إعلان

الجزائر: المظاهرات تكسر أسطورة الخوف من "عشرية سوداء" بعد رحيل بوتفليقة

08:00 م الخميس 28 فبراير 2019

الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة

كتب – محمد الصباغ:
قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن الغضب في الجزائر يتزايد بسبب ترشح الرئيس المريض عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، ما أسفر عن اتساع رقعة المظاهرات في مختلف المدن الجزائرية.

تندلع المظاهرات بشكل شبه يومي في الجزائر، ضد ترشح بوتفليقة الرئيس الذي لم يظهر أمام شعبه في خطاب منذ حوالي 6 سنوات، والذي تعرض لجلطة دماغية في عام 2013.
وأضافت الصحيفة أن مظاهرات حاشدة من المتوقع أن تخرج الجمعة في الدولة التي تعد من أكبر موردي الغاز إلى قارة أوروبا.
وتحدثت الصحيفة البريطانية مع ممرض في مستشفى بالعاصمة الجزائر، وقال إن بوتفليقة غير قادر على قيادة البلاد. وأضاف: "خلال احتفالات عيد الاستقلال في نوفمبر، ظهر مقيدًا إلى كرسيه المتحرك خوفًا من سقوطه. والصور التي ظهرت عبر وسائل الإعلام كانت صادمة. لم نعهد نعلم من يقود البلاد".
لفت التقرير أيضًا إلى أن الدولة التي تفرض فيها السلطات رقابة قوية على الحياة العامة، إلا أن المظاهرات دمرت الحكمة المألوفة التي تقول إن الجزائريين يخشون بشدة العودة إلى العشرية السوداء التي شهدتها البلاد في فترة التسعينيات، وشهدت أعمال عنف سياسي كبيرة.
وفرقت السلطات الأمنية يوم الثلاثاء مسيرة لعشرات الصحفيين المطالبين بضمان حرية التعبير وبتغطية الوكالة الرسمية الجزائرية للمظاهرات. كما فرقت قوات الأمن أيضًا مظاهرة أخرى اليوم لعدد من الصحفيين تظاهروا ضد الأوضاع السيئة والتضييق ضد الإعلاميين.
يمنح الكثيرون الفضل إلى بوتفليقة في إرساء السلام في البلاد بعد عشر سنوات من العنف الذي أسفر عن مقتل حوالي 200 ألف شخص.
لكن خلال الأسابيع الماضية، بدأت فكرة التمسك بالرئيس بوتفليقة في الحكم كثمن للاستقرار في التبدد. كما أججت الصعوبات الاقتصادية الغضب في الشارع الجزائري.
يقول مصطفى بوتشاشي، لصحيفة فايننشال تايمز: "حاجز الخوف انكسر حينما خرج الآلاف في مظاهرات الجمعة الماضية". وأضاف المحامي الحقوقي البارز: "هذه المرة سيكون الأمر كبيرًا، مسيرة مليونية حقيقية".
ويبدو أن حجم المظاهرات، بحسب الصحيفة، فاجأ السلطات وكثير من الجزائريين على حد سواء. وعلى الرغم من حظر التظاهر في العاصمة، إلا أن الشرطة لم تحاول منع المسيرات الجمعة الماضية. وأضاف المحامي بوتشاشي إن أغلب من ألقي القبض عليه خلال المظاهرات تم إطلاق سراحه في وقت لاحق.
لم تهتف المسيرات ضد بوتفليقة ورحيله فقط، بل طالبت أيضًا برحيل شقيقه ومستشاره سعيد بوتفليقة. وأشارت فايننشال تايمز أن سعيد هو "حارس البوابة" بالنسبة للرئيس الجزائري وحلقة الوصل مع دائرة رجال الأعمال بالقطاع الخاص الذين زاد ثرائهم بشكل كبير بعد مشروعات البنية التحتية في البلاد على مدار عقدين من الزمن.
استطاع الرئيس الجزائري الحفاظ على السلام طيلة فترة حكمه بواسطة ضخ مليارات الدولارات على برامج الدعم والإسكان الاجتماعي. لكن يظل الاقتصاد معتمد على صادرات المواد الهيدروكربونية، في ظل انتشار البطالة بين الشباب.
ومع إعلان حملة بوتفليقة تقديم أوراق ترشحه يوم الأحد، يبقى نزول عدد أكبر من المتظاهرين بداية من غد الجمعة هو التحدي الأول.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان