"إيكونوميست": استقالة ظريف تكشف صراعًا على السلطة في إيران
لندن - (أ ش أ)
أكدت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن إعلان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مؤخرا استقالته عبر موقع التواصل الاجتماعي (انستجرام)، يعد خطوة أخرَجت إلى العلن صراعًا مستترًا على السلطة في طهران.
ونوهت المجلة عن أنه لم تكد تمض ساعات قليلة من إعلان ظريف حتى احتدم الخلاف بين معسكرَي إيران المتنافسين: الأول الذي يسعى للتواصل مع الغرب؛ والآخر المتعطش إلى المواجهة.
وأوضحت "إيكونوميست" بأن حكومة الرئيس المنتخب حسن روحاني ضغطت على جواد ظريف لكي يبقى في منصبه؛ أما السلطات غير المنتخبة المدعومة من قوات الحرس الثوري الإيراني، والتي يقودها متشددون، فقد احتفلت برحيل ظريف عن منصبه – في مشهد صراع داخلي على السلطة نادرًا ما ينكشف على هذا النحو.
ولفتت المجلة إلى أن روحاني بررّ رفض الاستقالة بأنها "ضد مصالح إيران"، في ظل انتشار دعوات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تنادي ببقاء ظريف، فضلا عن مطالبات من عدد من أعضاء البرلمان ببقائه، حتى أن العديد من السفراء هددوا باللحاق به.
على الجانب الآخر، رصدت المجلة إسراع وسائل إعلام موالية للحرس الثوري بتأكيد رحيل ظريف، حتى أن أحد أعلى الأصوات التلفزيونية الموالية للحرس الثوري، وحيد يامين بور، احتفل وهو في الجو على متن طائرة برحيل ظريف.
وفي نفس المعسكر، يدعو متشددون إلى رحيل الرئيس روحاني ذاته .. أما المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، صاحب القول الفصل، فلم ينبس ببنت شفة حتى الآن.
ورأت "إيكونوميست" أن خطوة ظريف الاحتجاجية جاءت بمثابة تعبير مبرَّر عن إحباطه مما يحظى به المتشددون من نفوذ؛ وقد حجبوا جهوده الرامية لشطب اسم إيران من القائمة العالمية السوداء الخاصة بالدول الراعية للإرهاب.
ولفتت المجلة إلى أنه وفي زيارة الرئيس السوري بشار الأسد غير المعلنة لطهران يوم الاثنين الماضي، وهي زيارة الأسد الأولى لإيران منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011 – في هذه الزيارة تم استبعاد جواد ظريف من أعمال التحضير لها، فيما تولى المهمة بدلا عنه قائد الحرس الثوري قاسم سليماني.
ونقلت المجلة عن الباحث الإيراني–الإيطالي بيجمن عبد المحمدي، القول إن "قادة الحرس الثوري والمحافظين حول خامنئي يريدون حكومة أكثر راديكالية".
ولفتت إلى أن وحدات الاستخبارات الموالية للحرس الثوري أجبرت العديد من وزراء روحاني على الاستقالة، بل واتهمتهم بالتواطؤ مع الموساد الإسرائيلي.
وفي ذلك يقول، كاوه مدني، وهو مسؤول إيراني بارز فرّ إلى أمريكا العام الماضي، "إنهم يحاولون حجْب كل شيء، والسيطرة على كل شيء".
وبحسب الإيكونوميست، فإن تلك الوحدات الاستخباراتية الموالية للحرس الثوري كثّفت من عمليات اعتقال الإيرانيين الذين يحملون جنسيتين، على أسس واهية معظمها تتعلق بتُهم التجسس.
وحذرت المجلة البريطانية من أن قادة الحرس الثوري الإيراني سيُهلّلون حال الإلغاء الرسمي اللاتفاق النووي الذي لا تزال تتشبث به دائرة روحاني، كما أن هؤلاء القادة لا يجفلون من تصاعد احتمالات المواجهة مع دول الجوار، كما لا يبالون بالعقوبات الاقتصادية الأمريكية لأن تلك العقوبات تساعدهم في حماية مصالحهم المالية التي يحصلون عليها مستفيدين من حالة التنافس الدولية القائمة.
وتابعت المجلة البريطانية بالتنويه عن أن هؤلاء القادة في الحرس الثوري الإيراني مستفيدون من العزلة الدبلوماسية عن الغرب، والتي أمضى جواد ظريف السنوات الخمس الماضية في محاولة إنهائها.
واختتمت المجلة قائلة: "حتى الآن يبدو أن روحاني استطاع إقناع ظريف بالبقاء في منصبه، لكن ربما وجد الرجلان (روحاني وظريف) نفسيهما مضطرين في النهاية إلى تسيير مركب السياسة الخارجية الإيرانية على هوى قادة الحرس الثوري".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: