق الحكومة لأطول مدة في تاريخها، مُشيرة إلى أن الخطاب لم يكن فيه أي شيء يمكن تذكره على المدى القريب أو البعيد، ولم يتطرق إلى أي مسألة تشغل الرأي العام المحلي والعالمي، ولم يتضمن عبارة واحدة قد يدونها التاريخ، ولكنه الرئيس الأمريكي حرص طوال الوقت على إلقاء التهم على الديمقراطيين، واظهارهم في صورة الأشخاص الذين لا يريدون الخير للبلاد، ويحولون دون تحقيق الأمور التي من شأنها تحقيق الصالح العام.
كذلك لم يتطرق الرئيس الأمريكي عن التحقيقات التي يقوم بها المُحقق الخاص روبرت مولر للكشف عما إذا كان قد حدث تواطؤ بين حملته الانتخابية والروس، ولم يُشر أبدًا إلى الاتهامات الموجهة إلى موسكو بالتدخل في الانتخابات لعام 2016.
تقول نيويوركر إن ترامب يحرص دائمًا على أن يكون له أعداء يُلقي باللوم عليهم ويحملهم مسؤولية اخطائه، في المرة الأولى فعل ذلك مع سلفه باراك أوباما ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، أما هذه المرة فهو يحاول فعل ذلك مع الديمقراطيين الاشتراكيين واليساريين، فهو يعمل على تشويه سمعتهم، وإثارة الفتن في البلاد مستغلاً قضية المهاجرين غير الشرعيين.
تعليقًا على الخطاب، قال المستشار السياسي السابق للحزب الجمهوري مايكل ستيل إنه من الواضح أن دونالد ترامب لا يهتم تمامًا بالتحالف مع الحزب الديمقراطي وتحسين علاقته بقادته، ولكنه عوضًا عن ذلك يبذل مجهودًا خرافيًا لجعلهم غير مقبولين اجتماعيًا.
فيديو قد يعجبك: